حسناً ما تقوم به وزارة العمل والتنمية الاجتماعية من تنظيم جيد للغاية لمعرض التوظيف في البحرين، والذي يسعى لتوفير فرص عمل للباحثين عن العمل في القطاع الخاص وفي مختلف التخصصات بشكل شبه مباشر وسريع. لكن المشكلة التي سوف نتناولها هنا هي فيما يحدث بعد انتهاء المعرض من استغلال بشع من طرف بعض مؤسسات القطاع الخاص، حيث يتبين بعد ذلك أن بعض الوظائف المطروحة وبعض الامتيازات المكتوبة لا تتجاوز في كونها دعاية كاذبة، وهي التفاف على الحقائق ومراوغة لقانون العمل في البحرين.
«علياء» شابة بحرينية طموحة خريجة بكالوريوس قسم الإعلام من جامعة البحرين، تسعى كغيرها للحصول على وظيفة تليق بشهادتها وقدراتها العملية، وبما أنها متميزة رغم صغر سنها إلا أنها تكتب اليوم مقالات في إحدى الصحف العربية كما أنها شاركت بأعمال مميزة في بعض الصحف المحلية. علياء قدمت -حالها كحال بقية الباحثين عن العمل- عن وظيفة في معرض التوظيف الأخير، ولم يتأخر المعهد الذي فتح له ركناً طالباً موظفة بدوام كامل وبراتب يصل إلى 400 دينار في الاتصال بعلياء لحضور المقابلة. اجتازت علياء المقابلة بتميز وحين تحدثت مع مدير المعهد عن تفاصيل عقد التوظيف والراتب تبين أن ما تم نشره للجمهور في معرض التوظيف «شيء» وما هو على أرض الواقع «شيء آخر». فمدير المعهد قال لها إن الوظيفة المطروحة هي بدوام جزئي من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً وبراتب لا يتجاوز 170 دينار فقط مع توقيع عقد عمل لمدة ثلاثة أشهر فقط!
هذا الكذب الصريح من طرف هذا المعهد وغيره من المؤسسات الربحية الصرفة تأتي في سياق الهرولة نحو مزيد من جني الأرباح تحت مظلة وزارة العمل وعلى كتف الباحثين عن العمل. تقول علياء: «نحن ندرك جيداً أن هذه العروض التي تطرحها الكثير من المؤسسات التجارية في القطاع الخاص لأجل «تعجيزنا» وطردنا من الوظائف بصورة قانونية، وفي حال تعرضتُ لمثل هذه المشكلة مع ثلاث مؤسسات «خبيثة» مماثلة لهذه المؤسسة فإن وزارة العمل تعتبر أنني «رافضة» للعمل مما يعني عدم استحقاقي لمبلغ «التعطل»، في المقابل ومن ناحية قانونية يكون موقف تلكم المؤسسات الخاصة سليماً للغاية ونحن من يتحمل هذا الخطأ».
الشابة البحرينية «علياء» تستحق أكثر من هذا العناء غير الأخلاقي من طرف هذا المعهد، فهذه الشابة المميزة لو كانت في مكان آخر من العالم لكانت محررة صحافية «أد الدنيا» لكن الأقدار ساقتها هنا لتعيش أتعس تجارب التوظيف في معرض الوظائف الذي تشارك فيه الكثير من المؤسسات الربحية لشرعنة تجاوزاتها غير القانونية.
نحن اليوم نطالب وزارة العمل بمتابعة هذا الملف الذي يتضرر منه الكثير من الباحثين عن العمل في مملكة البحرين، وأن تضع ضمانات حقيقية في معرض التوظيف لضمان حقوق الباحثين عن العمل حتى لا تكون منشورات المعرض مجرد دعايات خادعة للباحثين عن العمل ولوزارة العمل أيضاً، ومن هنا يكون لزاماً على مديري المعرض إلزام مؤسسات القطاع الخاص بالالتزام بما ورد ويرد في تعهداتهم ومنشوراتهم التي يتم توزيعها على الجمهور داخل المعرض. علياء أنموذج للفتاة المتضررة من معرض التوظيف فمن سينصفها؟
{{ article.visit_count }}
«علياء» شابة بحرينية طموحة خريجة بكالوريوس قسم الإعلام من جامعة البحرين، تسعى كغيرها للحصول على وظيفة تليق بشهادتها وقدراتها العملية، وبما أنها متميزة رغم صغر سنها إلا أنها تكتب اليوم مقالات في إحدى الصحف العربية كما أنها شاركت بأعمال مميزة في بعض الصحف المحلية. علياء قدمت -حالها كحال بقية الباحثين عن العمل- عن وظيفة في معرض التوظيف الأخير، ولم يتأخر المعهد الذي فتح له ركناً طالباً موظفة بدوام كامل وبراتب يصل إلى 400 دينار في الاتصال بعلياء لحضور المقابلة. اجتازت علياء المقابلة بتميز وحين تحدثت مع مدير المعهد عن تفاصيل عقد التوظيف والراتب تبين أن ما تم نشره للجمهور في معرض التوظيف «شيء» وما هو على أرض الواقع «شيء آخر». فمدير المعهد قال لها إن الوظيفة المطروحة هي بدوام جزئي من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثالثة عصراً وبراتب لا يتجاوز 170 دينار فقط مع توقيع عقد عمل لمدة ثلاثة أشهر فقط!
هذا الكذب الصريح من طرف هذا المعهد وغيره من المؤسسات الربحية الصرفة تأتي في سياق الهرولة نحو مزيد من جني الأرباح تحت مظلة وزارة العمل وعلى كتف الباحثين عن العمل. تقول علياء: «نحن ندرك جيداً أن هذه العروض التي تطرحها الكثير من المؤسسات التجارية في القطاع الخاص لأجل «تعجيزنا» وطردنا من الوظائف بصورة قانونية، وفي حال تعرضتُ لمثل هذه المشكلة مع ثلاث مؤسسات «خبيثة» مماثلة لهذه المؤسسة فإن وزارة العمل تعتبر أنني «رافضة» للعمل مما يعني عدم استحقاقي لمبلغ «التعطل»، في المقابل ومن ناحية قانونية يكون موقف تلكم المؤسسات الخاصة سليماً للغاية ونحن من يتحمل هذا الخطأ».
الشابة البحرينية «علياء» تستحق أكثر من هذا العناء غير الأخلاقي من طرف هذا المعهد، فهذه الشابة المميزة لو كانت في مكان آخر من العالم لكانت محررة صحافية «أد الدنيا» لكن الأقدار ساقتها هنا لتعيش أتعس تجارب التوظيف في معرض الوظائف الذي تشارك فيه الكثير من المؤسسات الربحية لشرعنة تجاوزاتها غير القانونية.
نحن اليوم نطالب وزارة العمل بمتابعة هذا الملف الذي يتضرر منه الكثير من الباحثين عن العمل في مملكة البحرين، وأن تضع ضمانات حقيقية في معرض التوظيف لضمان حقوق الباحثين عن العمل حتى لا تكون منشورات المعرض مجرد دعايات خادعة للباحثين عن العمل ولوزارة العمل أيضاً، ومن هنا يكون لزاماً على مديري المعرض إلزام مؤسسات القطاع الخاص بالالتزام بما ورد ويرد في تعهداتهم ومنشوراتهم التي يتم توزيعها على الجمهور داخل المعرض. علياء أنموذج للفتاة المتضررة من معرض التوظيف فمن سينصفها؟