هنا فكرة من بين مجموعة أفكار إيجابية تضمنها مقال للدكتور ناصر المبارك نشر في عدد أبريل 2017 من النشرة الشهرية التي تصدر عن جمعية الرابطة الإسلامية، فهذه الفكرة ينبغي التأكيد عليها وتداولها لأنها منطقية وواقعية وتعبر عن رجاحة عقل وفطنة يحتاجها هذا الوطن اليوم بقوة. ملخص الفكرة أن «الحلول السياسية لا تتحقق بالإصرار على عبارة من الذي بدأ ومن صعّد ومن أخطأ». عنها يقول المبارك إن «التوافقات والحلول السياسية في أي قضية لا يمكن أن تتحقق عبر الإصرار والتمسك بمثل هذه العبارات»... «فهذا هو الفرق بين التوافق السياسي والتقاضي في المحاكم»، شارحاً رأيه بأنه «ينبغي على كل طرف أن يقدر قوته والمجال المتاح له، وقوة الطرف الآخر والمجال المتاح له، وما يمكن أن يتفاوض عليه، وما لا يمكن، ثم يتخذ قراره ويسعى سعيه».. وأنه «إذا كان الكلام عن حل سياسي وليس عسكرياً فلا معنى لتكرار أن الطرف الآخر هو الذي بدأ أو تجاوز الحدود، إذ إن التوافقات السياسية تقوم على المصالحات والتنازلات والتسامح وعدم النظر إلى الماضي إلا في حدود إصلاح الآثار الناتجة، والتعويضات المحتملة، وتطييب الخواطر، من غير أن يتضمن ذلك التوافق إقراراً بعدالة قضية الطرف الآخر أو شرعية موقفه في كل الأحوال، وكل ما يثبته هو القبول بوضع معين لأجل مصلحة أكبر ربما تفوت الطرفين إذا تمسكا بموقفهما».
الكاتب يوفر العديد من الأمثلة للمصالحات وإغلاق الملفات الصعبة ويخلص إلى نتيجة مهمة فيقول «... ولو نظرنا في التاريخ واستقرأنا التجارب لوجدنا أن الدول تجلس بعد حروب طويلة عند اليأس من الحسم وتتفاوض وتغض الطرف عن كثير من الأشياء الماضية»... «ولهذا ينبغي لأصحاب أي مشروع سياسي ألا يظلوا أسرى للحديث عن التجاوزات والمحاسبة وإلا ستظل الأمور تحسم قراراً بعد قرار، وهو يلطمون ويندبون، وتزيد القضايا التي يندبون عليها يوماً بعد يوم».
ولا ينسى الكاتب أن يوصل «الزبدة» إلى «المعنيين» فيقول بوضوح وجرأة «والسؤال المهم الذي يطرح على كل فريق أو فئة تريد أن تعمل في السياسة وتغير مجريات الأمور، هل فيكم رجال سياسة وتفاوض يعرفون ماذا يريدون، ومن أين يدخلون، ويحسنون كيف يقرؤون الأوضاع الداخلية والمؤثرات الإقليمية، ويعرفون مواقع التأثير، والمؤثرين في القرارات؟» يتبعه بالسؤال الأكبر... «هل عندكم رغبة في الوصول إلى حلول حتى لو كانت عبر التنازل عن بعض الشعارات كما هو شأن السياسي المرن؟» ثم يخاطبهم فيقول «إذا كان عندكم كل ذلك فامضوا على بركة الله... وإلا فاجلسوا وواصلوا الندب والتباكي»، قبل أن ينبههم إلى حقيقة أن «الأمور ستظل تسير ولا تنتظركم، فالسياسة لا تحتاج إلى شجعان الحرب فقط ولكنها تحتاج إلى شجعان السلام أيضاً.. ولا تحتاج إلى شجاعة القلوب فقط، فهي كثيرة، ولكنها تحتاج إلى شجعان العقول أيضاً».
هي دعوة جريئة وصريحة إلى قراءة الأحداث بشكل صحيح وواقعي واتخاذ القرارات الشجاعة التي تغلب مصلحة الوطن والمواطنين على المصلحة الآنية والفئوية الضيقة. ولكن لأن البعض الذي يفترض أن يدرس هذه الرسالة جيداً لن يعيرها أي اهتمام لذا فإن الأكيد هو أنه لن يدخل في هذا الطريق الذي يمكن له أن يخلق الانعطافة التاريخية المطلوبة، وسيظل يكرر طرح مشروعاته البعيدة عن الواقع والمرفوضة من الأطراف الأخرى ذات العلاقة بالمشكلة، من دون أن ينتبه إلى أنه سيظل الخاسر الأكبر وسيعاني من الموقف الذي حبس نفسه فيه، فالجمهور الذي يعتمد عليه ويتاجر باسمه سرعان ما سينفض من حوله ولن يغفر له.
الكاتب يوفر العديد من الأمثلة للمصالحات وإغلاق الملفات الصعبة ويخلص إلى نتيجة مهمة فيقول «... ولو نظرنا في التاريخ واستقرأنا التجارب لوجدنا أن الدول تجلس بعد حروب طويلة عند اليأس من الحسم وتتفاوض وتغض الطرف عن كثير من الأشياء الماضية»... «ولهذا ينبغي لأصحاب أي مشروع سياسي ألا يظلوا أسرى للحديث عن التجاوزات والمحاسبة وإلا ستظل الأمور تحسم قراراً بعد قرار، وهو يلطمون ويندبون، وتزيد القضايا التي يندبون عليها يوماً بعد يوم».
ولا ينسى الكاتب أن يوصل «الزبدة» إلى «المعنيين» فيقول بوضوح وجرأة «والسؤال المهم الذي يطرح على كل فريق أو فئة تريد أن تعمل في السياسة وتغير مجريات الأمور، هل فيكم رجال سياسة وتفاوض يعرفون ماذا يريدون، ومن أين يدخلون، ويحسنون كيف يقرؤون الأوضاع الداخلية والمؤثرات الإقليمية، ويعرفون مواقع التأثير، والمؤثرين في القرارات؟» يتبعه بالسؤال الأكبر... «هل عندكم رغبة في الوصول إلى حلول حتى لو كانت عبر التنازل عن بعض الشعارات كما هو شأن السياسي المرن؟» ثم يخاطبهم فيقول «إذا كان عندكم كل ذلك فامضوا على بركة الله... وإلا فاجلسوا وواصلوا الندب والتباكي»، قبل أن ينبههم إلى حقيقة أن «الأمور ستظل تسير ولا تنتظركم، فالسياسة لا تحتاج إلى شجعان الحرب فقط ولكنها تحتاج إلى شجعان السلام أيضاً.. ولا تحتاج إلى شجاعة القلوب فقط، فهي كثيرة، ولكنها تحتاج إلى شجعان العقول أيضاً».
هي دعوة جريئة وصريحة إلى قراءة الأحداث بشكل صحيح وواقعي واتخاذ القرارات الشجاعة التي تغلب مصلحة الوطن والمواطنين على المصلحة الآنية والفئوية الضيقة. ولكن لأن البعض الذي يفترض أن يدرس هذه الرسالة جيداً لن يعيرها أي اهتمام لذا فإن الأكيد هو أنه لن يدخل في هذا الطريق الذي يمكن له أن يخلق الانعطافة التاريخية المطلوبة، وسيظل يكرر طرح مشروعاته البعيدة عن الواقع والمرفوضة من الأطراف الأخرى ذات العلاقة بالمشكلة، من دون أن ينتبه إلى أنه سيظل الخاسر الأكبر وسيعاني من الموقف الذي حبس نفسه فيه، فالجمهور الذي يعتمد عليه ويتاجر باسمه سرعان ما سينفض من حوله ولن يغفر له.