الحقيقة التي ينبغي أن يدركها جيداً ذلك البعض الذي يخسر حياته ومستقبله ومستقبل أبنائه في مواجهة خاسرة مع السلطة التي تمتلك كل الأدوات التي تعينها على بسط سيطرتها والحكم هي أن الآخرين لا يملكون إلا إصدار البيانات الشاجبة والمنددة والمشاركة في اعتصامات هنا أو هناك والتغريد بعبارات لا تزيد عن 140 حرفاً لا قيمة لها ولا تأثير، وهذه حقيقة يفترض أن تكون سبباً في مراجعة النفس وإعادة تقييم الأمور، فليس من العقل الاستمرار في السير في نفق لا يوجد في نهايته ضوء، وليس من العقل الاعتقاد بأن الشجب والتنديد والاستنكار وما إلى ذلك يمكن أن يكون سبباً في تحقيق الأهداف التي يراد تحقيقها.
عندما قررت الحكومة إعادة الأمور إلى نصابها في قرية الدراز تحقق ذلك في غضون ساعات قليلة ولم تتكلف إلا القليل، بينما تكلف المعتصمون في المكان الكثير الذي منه فقد خمسة من الشباب حياتهم، وتعرض آخرين لإصابات مختلفة، وخسارة كثيرين لمستقبلهم، وفض اعتصامهم الذي استمر نحو عام. ورغم أن الخسارة ثقيلة إلا أن كل ما تمكن الآخرون من فعله هو إصدار البيانات والتعبير عن عدم الرضا بالحديث إلى الفضائيات والتغريد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعتصام هنا أو هناك وأمام بعض السفارات في الخارج أو الخروج في مسيرات رفعت فيها الشعارات نفسها. ولأن كل هذا لا يفيد ولا يأتي منه خير لذا ينبغي إتاحة الفرصة للعقل كي يتحدث ويقود إلى حيث يمكن تحقيق مفيد بدل تلقي الخسائر التي تتزايد.
مواجهة هذه الحقيقة رغم مرارتها أفضل من الاستجابة لعملية الشحن التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الأمور ومزيد من الخسائر، فليس صحيحاً أن ما انتهى إليه نيلسون مانديلا سينتهي إليه أولئك، وليس صحيحاً أن ينتهوا إلى ما انتهى إليه آخرون صاروا في التاريخ فيمسكون في نهاية المطاف بزمام الحكم، وليس صحيحاً أبداً ما سعى المرشد الإيراني خامنئي إلى صبه في آذان البعض والتبشير بإزالة أقوام وسلطات تمتلك من القوة والحصانة ما لا تمتلكه بلاده.
الشحن الذي استمر على مدى الأعوام الستة الماضية أسفر عن أذى كثير، والاستمرار فيه سيسفر عن أذى أكبر، والأكيد أن ممارسي هذا الفعل السالب لا يملكون سوى التعبير عن التعاطف والعمل على مزيد من الشحن والتحريض، وهذا يعني أن من صار في وجه المدفع وحده الذي عليه أن يحتمل ما يأتيه وهو في هذا الموقع، أما البقية وأولهم الشاحنون والمحرضون فلن يتجاوز دورهم الفرجة والتعبير عن عدم الارتياح من النتيجة ومواصلة الشحن والتحريض بالترويج لقصص في التاريخ لا يمكن أن تتكرر حتى مع إعادة التاريخ لنفسه.
أولئك الذين خسروا شبابهم وخسرهم أهلوهم لن يعودوا إلى الحياة من جديد، وأولئك الذين خسروا مستقبلهم لن يتمكنوا غالباً من استعادته، وكلهم لن تضيف إليهم تلك التغريدات والتصريحات والاعتصامات شيئاً، وقد يلحق بهم آخرون يدركون متأخراً أنهم ساروا في الطريق الخطأ واستمعوا إلى من لا يملك إلا الكلام.
ما ينبغي أن يعلمه من تم إيهامهم أنهم في ثورة وأنهم صاروا ثواراً هو أن من فعل بهم ذلك لا يملك إلا الكلام والمزيد من الشحن والتحريض والقدرة على الإيهام، وما ينبغي أن يعلموه أيضاً هو أنهم لن يكون من نصيبهم إلا المزيد من الخسارة، لهذا فإن الأفضل لهم ولكل من يهمه أمرهم وأمر الوطن أن يتوقفوا وينظروا حولهم ليروا كيف صارت أحوالهم ويعطوا من ثم أنفسهم فرصة لإعادة تقييم الموقف والتصرف بحكمة وواقعية تقلل من خسائرهم على الأقل وتفتح أمامهم طريقاً للحياة.
عندما قررت الحكومة إعادة الأمور إلى نصابها في قرية الدراز تحقق ذلك في غضون ساعات قليلة ولم تتكلف إلا القليل، بينما تكلف المعتصمون في المكان الكثير الذي منه فقد خمسة من الشباب حياتهم، وتعرض آخرين لإصابات مختلفة، وخسارة كثيرين لمستقبلهم، وفض اعتصامهم الذي استمر نحو عام. ورغم أن الخسارة ثقيلة إلا أن كل ما تمكن الآخرون من فعله هو إصدار البيانات والتعبير عن عدم الرضا بالحديث إلى الفضائيات والتغريد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعتصام هنا أو هناك وأمام بعض السفارات في الخارج أو الخروج في مسيرات رفعت فيها الشعارات نفسها. ولأن كل هذا لا يفيد ولا يأتي منه خير لذا ينبغي إتاحة الفرصة للعقل كي يتحدث ويقود إلى حيث يمكن تحقيق مفيد بدل تلقي الخسائر التي تتزايد.
مواجهة هذه الحقيقة رغم مرارتها أفضل من الاستجابة لعملية الشحن التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الأمور ومزيد من الخسائر، فليس صحيحاً أن ما انتهى إليه نيلسون مانديلا سينتهي إليه أولئك، وليس صحيحاً أن ينتهوا إلى ما انتهى إليه آخرون صاروا في التاريخ فيمسكون في نهاية المطاف بزمام الحكم، وليس صحيحاً أبداً ما سعى المرشد الإيراني خامنئي إلى صبه في آذان البعض والتبشير بإزالة أقوام وسلطات تمتلك من القوة والحصانة ما لا تمتلكه بلاده.
الشحن الذي استمر على مدى الأعوام الستة الماضية أسفر عن أذى كثير، والاستمرار فيه سيسفر عن أذى أكبر، والأكيد أن ممارسي هذا الفعل السالب لا يملكون سوى التعبير عن التعاطف والعمل على مزيد من الشحن والتحريض، وهذا يعني أن من صار في وجه المدفع وحده الذي عليه أن يحتمل ما يأتيه وهو في هذا الموقع، أما البقية وأولهم الشاحنون والمحرضون فلن يتجاوز دورهم الفرجة والتعبير عن عدم الارتياح من النتيجة ومواصلة الشحن والتحريض بالترويج لقصص في التاريخ لا يمكن أن تتكرر حتى مع إعادة التاريخ لنفسه.
أولئك الذين خسروا شبابهم وخسرهم أهلوهم لن يعودوا إلى الحياة من جديد، وأولئك الذين خسروا مستقبلهم لن يتمكنوا غالباً من استعادته، وكلهم لن تضيف إليهم تلك التغريدات والتصريحات والاعتصامات شيئاً، وقد يلحق بهم آخرون يدركون متأخراً أنهم ساروا في الطريق الخطأ واستمعوا إلى من لا يملك إلا الكلام.
ما ينبغي أن يعلمه من تم إيهامهم أنهم في ثورة وأنهم صاروا ثواراً هو أن من فعل بهم ذلك لا يملك إلا الكلام والمزيد من الشحن والتحريض والقدرة على الإيهام، وما ينبغي أن يعلموه أيضاً هو أنهم لن يكون من نصيبهم إلا المزيد من الخسارة، لهذا فإن الأفضل لهم ولكل من يهمه أمرهم وأمر الوطن أن يتوقفوا وينظروا حولهم ليروا كيف صارت أحوالهم ويعطوا من ثم أنفسهم فرصة لإعادة تقييم الموقف والتصرف بحكمة وواقعية تقلل من خسائرهم على الأقل وتفتح أمامهم طريقاً للحياة.