تصادفت فرحتنا بروعة أداء منتخبنا الوطني لكرة القدم هذه الأيام بروعة فعالياتنا الاحتفالية بأعيادنا الوطنية فجعلت لعيدنا "طعم غير".
لا أعرف إن كانت عدوى -وما أجملها من عدوى- أن يرتقي الأداء البحريني في أحد الأنشطة البحرينية ويصعد درجة عن المعتاد فيفتح الشهية للبقية، ليتها تستمر وتسري على بقيتنا صدقوني ستصبح البحرين "غير".
هناك روح ومزاج جماعي في البحرين هذه الأيام جعلنا حديث أهل الخليج مدحاً وإشادةً حتى
أصبح أداؤنا مثالاً ونموذجاً يضرب المثل.
أهل الخليج لا حديث لهم إلا عن احتفالات أهل البحرين المميّزة هذه السنة وأداء منتخبنا الوطني المميّز هذه السنة، يا رب اجعلها تصاعدية ومستمرة وتضيء سماؤنا أعيادنا طوال العمر.
احتفالاتنا هذه السنة بأعيادنا الوطنية أصبحت محطَّ أنظار أهل الخليج، بالرغم أن كلفتها كانت بسيطة جداً جداً ولكنّها جذبتهم بأعداد كبيرة، وجميعهم منبهرون ومعجبون من الأفكار الإبداعية التي أخرجت وأنتجت هذه الاحتفالات في المحرق التي جذبت أهل الخليج، وقريتنا التراثية هذه السنة أيضاً حفلت بأفكار جديدة وكانت محطّ اهتمام لزوّارنا من أهل الخليج استعادوا فيها الكثير من ذكرياتهم نظراً لوحدة مجتمعاتنا، ومن ثَمّ جاءت احتفالاتنا في المنامة أكدت على تميُّزنا هذه السنة. "ريترو المنامة" فكرة جميلة جداً وفكرة خارج الصندوق ومبدعة حقيقة، وأعتب على الملاحظات التي أُطلقت هنا أو هناك تنتقد بعض الأداء التنظيمي وتُحبط القائمين عليها، لأننا لا نريد أن نحبط هممهم، بالعكس الفكرة بديعة وإن شابها بعض القصور فلأنها النسخة الأولى، وطبيعي أن يكون هناك قصوراً هنا أو هناك، إنما لا ننكر أنها خلقت جواً جميلاً وأخرجت كنزاً من الذكريات البحرينية هي رصيد لذاكرتنا الشعبية المنامية، فأبرزت تميّز أهل البحرين في تلك الأزمنة، وأثبتت أن لدى البحريني قدرةً على الابتكار والإبداع.
ولا داعي لمقارنتها بليالي المحرق فتلك هي النسخة الثالثة، وكما تعلّموا هم من أخطائهم وطوروها هكذا سيكون ريترو المنامة إن شاء الله في نسخه القادمة أو أية فكرة احتفالية أخرى، المهم هو الاستمرارية بهذه الروح الإيجابية، المهم هو توفير الميزانية لهكذا أنشطة اقتصادية مربحة ومدرّة للمال وفي ذات الوقت تميّز البحرين عن بقية دول الخليج وتبقيها على خط التنافس السياحي؛ لذلك نتمنى أن نستمر بهذه المشاريع على مدار الستة أشهر سنوياً على الأقل لأنها التي ستجعل من البحرين موقعاً سياحياً مميّزاً.
أما الصدفة الجميلة التي جعلت البحريني هو نجم ديسمبر، فهو إلى جانب تميّزه بالأفكار السياحية تميّزه رياضياً هذه السنة في كرة القدم.
بصراحة أبدعتم أبدعتم حتى قبل النتائج ونهاية الكأس، فلأول مرة أرى هذه الروح القتالية في المنتخب البحريني، عادة ما تنكسر هذه الروح سريعاً، ولكن لأول مرة أراه مقاتلاً شرساً هجوماً ودفاعاً إلى آخر ثانية بنفس الهمة، ناهيك عن حارسنا الذي يُعدّ من أفضل الحرّاس ما شاء الله.
ولأول مرة أستمتع بهذا الشكل على ما أظهروه من المهارات الكروية بهذا الشكل المميّز، الكل لا حديث له إلا عن أداء الفريق البحريني.
فتخيّل كيف أصبحنا حديث أهل الخليج بهمّة الأبناء البحرينيين الذين نجحوا في إبراز اسم البحرين وتميّزها دون كلفة مالية عالية لن نستطيع مهما دفعنا أن نجاريها.
للتذكير -هذا هو البحريني- يُبهرك إن منحته الثقة والفرصة، ولذلك أشدُّ على يد جميع المسؤولين الذين احتفلوا معنا في المحرق والمنامة وشاركونا فرحتنا بنجاحاتنا وفخرنا واعتزازنا بتميّز عيالنا، فجعلوا من الفرحة فرحتين.
"عقبال الكأس" لتكتمل الأعياد إن شاء الله.