نشر الكاتب الصحفي ما سطره على الورق عبر أي وسيلة إعلامية يعطي المتلقي على الفور حق قبوله أو رفضه وحق انتقاده، فما أنتجه ينطبق عليه مفهوم البضاعة، وطالما قام بعرض البضاعة في السوق لذا صار من حق من يراها أن يشتريها أو يرفضها، وصار من حقه أن يبدي رأيه فيها فيوافق على ما جاء فيها أو لا يوافق، وهذا يعني أنه صار من حق المتلقي أن يرد على النتاج الذي اطلع عليه فيناقشه ويوفر ما لديه من أدلة لبيان ضعفه أو قوته وصار من حقه أن يعلن أنه متوافق مع ما طرحه منتج تلك المادة أو غير متوافق معه.
خروج الفكرة من رأس الكاتب – الصحفي أو الأديب أو الباحث أو غيرهم – يجعلها عرضة للنقد، والنقد يعني بيان الإيجابي والسلبي، لكن وإن تعود الكثيرون على بيان السلبي دون الإيجابي إلا أن هذا لا يعني أبداً التطاول وانتقاد شخص من كتب. بمعنى أن انتقاد ما كتبه الشخص حق للمتلقي، لكن التعرض للشخص والتطاول عليه تجاوز يعرض فاعله للمساءلة القانونية ويشكك في أخلاقه.
مشكلة البعض هنا أنه لم يتعلم من الأشخاص الذين يعتبرهم «آلهة» ووصلت علاقته معهم حد العبادة، هذا البعض لا ينتبه إلى أنه بتعرضه إلى شخص منتج المادة الأدبية أو الصحفية إنما يسيء بفعله هذا إلى أولئك الذين لا يرضى عليهم ويعلن في كل حين أنه يفديهم بحياته قبل أن يسيء إلى من أراد الإساءة إليه، والسبب هو أنه بتأليهه لأولئك الأشخاص فإنه يعتبر ممثلاً لهم ومعبراً عنهم، ويعتقد الناس أن تطاوله على الآخرين وإهانتهم هو برضا أولئك ومباركتهم.
شخصياً لا أعتقد أن أولئك الذين تم رفعهم إلى هذه المنزلة يقبلون بالتطاول على الآخرين وسبهم وشتمهم، على الأقل احتراماً للصفة التي يعرفهم بها الناس، لكنهم بسكوتهم عن هذا الفعل وفاعليه يعتبرون مشاركين معهم في التطاول الذي يسهل تصنيفه في باب الجريمة التي يعاقب عليها القانون.
انتقاد أي منتج حق لكل من يطلع عليه، لكن التعرض لشخص منتجه تطاول وخطأ كبير يقع فيه كل من يمارسه. فعلى سبيل المثال انتقاد البعض لما يكتبه كاتب ما عن بلد ما كإيران مثلاً حق لا يمكن حرمانه منه، لكن التعرض لشخصه أو لأهله يعطيه الحق في تفسيره على أنه سلوك تعلمه من أولئك الذين يؤلههم ويعلن بين الحين والحين عن استعداده لتفديته بنفسه عنهم، وهذا يعطي الكاتب الحق أيضاً في النظر إلى أولئك الأشخاص بسلبية.
اليوم يتعرض كثير من كتاب المقالات بشكل خاص للكثير من السب والشتم، ورغم أن أكثر من يقومون بهذا الفعل الدوني يختبئون وراء أسماء مستعارة إلا أنهم في كل الأحوال يعتبرون محسوبين على من تطوعوا للدفاع عنه، وطالما أنهم تطوعوا للدفاع عنه فإن المنطق يدفع في اتجاه استنتاج أنهم إنما يعبرون عنه وينطقون باسمه، وهذا يوصل إلى أحد استنتاجين، إما أنهم لم يتعلموا منه، أو أن ما قاموا به وما قالوه هو بالفعل مستواه وقدره لأنه اعتبر نفسه وكأنه غير موجود.
عدم رد كتاب المقالات على من يقوم بمثل هذا الفعل الدوني ليس إلا تأكيداً على احترامهم لأنفسهم ولإدراكهم أنهم بردهم على أولئك ينزلون إلى مستواهم أو يرفعونهم إلى المستوى الذي لا يستحقون أن يرفعوا إليه، وفي الحالتين يظلم الكتاب أنفسهم.
بالمناسبة، حتى كتاب المقالات يعرفون كيف يسبون ويشتمون ويجرحون ولكنهم لا يفعلون هذا لأسباب لو تمكن أولئك من معرفتها لساعدهم على تبين مقدار ظلمهم لأولئك الذين صاروا يعتبرونهم «آلهة».
خروج الفكرة من رأس الكاتب – الصحفي أو الأديب أو الباحث أو غيرهم – يجعلها عرضة للنقد، والنقد يعني بيان الإيجابي والسلبي، لكن وإن تعود الكثيرون على بيان السلبي دون الإيجابي إلا أن هذا لا يعني أبداً التطاول وانتقاد شخص من كتب. بمعنى أن انتقاد ما كتبه الشخص حق للمتلقي، لكن التعرض للشخص والتطاول عليه تجاوز يعرض فاعله للمساءلة القانونية ويشكك في أخلاقه.
مشكلة البعض هنا أنه لم يتعلم من الأشخاص الذين يعتبرهم «آلهة» ووصلت علاقته معهم حد العبادة، هذا البعض لا ينتبه إلى أنه بتعرضه إلى شخص منتج المادة الأدبية أو الصحفية إنما يسيء بفعله هذا إلى أولئك الذين لا يرضى عليهم ويعلن في كل حين أنه يفديهم بحياته قبل أن يسيء إلى من أراد الإساءة إليه، والسبب هو أنه بتأليهه لأولئك الأشخاص فإنه يعتبر ممثلاً لهم ومعبراً عنهم، ويعتقد الناس أن تطاوله على الآخرين وإهانتهم هو برضا أولئك ومباركتهم.
شخصياً لا أعتقد أن أولئك الذين تم رفعهم إلى هذه المنزلة يقبلون بالتطاول على الآخرين وسبهم وشتمهم، على الأقل احتراماً للصفة التي يعرفهم بها الناس، لكنهم بسكوتهم عن هذا الفعل وفاعليه يعتبرون مشاركين معهم في التطاول الذي يسهل تصنيفه في باب الجريمة التي يعاقب عليها القانون.
انتقاد أي منتج حق لكل من يطلع عليه، لكن التعرض لشخص منتجه تطاول وخطأ كبير يقع فيه كل من يمارسه. فعلى سبيل المثال انتقاد البعض لما يكتبه كاتب ما عن بلد ما كإيران مثلاً حق لا يمكن حرمانه منه، لكن التعرض لشخصه أو لأهله يعطيه الحق في تفسيره على أنه سلوك تعلمه من أولئك الذين يؤلههم ويعلن بين الحين والحين عن استعداده لتفديته بنفسه عنهم، وهذا يعطي الكاتب الحق أيضاً في النظر إلى أولئك الأشخاص بسلبية.
اليوم يتعرض كثير من كتاب المقالات بشكل خاص للكثير من السب والشتم، ورغم أن أكثر من يقومون بهذا الفعل الدوني يختبئون وراء أسماء مستعارة إلا أنهم في كل الأحوال يعتبرون محسوبين على من تطوعوا للدفاع عنه، وطالما أنهم تطوعوا للدفاع عنه فإن المنطق يدفع في اتجاه استنتاج أنهم إنما يعبرون عنه وينطقون باسمه، وهذا يوصل إلى أحد استنتاجين، إما أنهم لم يتعلموا منه، أو أن ما قاموا به وما قالوه هو بالفعل مستواه وقدره لأنه اعتبر نفسه وكأنه غير موجود.
عدم رد كتاب المقالات على من يقوم بمثل هذا الفعل الدوني ليس إلا تأكيداً على احترامهم لأنفسهم ولإدراكهم أنهم بردهم على أولئك ينزلون إلى مستواهم أو يرفعونهم إلى المستوى الذي لا يستحقون أن يرفعوا إليه، وفي الحالتين يظلم الكتاب أنفسهم.
بالمناسبة، حتى كتاب المقالات يعرفون كيف يسبون ويشتمون ويجرحون ولكنهم لا يفعلون هذا لأسباب لو تمكن أولئك من معرفتها لساعدهم على تبين مقدار ظلمهم لأولئك الذين صاروا يعتبرونهم «آلهة».