القول إن موقف الحكومة اليوم قوي وموقف أولئك الذين عمدوا إلى التخريب ونشر الفوضى ضعيف ليس مزحة ولكنه حقيقة وواقع، فالكفة اليوم تميل بدرجة مائة في المائة إلى جانب الحكومة. إذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وكل الدول التي لها قيمة ووزن واعتبار في الغرب وفي الشرق تؤيد حكومة البحرين في إجراءاتها التي اتخذتها لإعادة الأمور إلى نصابها بل تدعمها وتعمل على تطوير العلاقات معها، وإذا كانت كل دول مجلس التعاون تقف مع البحرين قلباً وقالباً وتعمل معها على إعادة الاستقرار الذي تأثر بسبب ذاك الفعل الناقص الذي قام به البعض، وإذا كانت المنظمات الدولية التي يشد بها أولئك ظهرهم لا تستطيع فعل شيء ولم يعد لها مصداقية ولا تأثير ولا تملك سوى إصدار البيانات معدومة القيمة والصراخ، وإذا كان الكثيرون في الداخل بدؤوا في مراجعة أنفسهم ومواقفهم وصاروا يشعرون بالندم ويعترفون بأنهم أخطؤوا في حق الوطن والقيادة وفي حق أنفسهم وأهلهم، فإن هذا يعني أن موقف الحكومة اليوم هو الأقوى، ولهذا -منطقاً- لا يمكن للحكومة أن تفكر ولو للحظة في موضوع الحوار الذي لاتزال «المعارضة» تأمل أن تلتئم طاولته من جديد وتحلم أن تعود إليه الأطراف ذات العلاقة، لأن القوي -منطقاً أيضاً- لا يحتاج إلى محاورة الضعيف فهو غير مضطر إلى هذا، والمنتصر يملي شروطه على المهزوم ولا يتحاور معه.

ذلك البعض راهن على ضرب الاقتصاد الذي يؤدي في حالة ضعفه إلى عدم الاستقرار وانتشار الفوضى، لكنه خسر الرهان، فما تقوم به الحكومة اليوم من جهد وعمل من شأنه أن يسد هذه الخانة سريعاً ولن يطول الوقت حتى تعود الأحوال إلى ما كانت عليه وأفضل. وطالما أن الاقتصاد -ورغم كل ما يعانيه بسبب انخفاض أسعار النفط- سيتعافى فإن هذا سيقود إلى حالة الاستقرار التي تشجع الاستثمارات الأجنبية على اختيار البحرين، وهذا وذاك ليسا إلا صفعة في وجه من راهن على ضرب الاقتصاد وزعزعة الاستقرار.

اليوم البحرين تتعافى، واليوم الحكومة تزداد قوة وتحكماً في الأمور، واليوم تعاني «المعارضة» من ضعف وهزال لا تحسد عليهما، لذا فإن الاستمرار في إيهام الناس والقول بأنهم يقتربون من تحقيق الغايات التي خرجوا من أجلها قول يدخل في باب الضحك على الذقون، ذلك أنه مع معطيات كهذه لا يمكن أن تكون النتيجة في صالح الأضعف أبداً. هذا ما يقوله المنطق.

الخيار المتوفر اليوم لكل من اعتبر نفسه معارضة هو العودة إلى العقل وترك الممارسات التي لا تليق بـ«المعارضة» وتقلل من شأنها، والتوقف عن الاستمرار في حلم لا يمكن أن يتحقق لأن المعطيات المتوفرة لا يمكن أن تقود إلى غير هذه النتيجة، ولأن موقف الحكومة القوي هو من أهم المعطيات لذا فإن من يقول بإمكانية تحقيق تلك الأماني يؤكد أنه يعيش خارج الزمن وخارج كل شيء.

اليوم صار واجباً على كل محب لهذا الوطن وكل قادر على التواصل مع من لايزال أسير أحلامه أن يعمل على بيان هذه الحقائق والقول بوضوح إن الاستمرار في السير في هذا الطريق يؤذي الوطن ويؤذي كل من يتحدثون باسمه ويرفعون شعارات الانتصار له، وأن يقولوا له أيضاً إنه عندما تكون الحكومة قوية فإن عليه أن يخفض من سقف أحلامه ويسلم لأمر الواقع، وكما أن إضافة واحد إلى واحد لا يمكن أن ينتج إلا اثنين كذلك فإن الوضع الذي تتأكد فيه الغلبة للحكومة لا يمكن أن يكون المتفوق فيه والمنتصر غير الحكومة.

التوقف عن شحن العامة واستغلالهم يعود بالنفع عليهم وعلى الجميع.