وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حادثة تعرض السفارة السعودية في طهران لهجوم بـ«الحماقة والخيانة التاريخية» وصف صائب، لكنه جاء متأخراً جداً، فمثل هذا التصريح المعبر عن الندم لو صدر عنه أو عن أي مسؤول إيراني بعد الاعتداء مباشرة لكان له تأثير، لكن أن يصدر بعد أكثر من عام فلا قيمة له. كان ظريف يلقي الأسبوع الماضي كلمة في كلية العلاقات الدولية بوزارة الخارجية الإيرانية وعلق على حالة العلاقات مع السعودية اليوم بقوله «لو لا تلك الحادثة لكانت الظروف اليوم بشكل آخر».
حتى قوله إنه يوجد إجماع على ذلك بين أعضاء مجلس الأمن القومي الإيراني وإن تعرض السفارة السعودية في طهران فتح باباً لمزيد من توتير العلاقة مع السعودية وأعطى السعودية حق ممارسة الرد على ما جرى بطريقتها لا قيمة له لأنه جاء في الوقت الضائع. لكن ظريف قال الحقيقة حيث أكد «أن بعض الأمور والأحداث أو حتى الأخطاء في أجواء يسودها الاضطراب والتوتر، يمكنها أن تغير الظروف». وهذا صحيح، إذ ما الذي يجعل السعودية تتخذ ذلك الموقف القوي والسالب من إيران؟ أليس تلك «الحماقة والخيانة التاريخية»؟
للتذكير فقط، فقد هاجم متظاهرون إيرانيون في الثاني من يناير عام 2016 مبنى السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجاً على تنفيذ حكم الإعدام بحق السعودي نمر النمر المحسوب على إيران. لكن لماذا تأخر ظريف في اعترافه بارتكاب بلاده تلك الحماقة؟ ولماذا ردفت إيران ذلك التصريح بتصريح وزير الدفاع حسين دهقان الذي قال إن «برامج بلاده الصاروخية والدفاعية شهدت أروع فترات النمو من حيث الكمية والنوعية في ظل رئاسة الحكومة الحالية» وإن «الاعتمادات المخصصة للشؤون الدفاعية في البلاد ارتفعت منذ بداية فترة رئاسة الحكومة الحالية حتى نهاية العام «الإيراني» الماضي «الذي انتهي في 20 مارس الماضي» بمقدار ضعفين ونصف، مقارنة مع فترة رئاسة الحكومة السابقة»؟ ولماذا تعهد -باسم بلاده طبعاً- بأن «يرتفع هذا المعدل إلى 4 أضعاف قريباً»؟
تصريح ظريف كان يوم الخميس الماضي، وتصريح دهقان جاء بعده بيوم واحد فقط، واستنتاج الربط بينهما ليس صعباً وهو يعني باختصار أن قول ظريف تحصيل حاصل وأن إيران ليست مهتمة بما حدث ولا تعتبره سبباً للخلاف مع السعودية وأنها بدلاً من السعي إلى تدارك الخطأ قررت أن تزيده، فهذا التصريح لدهقان وتصريحات أخرى صدرت منه ومن غيره من المسؤولين الإيرانيين في الفترة الأخيرة على وجه الخصوص لا معنى لها سوى الإصرار على الخطأ باستعراض العضلات والتهديد بأنها تمتلك أقوى منظومة صواريخ. لهذا جاء رد السعودية قوياً على لسان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قال في المقابلة التي أجرتها معه فضائية «العربية» أخيراً إن التفاهم مع دولة تريد أن تسيطر على العالم الإسلامي مسألة غير ممكنة وغير واقعية وإن السعودية لن تنتظر حتى تنشب المعركة في أراضيها وإن ساحتها ستكون إيران.
للمرة الألف تؤكد إيران أنها دون القدرة على إحكام العقل والحكمة، فمن يريد أن يصحح خطأ وقع فيه لا يردف قولاً كالذي قاله وزير الخارجية ظريف بقول كالذي قاله وزير الدفاع دهقان، لأن القول الثاني يعني أن الأول كلام في الهواء وتحصيل حاصل ولا قيمة له، ولأن القول الثاني أيضاً يعني أن إيران تريد أن تستعرض عضلاتها وأنها ماضية في أسلوبها وفي إنتاج أدوات الدمار والموت. وبالتأكيد فإن من يريد حل مشكلاته مع السعودية ودول المنطقة لا يستمر في إرسال الإشارات التي مفادها أنه يعمل على احتلال الحرمين الشريفين وقيادة الأمة الإسلامية.
{{ article.visit_count }}
حتى قوله إنه يوجد إجماع على ذلك بين أعضاء مجلس الأمن القومي الإيراني وإن تعرض السفارة السعودية في طهران فتح باباً لمزيد من توتير العلاقة مع السعودية وأعطى السعودية حق ممارسة الرد على ما جرى بطريقتها لا قيمة له لأنه جاء في الوقت الضائع. لكن ظريف قال الحقيقة حيث أكد «أن بعض الأمور والأحداث أو حتى الأخطاء في أجواء يسودها الاضطراب والتوتر، يمكنها أن تغير الظروف». وهذا صحيح، إذ ما الذي يجعل السعودية تتخذ ذلك الموقف القوي والسالب من إيران؟ أليس تلك «الحماقة والخيانة التاريخية»؟
للتذكير فقط، فقد هاجم متظاهرون إيرانيون في الثاني من يناير عام 2016 مبنى السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجاً على تنفيذ حكم الإعدام بحق السعودي نمر النمر المحسوب على إيران. لكن لماذا تأخر ظريف في اعترافه بارتكاب بلاده تلك الحماقة؟ ولماذا ردفت إيران ذلك التصريح بتصريح وزير الدفاع حسين دهقان الذي قال إن «برامج بلاده الصاروخية والدفاعية شهدت أروع فترات النمو من حيث الكمية والنوعية في ظل رئاسة الحكومة الحالية» وإن «الاعتمادات المخصصة للشؤون الدفاعية في البلاد ارتفعت منذ بداية فترة رئاسة الحكومة الحالية حتى نهاية العام «الإيراني» الماضي «الذي انتهي في 20 مارس الماضي» بمقدار ضعفين ونصف، مقارنة مع فترة رئاسة الحكومة السابقة»؟ ولماذا تعهد -باسم بلاده طبعاً- بأن «يرتفع هذا المعدل إلى 4 أضعاف قريباً»؟
تصريح ظريف كان يوم الخميس الماضي، وتصريح دهقان جاء بعده بيوم واحد فقط، واستنتاج الربط بينهما ليس صعباً وهو يعني باختصار أن قول ظريف تحصيل حاصل وأن إيران ليست مهتمة بما حدث ولا تعتبره سبباً للخلاف مع السعودية وأنها بدلاً من السعي إلى تدارك الخطأ قررت أن تزيده، فهذا التصريح لدهقان وتصريحات أخرى صدرت منه ومن غيره من المسؤولين الإيرانيين في الفترة الأخيرة على وجه الخصوص لا معنى لها سوى الإصرار على الخطأ باستعراض العضلات والتهديد بأنها تمتلك أقوى منظومة صواريخ. لهذا جاء رد السعودية قوياً على لسان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي قال في المقابلة التي أجرتها معه فضائية «العربية» أخيراً إن التفاهم مع دولة تريد أن تسيطر على العالم الإسلامي مسألة غير ممكنة وغير واقعية وإن السعودية لن تنتظر حتى تنشب المعركة في أراضيها وإن ساحتها ستكون إيران.
للمرة الألف تؤكد إيران أنها دون القدرة على إحكام العقل والحكمة، فمن يريد أن يصحح خطأ وقع فيه لا يردف قولاً كالذي قاله وزير الخارجية ظريف بقول كالذي قاله وزير الدفاع دهقان، لأن القول الثاني يعني أن الأول كلام في الهواء وتحصيل حاصل ولا قيمة له، ولأن القول الثاني أيضاً يعني أن إيران تريد أن تستعرض عضلاتها وأنها ماضية في أسلوبها وفي إنتاج أدوات الدمار والموت. وبالتأكيد فإن من يريد حل مشكلاته مع السعودية ودول المنطقة لا يستمر في إرسال الإشارات التي مفادها أنه يعمل على احتلال الحرمين الشريفين وقيادة الأمة الإسلامية.