انتهاء مسرحية انتخابات الرئاسة في إيران بإعادة انتخاب حسن روحاني لولاية ثانية يحرض على الاستنتاج بأن خامنئي أراد فقط أن يشعر روحاني بأن أمره في يده وأنه هو المتحكم في كل شيء في إيران كونه المرشد وأنه لو أراد لمنافسه أن يفوز لفاز بدليل أنه حصد أكثر من خمسة عشر مليون صوت رغم أنه ليس رجل سياسة. هذا يدفع إلى الجزم بأن شيئاً لن يتغير في سياسة إيران وأنها لن تحاول حتى التكيف مع الوضع الجديد الذي أوجدته وستوجده زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية مطلع الأسبوع الحالي. لن يتغير شيء حتى لو اقتنع روحاني بأهمية إحداث تغيير في سياسة بلاده، ذلك أن الأمور ستظل في يد خامنئي، وسيظل فريق الأصوليين متحكماً في فريق الإصلاحيين الذي يتزعمه الرئيس، يساعد على ذلك أن هذا المنصب في إيران ليس له حتى ربع وزنه في بلدان العالم الأخرى، فالرئيس في إيران عملياً رئيس وزراء ولا يمكن لقراراته أن تجد النور ما لم يصادق عليها المرشد.
ما يهم مواطني دول مجلس التعاون الخليجي هو أن تعمل إيران على إحداث تغيير ما في سياستها بحيث لا تتورط في مواجهة مباشرة مع السعودية بشكل خاص لأن السعودية اليوم دولة قوية وتمتلك من الأسلحة الكثير الذي يجعلها تشعر بثقة في قدراتها، يزيد من ذلك التطور الكبير في علاقتها وعلاقة دول التعاون ككل مع الولايات المتحدة والذي تأكد بتوقيع كل تلك الصفقات التي قوامها أكثر من نصف تريليون دولار، والاتفاقيات التي تأكد منها أن الولايات المتحدة عادت إلى جادة الصواب بعد أن حاول رئيسها السابق حرفها عنه وأنها صارت متيقنة بأن مصلحتها مع دول مجلس التعاون وليس مع إيران التي تسعى إلى تسيد المنطقة وصار لها نفوذ في سوريا والعراق ولبنان وتقاتل في اليمن.
على إيران أن تعلم جيداً أن الوضع في المنطقة بعد زيارة ترامب للسعودية يختلف عنه قبلها، وأن كمية الاتفاقيات التي تم توقيعها وكمية القرارات التي خرجت بها القمم الثلاث التي عقدت خلال الزيارة، العلني منها وغير العلني، كلها ترمي إلى حماية دول المنطقة من إيران التي حاولت أن تستشرس وبالغت في اختبار برامجها الصاروخية وفي تدخلها في شؤون جيرانها واستمرارها في محاولات تهريب الأسلحة إلى من تمكنت من العبث في رؤوسهم وتدريبهم على استعمال السلاح ومشاغبة السلطات في بلدانهم.
المرحلة التي كانت تستعرض فيها إيران عضلاتها انتهت ولن تعود، وكذلك انتهت المرحلة التي كانت فيها دول مجلس التعاون تحسب حساباً لإيران وتهديداتها. اليوم كل دول المجلس صارت محصنة وقادرة على المواجهة ورد الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه التدخل في شؤونها، لذا فإن العقل الذي يفترض أن لدى إيران بقية منه ينبغي أن يدفع في اتجاه مراجعة الحسابات والتفكير بواقعية، ليس فيما يخص التدخل في شؤون جيرانها فقط ولكن في تواجدها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها وهو تواجد سيكلفها لو استمرت فيه إضعاف جبهتها الداخلية.
بالتأكيد لا تسعى دول التعاون إلى محاربة إيران، لأنها دول مسالمة وتعمل على نزع فتيل كل توتر في المنطقة، ولكنها تأمل من إيران أن تعيد حساباتها وتنظر إلى المتغيرات التي تشهدها الساحة الخليجية بمنظار مختلف وبواقعية. ولأنه لم يعد أمام إيران غير هذا الخيار لو أرادت أن تحافظ على أمنها واستقرارها لذا فإن عليها أن توفر ما يكفي من أدلة على أنها بدأت تغير في تفكيرها وفي نظرتها إلى الأمور وعلاقاتها بجيرانها.
استمرار إيران في نهجها الحالي يؤذيها وقد يتسبب في فنائها.
ما يهم مواطني دول مجلس التعاون الخليجي هو أن تعمل إيران على إحداث تغيير ما في سياستها بحيث لا تتورط في مواجهة مباشرة مع السعودية بشكل خاص لأن السعودية اليوم دولة قوية وتمتلك من الأسلحة الكثير الذي يجعلها تشعر بثقة في قدراتها، يزيد من ذلك التطور الكبير في علاقتها وعلاقة دول التعاون ككل مع الولايات المتحدة والذي تأكد بتوقيع كل تلك الصفقات التي قوامها أكثر من نصف تريليون دولار، والاتفاقيات التي تأكد منها أن الولايات المتحدة عادت إلى جادة الصواب بعد أن حاول رئيسها السابق حرفها عنه وأنها صارت متيقنة بأن مصلحتها مع دول مجلس التعاون وليس مع إيران التي تسعى إلى تسيد المنطقة وصار لها نفوذ في سوريا والعراق ولبنان وتقاتل في اليمن.
على إيران أن تعلم جيداً أن الوضع في المنطقة بعد زيارة ترامب للسعودية يختلف عنه قبلها، وأن كمية الاتفاقيات التي تم توقيعها وكمية القرارات التي خرجت بها القمم الثلاث التي عقدت خلال الزيارة، العلني منها وغير العلني، كلها ترمي إلى حماية دول المنطقة من إيران التي حاولت أن تستشرس وبالغت في اختبار برامجها الصاروخية وفي تدخلها في شؤون جيرانها واستمرارها في محاولات تهريب الأسلحة إلى من تمكنت من العبث في رؤوسهم وتدريبهم على استعمال السلاح ومشاغبة السلطات في بلدانهم.
المرحلة التي كانت تستعرض فيها إيران عضلاتها انتهت ولن تعود، وكذلك انتهت المرحلة التي كانت فيها دول مجلس التعاون تحسب حساباً لإيران وتهديداتها. اليوم كل دول المجلس صارت محصنة وقادرة على المواجهة ورد الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه التدخل في شؤونها، لذا فإن العقل الذي يفترض أن لدى إيران بقية منه ينبغي أن يدفع في اتجاه مراجعة الحسابات والتفكير بواقعية، ليس فيما يخص التدخل في شؤون جيرانها فقط ولكن في تواجدها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها وهو تواجد سيكلفها لو استمرت فيه إضعاف جبهتها الداخلية.
بالتأكيد لا تسعى دول التعاون إلى محاربة إيران، لأنها دول مسالمة وتعمل على نزع فتيل كل توتر في المنطقة، ولكنها تأمل من إيران أن تعيد حساباتها وتنظر إلى المتغيرات التي تشهدها الساحة الخليجية بمنظار مختلف وبواقعية. ولأنه لم يعد أمام إيران غير هذا الخيار لو أرادت أن تحافظ على أمنها واستقرارها لذا فإن عليها أن توفر ما يكفي من أدلة على أنها بدأت تغير في تفكيرها وفي نظرتها إلى الأمور وعلاقاتها بجيرانها.
استمرار إيران في نهجها الحالي يؤذيها وقد يتسبب في فنائها.