الأسباب التي دعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر واتخاذ بعض الإجرءات الضاغطة ضدها كانت واضحة منذ البداية ووضحت أكثر مع تسرب ورقة المطالب التي بينت تورط قطر في دعم الإرهاب، لهذا فإن من الصعب حرف الموضوع ومحاولة إقناع العالم بأن تلك الأسباب ليست هي الحقيقية وإنما هناك أسباب أخرى ملخصها «الغيرة من تحقيق قطر نجاحات لافتة» كما حاول أحد الفنانين القطريين قوله من خلال مشهد تمثيلي، وهو ما لا يمكن لعاقل أن يصدقه، إذ كيف يمكن لهذه الدول أن تدخل في مشكلة بهذا الحجم والمستوى مع دول شقيقة وجارة فقط لأنها حققت نجاحات في ميادين معينة أو أنها حصلت على فرصة تنظيم كأس العالم؟
ما سعى إليه ذلك الفنان من خلال ذلك المشهد التمثيلي يدخل في باب التبسيط المخل بل يصل حد الاستهزاء بالمتلقي أينما كان وأياً كان مستواه، فالنجاح الذي تحققه قطر في أي مجال هو في كل الأحوال نجاح لهذه الدول ولشعوبها ومن غير المنطقي أن تتخذ هذه الدول موقفاً سالباً منها فقط لأنها حصلت على المركز الأول في هذا الباب أو ذاك أو أنها أعلنت أنها تمتلك أكبر حقل غاز في العالم أو اشترت أسهماً في شركات سيارات أو أندية في أوروبا.
ما سعى إليه ذلك الفنان لا يمكن أن يتحقق لأن العالم يتمتع بنسبة ذكاء جيدة، فهل يعقل مثلاً أن يصدق أن هذه الدول متضايقة من قطر لأنها سعت إلى ترسيخ أسس الديمقراطية وتدعو إلى الحريات في منطقة الخليج العربي وفي البلاد العربية وأنها صارت تخاف منها بسبب ذلك وخشيت أن تعرف شعوبها أن لها حقوقاً عليها أن تطالب بها فتثور عليها وتهتز أنظمتها وتسقط؟!
الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب طالبت قطر بأمور عديدة منها وقف التحريض الإعلامي ضدها، ووقف دعم الشخصيات الإرهابية وعدم توفير الغطاء الإعلامي لها، ووقف بث الخطابات المناهضة لهذه الدول، ووقف التهجم على مصر ورئيسها والذي بدأ منذ إسقاط حكم الإخوان وزاد عن حده، وخفض التمثيل الدبلوماسي مع طهران أسوة بجيرانها، ووقف الميليشيات الموالية لها في هذه الدول والتي سعت إلى تنفيذ أعمال تخريبية، وكذلك تسليم الإرهابيين والمطلوبين الذين تحتضنهم قطر وتجميد أرصدتهم المالية، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، والتعاون بغية السيطرة على الإرهاب وتجفيف منابعه. لمثل هذه الأسباب - التي لم تعد مطالب بعد انتهاء مهلة الأيام العشرة - اتخذت الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب موقفها من قطر وليس لأنها تغار منها أو تحسدها أو لأن قطر حققت نجاحاً وتقدماً. القصة باختصار هي أن هذه الدول – ودول أخرى ربما تنضم إليها قريباً – لم تعد تحتمل استمرار قطر في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية وتوفير المنصات الإعلامية لخدمة أجندات التطرف.
من حق هذا الفنان وكل قطري أن يدافع عن بلاده وأن ينتصر لها ويعمل كل ما يعتقد أنه يمكن أن يقوي موقفها، لكن من حق الآخرين أيضاً أن يرفضوا انتهاك حرمة ذكائهم وعقلهم، فما قدمه ذلك الفنان يسهل إدراجه في باب الاستهانة بعقول الآخرين والسخرية منهم لأنه من غير المعقول أن تضحي كل هذه الدول بعلاقاتها مع قطر التي تتقاسم معها الجغرافيا والتاريخ وتغامر بمستقبل مجلس التعاون لمثل تلك الأسباب التي حاول ذلك الفنان أن يروج لها. كان الأولى به وبغيره من الفنانين القطريين أن يقدموا المشاهد التمثيلية التي تصب في إصلاح ذات البين، وتعين قطر على التخلص من المأزق الذي صارت فيه، وتدعو شعوب التعاون إلى الانتباه لكل من يريد بها السوء، فيسهمون في رأب الصدع بدل جرح ذكاء العالم.
ما سعى إليه ذلك الفنان من خلال ذلك المشهد التمثيلي يدخل في باب التبسيط المخل بل يصل حد الاستهزاء بالمتلقي أينما كان وأياً كان مستواه، فالنجاح الذي تحققه قطر في أي مجال هو في كل الأحوال نجاح لهذه الدول ولشعوبها ومن غير المنطقي أن تتخذ هذه الدول موقفاً سالباً منها فقط لأنها حصلت على المركز الأول في هذا الباب أو ذاك أو أنها أعلنت أنها تمتلك أكبر حقل غاز في العالم أو اشترت أسهماً في شركات سيارات أو أندية في أوروبا.
ما سعى إليه ذلك الفنان لا يمكن أن يتحقق لأن العالم يتمتع بنسبة ذكاء جيدة، فهل يعقل مثلاً أن يصدق أن هذه الدول متضايقة من قطر لأنها سعت إلى ترسيخ أسس الديمقراطية وتدعو إلى الحريات في منطقة الخليج العربي وفي البلاد العربية وأنها صارت تخاف منها بسبب ذلك وخشيت أن تعرف شعوبها أن لها حقوقاً عليها أن تطالب بها فتثور عليها وتهتز أنظمتها وتسقط؟!
الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب طالبت قطر بأمور عديدة منها وقف التحريض الإعلامي ضدها، ووقف دعم الشخصيات الإرهابية وعدم توفير الغطاء الإعلامي لها، ووقف بث الخطابات المناهضة لهذه الدول، ووقف التهجم على مصر ورئيسها والذي بدأ منذ إسقاط حكم الإخوان وزاد عن حده، وخفض التمثيل الدبلوماسي مع طهران أسوة بجيرانها، ووقف الميليشيات الموالية لها في هذه الدول والتي سعت إلى تنفيذ أعمال تخريبية، وكذلك تسليم الإرهابيين والمطلوبين الذين تحتضنهم قطر وتجميد أرصدتهم المالية، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، والتعاون بغية السيطرة على الإرهاب وتجفيف منابعه. لمثل هذه الأسباب - التي لم تعد مطالب بعد انتهاء مهلة الأيام العشرة - اتخذت الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب موقفها من قطر وليس لأنها تغار منها أو تحسدها أو لأن قطر حققت نجاحاً وتقدماً. القصة باختصار هي أن هذه الدول – ودول أخرى ربما تنضم إليها قريباً – لم تعد تحتمل استمرار قطر في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية وتوفير المنصات الإعلامية لخدمة أجندات التطرف.
من حق هذا الفنان وكل قطري أن يدافع عن بلاده وأن ينتصر لها ويعمل كل ما يعتقد أنه يمكن أن يقوي موقفها، لكن من حق الآخرين أيضاً أن يرفضوا انتهاك حرمة ذكائهم وعقلهم، فما قدمه ذلك الفنان يسهل إدراجه في باب الاستهانة بعقول الآخرين والسخرية منهم لأنه من غير المعقول أن تضحي كل هذه الدول بعلاقاتها مع قطر التي تتقاسم معها الجغرافيا والتاريخ وتغامر بمستقبل مجلس التعاون لمثل تلك الأسباب التي حاول ذلك الفنان أن يروج لها. كان الأولى به وبغيره من الفنانين القطريين أن يقدموا المشاهد التمثيلية التي تصب في إصلاح ذات البين، وتعين قطر على التخلص من المأزق الذي صارت فيه، وتدعو شعوب التعاون إلى الانتباه لكل من يريد بها السوء، فيسهمون في رأب الصدع بدل جرح ذكاء العالم.