في كل عام وقبل حلول شهر رمضان المبارك بأيام، وتحديداً منذ 6 سنوات، يسارع الكثيرون للتعبير عن أمنيتهم في استغلال الأطراف ذات العلاقة بالمشكلة التي تم خلقها بغية الإساءة إلى هذا الوطن خصوصية هذا الشهر لترطيب الأجواء والنظر إلى الأمور بمنظار مختلف يقود إلى المساحة التي يمكن الانطلاق منها إلى الحل، لكن شيئاً من هذا القبيل لا يتم رغم توسع مساحة الأمل كلما قرب الشهر الكريم، وللأسف فإن الشهر ينتهي من دون أن يتحقق هذا الهدف، ثم يعود من جديد بعد عام ليتكرر السيناريو نفسه.
في كل عام أيضاً يحاول الكثيرون إقناع أنفسهم بأن هذا العام مختلف وأن أسباباً عديدة تعين على التفاؤل بأن يكون هذا الرمضان هو الشهر الذي تتحقق فيه تلك الأمنية، لكن ما يتحقق هو النتيجة نفسها. بالتأكيد لا يمكن التوصل إلى حل بسبب حلول شهر رمضان المبارك ولكن الأمنية هي أن يستغل ذوو العلاقة الأجواء الروحانية الخاصة بهذا الشهر للتقارب فيما بينهم ولإيجاد أرضية مشتركة تعين على مزيد من التقارب. ولعل أبسط السبل لتحقيق هذه الأمنية هو تبادل الزيارات في ليالي الشهر الكريم، فالمجالس مفتوحة على مدى الشهر ولا يمكن لأصحابها إلا الترحيب بكل من يأتيهم مهنئاً بالشهر، وهذا يشمل من يتخذون منهم موقفاً سالباً لأي سبب أو يختلفون معهم في الفكر والمواقف السياسية.
تبادل الزيارات في ليالي شهر رمضان المبارك وسيلة مهمة لترطيب الأجواء وتبريد الساحة، وهي سبب قد يقود إلى توفير القنوات اللازمة للتواصل لاحقاً بغية التفاهم على كثير من الأمور وخلق الأرضية التي يمكن الوقوف عليها جميعاً والانطلاق منها. أيضاً مهم جداً، لو أن الجميع يريد الاستفادة من شهر رمضان لخدمة هذا الهدف، التوقف عن الإدلاء بالتصريحات السالبة والمشاركة في برامج الفضائيات «السوسة» والتي مهمتها الاصطياد في الماء العكر. وبالطبع من المهم أيضاً التوقف عن ممارسة كل ما يمكن أن يتسبب في توتير الأجواء، فيتوقف الذين اعتادوا على التظاهر على مدار العام عن ممارسة هذا النشاط الذي لم يعد مجدياً ولا قيمة له خصوصاً وأن المشاركين فيها قليلون إلى حد أن يصعب إطلاق اسم مظاهرة عليها.
كثيرة هي السلوكيات التي يمكن لكل الأطراف ذات العلاقة التوقف عن ممارستها خلال شهر رمضان المبارك من دون أن تؤثر على مواقفها، ولا بأس أن يبدو الأمر وكأنه هدنة مدتها ثلاثون يوماً يضاف إليها أيام العيد الثلاثة، فهذه الهدنة -أو «استراحة المحارب» لو كان التعبير مناسباً- يمكن أن تسهم في توفير مزيد من الأجواء الإيجابية في شهر الله وقد يكون كل ذلك سبباً في التوصل إلى ما صعب التوصل إليه خارج الشهر الكريم، وفيه في السنوات الست الماضيات.
أمور أخرى يفترض أن تدفع في الاتجاه نحو هذا الأمر في هذا العام، أولها، أن التطورات الإقليمية لم تعد في صالح من حاول تنفيذ ما سيطر على فكره وعقله وأدخل الوطن في هذه المشكلة، وثانيها، أن الحكومة اليوم في موقف قوي جداً وأنه من غير الممكن مواصلة الأسلوب نفسه الذي تمت ممارسته في السنوات السابقة معها، وثالثها، أن إيران التي يشد بها البعض ظهره على وشك دخولها مرحلة جديدة لن تجد معها الوقت ولا المال لدعم أحد والوقوف مع أي أحد، فسلوكيات إيران أغضبت كل دول المنطقة وأغضبت حلفاء هذه الدول وصار لا بد من وضع حد لها كي تستقر المنطقة ويعيش الناس في أمان.
العمل على الاستفادة من الأجواء الروحانية التي لا تتوفر في غير شهر رمضان المبارك خيار العاقل.
{{ article.visit_count }}
في كل عام أيضاً يحاول الكثيرون إقناع أنفسهم بأن هذا العام مختلف وأن أسباباً عديدة تعين على التفاؤل بأن يكون هذا الرمضان هو الشهر الذي تتحقق فيه تلك الأمنية، لكن ما يتحقق هو النتيجة نفسها. بالتأكيد لا يمكن التوصل إلى حل بسبب حلول شهر رمضان المبارك ولكن الأمنية هي أن يستغل ذوو العلاقة الأجواء الروحانية الخاصة بهذا الشهر للتقارب فيما بينهم ولإيجاد أرضية مشتركة تعين على مزيد من التقارب. ولعل أبسط السبل لتحقيق هذه الأمنية هو تبادل الزيارات في ليالي الشهر الكريم، فالمجالس مفتوحة على مدى الشهر ولا يمكن لأصحابها إلا الترحيب بكل من يأتيهم مهنئاً بالشهر، وهذا يشمل من يتخذون منهم موقفاً سالباً لأي سبب أو يختلفون معهم في الفكر والمواقف السياسية.
تبادل الزيارات في ليالي شهر رمضان المبارك وسيلة مهمة لترطيب الأجواء وتبريد الساحة، وهي سبب قد يقود إلى توفير القنوات اللازمة للتواصل لاحقاً بغية التفاهم على كثير من الأمور وخلق الأرضية التي يمكن الوقوف عليها جميعاً والانطلاق منها. أيضاً مهم جداً، لو أن الجميع يريد الاستفادة من شهر رمضان لخدمة هذا الهدف، التوقف عن الإدلاء بالتصريحات السالبة والمشاركة في برامج الفضائيات «السوسة» والتي مهمتها الاصطياد في الماء العكر. وبالطبع من المهم أيضاً التوقف عن ممارسة كل ما يمكن أن يتسبب في توتير الأجواء، فيتوقف الذين اعتادوا على التظاهر على مدار العام عن ممارسة هذا النشاط الذي لم يعد مجدياً ولا قيمة له خصوصاً وأن المشاركين فيها قليلون إلى حد أن يصعب إطلاق اسم مظاهرة عليها.
كثيرة هي السلوكيات التي يمكن لكل الأطراف ذات العلاقة التوقف عن ممارستها خلال شهر رمضان المبارك من دون أن تؤثر على مواقفها، ولا بأس أن يبدو الأمر وكأنه هدنة مدتها ثلاثون يوماً يضاف إليها أيام العيد الثلاثة، فهذه الهدنة -أو «استراحة المحارب» لو كان التعبير مناسباً- يمكن أن تسهم في توفير مزيد من الأجواء الإيجابية في شهر الله وقد يكون كل ذلك سبباً في التوصل إلى ما صعب التوصل إليه خارج الشهر الكريم، وفيه في السنوات الست الماضيات.
أمور أخرى يفترض أن تدفع في الاتجاه نحو هذا الأمر في هذا العام، أولها، أن التطورات الإقليمية لم تعد في صالح من حاول تنفيذ ما سيطر على فكره وعقله وأدخل الوطن في هذه المشكلة، وثانيها، أن الحكومة اليوم في موقف قوي جداً وأنه من غير الممكن مواصلة الأسلوب نفسه الذي تمت ممارسته في السنوات السابقة معها، وثالثها، أن إيران التي يشد بها البعض ظهره على وشك دخولها مرحلة جديدة لن تجد معها الوقت ولا المال لدعم أحد والوقوف مع أي أحد، فسلوكيات إيران أغضبت كل دول المنطقة وأغضبت حلفاء هذه الدول وصار لا بد من وضع حد لها كي تستقر المنطقة ويعيش الناس في أمان.
العمل على الاستفادة من الأجواء الروحانية التي لا تتوفر في غير شهر رمضان المبارك خيار العاقل.