التصريح المنسوب لرئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي والذي بثته وكالة تسنيم الإيرانية أخيراً وجاء فيه «إن السعودية أصغر من أن تكون تهديداً ضد إيران» تصريح يؤكد حالة الغرور التي وصل إليها النظام الإيراني وتخبطه وعدم إدراكه لما يقول وما يفعل. النظر إلى الآخر من عل هو أسلوب المفلس والضعيف وليس أسلوب القوي المقتدر، ويبدو أن الدعاية المتعلقة بما تمتلكه إيران من أسلحة وما روجته من أخبار وتقارير عن نجاح تطوير برنامج الصواريخ لديها صدقها مروجوها حتى وصلوا إلى حد اعتبار السعودية التي تمتلك كل الأسلحة الحديثة التي تنتجها أكبر المصانع في العالم أصغر من أن تشكل تهديداً لإيران، وهو ما يمكن تصنيفه في باب الصلف، وهو «التكبر والعجرفة والادعاء بما هو فوق قدره عجباً».
لكن أليس من الطبيعي أن ترد إيران بمثل هذه التصريحات على ما قاله ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المقابلة التي أجرتها معه «العربية» عن سلوكيات إيران ونواياها وعن نقل المعركة إلى أرضها؟ بالتأكيد نعم، فإيران تتعامل مع مثل هذه التصريحات التي هي «شغل سياسة» بالطريقة نفسها التي يتعامل فيها شخص عادي مع شخص عادي آخر، فتدخل في باب التحدي واستعراض العضلات ولا تنتبه إلى أن الموضوع هو بالدرجة الأولى سياسي، أي أن المراد منه تحقيق أهداف سياسية خصوصاً وأن المنطق يقول إنه من غير المعقول أن تشغل السعودية نفسها بحرب مع إيران وهي لاتزال مشغولة بما يجري في سوريا واليمن.
مشكلة المسيطرين على الحكم في إيران هي أنهم «عايشين الدور» وهذا يجعلهم يعتقدون أنهم الأقوى والأخطر ومن ينبغي أن يكون صاحب الكلمة الأولى وسيد المنطقة، لهذا ينظرون إلى كل دول المنطقة وعلى الخصوص دول مجلس التعاون الخليجي على أنها أضعف منهم ويمكن «إبادتهم» في لحظة وأنه من الغريب أن يصرح أي قيادي من هذه الدول بأي تصريح عن إيران فضلاً عن تهديدها.
وصول أي نظام إلى هذه المرحلة يعني أنه دخل مرحلة بداية النهاية، فليس بعد هذا بعد، وليس من مصير ينتظره سوى الهزيمة والفناء. النظام الذي يصل إلى المرحلة التي ينظر فيها إلى الآخر على أنه أضعف منه وأقل شأناً وأصغر من أن يشكل تهديداً له، لا يمكن أن يستمر لأنه ببساطة يمكن أن يرتكب كل الحماقات في كل الأوقات فيعجل بنهايته.
على العكس من إيران هو حال السعودية التي تعمل ضمن رؤية واضحة واستراتيجية وتعرف ما يدور في المنطقة جيداً وتدرس كل «نقلة» على رقعة الشطرنج ولا تحرك أي قطعة عليها إلا بعد دراسة مستفيضة وبعد توقع كل الاحتمالات. السؤال الذي تخشى إيران أن تواجه به نفسها هو كيف السبيل لو أن حرباً اندلعت بينها وبين السعودية وهي في هذه الحال التي ملخصها أنه لا صديق لديها بعدما دفعها غرورها والشعارات الفارغة التي ترفعها إلى معاداة الجميع؟ وكيف السبيل لو أن الحظر الذي رفع عنها جراء الاتفاق النووي أعيد فرضه؟
النظام الإيراني عادى الجميع لأنه لا يعرف كيف تسير الأمور في المنطقة، والأكيد أنه سيخسر أي حرب يدخلها لأنه أوهم نفسه بأنه الأقوى وأن الآخرين هم الضعفاء وأنهم أصغر من أن يشكلوا تهديداً له. لو أن هذا النظام يدرك ما يجري في المنطقة ويفهم في نظرية الاحتمالات لما رد على تصريحات ولي ولي العهد السعودي بتلك الكيفية ولاختار بدلاً عن ذلك طريقاً يضمن له العيش بأمان في مثل هذه الظروف، فيد السعودية رغم كل شيء ممدودة للآخرين وبابها مفتوح.
لكن أليس من الطبيعي أن ترد إيران بمثل هذه التصريحات على ما قاله ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في المقابلة التي أجرتها معه «العربية» عن سلوكيات إيران ونواياها وعن نقل المعركة إلى أرضها؟ بالتأكيد نعم، فإيران تتعامل مع مثل هذه التصريحات التي هي «شغل سياسة» بالطريقة نفسها التي يتعامل فيها شخص عادي مع شخص عادي آخر، فتدخل في باب التحدي واستعراض العضلات ولا تنتبه إلى أن الموضوع هو بالدرجة الأولى سياسي، أي أن المراد منه تحقيق أهداف سياسية خصوصاً وأن المنطق يقول إنه من غير المعقول أن تشغل السعودية نفسها بحرب مع إيران وهي لاتزال مشغولة بما يجري في سوريا واليمن.
مشكلة المسيطرين على الحكم في إيران هي أنهم «عايشين الدور» وهذا يجعلهم يعتقدون أنهم الأقوى والأخطر ومن ينبغي أن يكون صاحب الكلمة الأولى وسيد المنطقة، لهذا ينظرون إلى كل دول المنطقة وعلى الخصوص دول مجلس التعاون الخليجي على أنها أضعف منهم ويمكن «إبادتهم» في لحظة وأنه من الغريب أن يصرح أي قيادي من هذه الدول بأي تصريح عن إيران فضلاً عن تهديدها.
وصول أي نظام إلى هذه المرحلة يعني أنه دخل مرحلة بداية النهاية، فليس بعد هذا بعد، وليس من مصير ينتظره سوى الهزيمة والفناء. النظام الذي يصل إلى المرحلة التي ينظر فيها إلى الآخر على أنه أضعف منه وأقل شأناً وأصغر من أن يشكل تهديداً له، لا يمكن أن يستمر لأنه ببساطة يمكن أن يرتكب كل الحماقات في كل الأوقات فيعجل بنهايته.
على العكس من إيران هو حال السعودية التي تعمل ضمن رؤية واضحة واستراتيجية وتعرف ما يدور في المنطقة جيداً وتدرس كل «نقلة» على رقعة الشطرنج ولا تحرك أي قطعة عليها إلا بعد دراسة مستفيضة وبعد توقع كل الاحتمالات. السؤال الذي تخشى إيران أن تواجه به نفسها هو كيف السبيل لو أن حرباً اندلعت بينها وبين السعودية وهي في هذه الحال التي ملخصها أنه لا صديق لديها بعدما دفعها غرورها والشعارات الفارغة التي ترفعها إلى معاداة الجميع؟ وكيف السبيل لو أن الحظر الذي رفع عنها جراء الاتفاق النووي أعيد فرضه؟
النظام الإيراني عادى الجميع لأنه لا يعرف كيف تسير الأمور في المنطقة، والأكيد أنه سيخسر أي حرب يدخلها لأنه أوهم نفسه بأنه الأقوى وأن الآخرين هم الضعفاء وأنهم أصغر من أن يشكلوا تهديداً له. لو أن هذا النظام يدرك ما يجري في المنطقة ويفهم في نظرية الاحتمالات لما رد على تصريحات ولي ولي العهد السعودي بتلك الكيفية ولاختار بدلاً عن ذلك طريقاً يضمن له العيش بأمان في مثل هذه الظروف، فيد السعودية رغم كل شيء ممدودة للآخرين وبابها مفتوح.