كان لافتاً عدم ظهور أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت البروفيسور عبدالله الشايجي في أي من الفضائيات العربية أو الأجنبية للحديث عن الأزمة الخليجية وقرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر رغم أنه من الفاعلين الذين ينتظر الجمهور مشاركاتهم كونه متخصصاً في العلوم السياسية ويمتلك خبرات طويلة وعلاقات ومصادر توفر له الكثير من المعلومات ويمتلك رؤية، فالشايجي من القلائل الذين يتحدثون عن علم ومعرفة ويمتازون بالرأي المتزن.
أما سبب عدم ظهوره في أي من الفضائيات للحديث عن الذي يجري في دول التعاون فذكره في تغريدة نشرها في حسابه على «تويتر» ملخصها أنه «اتخذ قراراً برفض الظهور في مقابلات الفضائيات بسبب مستوى الرد والتقاذف والقصف الإعلامي الذي تجاوز المعقول» مبيناً أنه يزداد قناعة بقراره يوماً بعد يوم.
ورغم أهمية ظهور ومشاركة البروفيسور الشايجي في هذا الحدث المفاجئ والمثير إلا أن الكثيرين شدوا على يده وأيدوه في هذا القرار، فما صار مشاهدو الفضائيات يرونه ويسمعونه من كثير من المشاركين في برامجها التي تتناول هذه القضية لا يليق ويسهل إطلاق صفة «الردح» عليه، والمؤسف أن بعضاً غير قليل من الذين صاروا يشاركون في تلك الفضائيات تجاوزوا حدود الأدب واللياقة ومارسوا التجريح وتحدثوا من دون ضوابط بل إنهم وصلوا حد أن صاروا يعتبرون خلو مشاركاتهم من كل ذلك تقصيراً وذنباً.
الخلاف بين الدول وإن كانت تنتمي إلى منظومة واحدة والمشتركات بينها كثيرة أمر وارد ويدخل في الطبيعي، وبالتالي فلا غرابة أن يحدث خلاف بين القادة والمسؤولين في دول مجلس التعاون وإن كان غريباً بروزه بهذه الكيفية والحدة، والأكيد أن كل خلاف يمكن حله ويمكن حل كل مشكلة مهما كانت كبيرة ومعقدة، وهذا هو دور القادة ومستشاريهم والدبلوماسيين والسياسيين، بل الأكيد أن هذه المشكلة الطارئة لن تطول وسيتم التوصل إلى صيغة ترضي الجميع وتحقق لكل الأطراف ما تريده فتعود المياه إلى مجاريها.
دخول العامة -بغض النظر عن مستوياتهم ومؤهلاتهم- في مشكلة تقع بين الكبار يؤدي بالضرورة إلى تعقيدها وتأخير حلها، وتجاوز المشاركين بآرائهم والمعبرين عن مواقفهم لحدودهم يزيدها تعقيداً خصوصاً إن لم ينطلقوا من معلومات أكيدة، وهذا للأسف هو ما حصل ولايزال يحصل. أغلب المشاركين في الفضائيات لا ينطلقون من معلومات دقيقة أو صحيحة ويعتمدون في الغالب على قراءات محدودة ومتابعة تعتبر فقيرة لحدث كبير كهذا ويركنون إلى العواطف ويخلطون بين التحليل والمعلومة، وهذا يشمل حتى البعض الذي مهمته تسريب بعض المعلومات بغية تحقيق هدف معين.
بطبيعة الحال لا يمكن منع أحد من المشاركة في مثل هذه البرامج والتحدث إلى الفضائيات والإدلاء برأيه والتحليل، ولكن يفترض ممن لا يتوفر لديه ما يفيد من معلومات ومن لا يجيد التحليل ألا يقبل بالمشاركة، ويفترض أيضاً ممن يمتلك كل ذلك أن ينتبه إلى أهمية أن يكون «محضر خير» وموضوعياً ومنصفاً وأن يبتعد تماماً عن الألفاظ التي يمكن أن تسيء إلى هذا الطرف أو ذاك، ذلك أن المشكلة هنا ليست بين أعداء ولكنها بين إخوة ويجب أن تنتهي في أسرع وقت. كان المأمول أن يتخذ آخرون قراراً كالذي اتخذه البروفيسور الشايجي ويكتفون -مثله- بتوصيل قناعاتهم إلى المعنيين بدل أن يجاهروا بها عبر بعض تلك الفضائيات التي يجيد العاملون فيها عملية الإثارة وتحريض المشاركين والتزيين لهم ليتجاوزوا ويسيئوا إلى الآخر الذي يفترضون أنهم يتخذون منه موقفاً. ربما صار ضرورياً الآن وبعد كل هذه التطورات أن يتخذ المسؤولون في دول التعاون قراراً يحد من نشاط الفضائيات ويلزم المشاركين فيها بالتأكيد على الثوابت بدلاً عن التجاوز.
{{ article.visit_count }}
أما سبب عدم ظهوره في أي من الفضائيات للحديث عن الذي يجري في دول التعاون فذكره في تغريدة نشرها في حسابه على «تويتر» ملخصها أنه «اتخذ قراراً برفض الظهور في مقابلات الفضائيات بسبب مستوى الرد والتقاذف والقصف الإعلامي الذي تجاوز المعقول» مبيناً أنه يزداد قناعة بقراره يوماً بعد يوم.
ورغم أهمية ظهور ومشاركة البروفيسور الشايجي في هذا الحدث المفاجئ والمثير إلا أن الكثيرين شدوا على يده وأيدوه في هذا القرار، فما صار مشاهدو الفضائيات يرونه ويسمعونه من كثير من المشاركين في برامجها التي تتناول هذه القضية لا يليق ويسهل إطلاق صفة «الردح» عليه، والمؤسف أن بعضاً غير قليل من الذين صاروا يشاركون في تلك الفضائيات تجاوزوا حدود الأدب واللياقة ومارسوا التجريح وتحدثوا من دون ضوابط بل إنهم وصلوا حد أن صاروا يعتبرون خلو مشاركاتهم من كل ذلك تقصيراً وذنباً.
الخلاف بين الدول وإن كانت تنتمي إلى منظومة واحدة والمشتركات بينها كثيرة أمر وارد ويدخل في الطبيعي، وبالتالي فلا غرابة أن يحدث خلاف بين القادة والمسؤولين في دول مجلس التعاون وإن كان غريباً بروزه بهذه الكيفية والحدة، والأكيد أن كل خلاف يمكن حله ويمكن حل كل مشكلة مهما كانت كبيرة ومعقدة، وهذا هو دور القادة ومستشاريهم والدبلوماسيين والسياسيين، بل الأكيد أن هذه المشكلة الطارئة لن تطول وسيتم التوصل إلى صيغة ترضي الجميع وتحقق لكل الأطراف ما تريده فتعود المياه إلى مجاريها.
دخول العامة -بغض النظر عن مستوياتهم ومؤهلاتهم- في مشكلة تقع بين الكبار يؤدي بالضرورة إلى تعقيدها وتأخير حلها، وتجاوز المشاركين بآرائهم والمعبرين عن مواقفهم لحدودهم يزيدها تعقيداً خصوصاً إن لم ينطلقوا من معلومات أكيدة، وهذا للأسف هو ما حصل ولايزال يحصل. أغلب المشاركين في الفضائيات لا ينطلقون من معلومات دقيقة أو صحيحة ويعتمدون في الغالب على قراءات محدودة ومتابعة تعتبر فقيرة لحدث كبير كهذا ويركنون إلى العواطف ويخلطون بين التحليل والمعلومة، وهذا يشمل حتى البعض الذي مهمته تسريب بعض المعلومات بغية تحقيق هدف معين.
بطبيعة الحال لا يمكن منع أحد من المشاركة في مثل هذه البرامج والتحدث إلى الفضائيات والإدلاء برأيه والتحليل، ولكن يفترض ممن لا يتوفر لديه ما يفيد من معلومات ومن لا يجيد التحليل ألا يقبل بالمشاركة، ويفترض أيضاً ممن يمتلك كل ذلك أن ينتبه إلى أهمية أن يكون «محضر خير» وموضوعياً ومنصفاً وأن يبتعد تماماً عن الألفاظ التي يمكن أن تسيء إلى هذا الطرف أو ذاك، ذلك أن المشكلة هنا ليست بين أعداء ولكنها بين إخوة ويجب أن تنتهي في أسرع وقت. كان المأمول أن يتخذ آخرون قراراً كالذي اتخذه البروفيسور الشايجي ويكتفون -مثله- بتوصيل قناعاتهم إلى المعنيين بدل أن يجاهروا بها عبر بعض تلك الفضائيات التي يجيد العاملون فيها عملية الإثارة وتحريض المشاركين والتزيين لهم ليتجاوزوا ويسيئوا إلى الآخر الذي يفترضون أنهم يتخذون منه موقفاً. ربما صار ضرورياً الآن وبعد كل هذه التطورات أن يتخذ المسؤولون في دول التعاون قراراً يحد من نشاط الفضائيات ويلزم المشاركين فيها بالتأكيد على الثوابت بدلاً عن التجاوز.