كثيرة هي الأخبار التي لفتت الانتباه في الأيام الأخيرة وكلها حصلت على ما تستحقه من الاهتمام باستثاء خبر واحد، رغم خطورته، حيث ضاع بين تلك الأخبار ولم ينل سوى ردة فعل شعبية تعتبر محدودة، ساحتها وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الـ «هاشتاغات»، وهو خبر بحث أمير قطر مع الرئيس الإيراني «رغبة بلاده في تأسيس قاعدة عسكرية إيرانية في قطر لتعزيز أمن واستقرار المنطقة»، أما خطورة الخبر فيمكن تبينها في تصريح أحد المسؤولين الإيرانيين «قاسمي» في نفس اليوم حيث قال «العلاقات بين إيران وقطر متينة جداً وأنها غير مقتصرة على العلاقات الدبلوماسية بل لدينا علاقات أخوية»، ما يوحي بأن الاتصال بين أمير قطر والرئيس الإيراني بحث تفاصيل القاعدة العسكرية وليس المشروع أو الفكرة، أي أن الأمور جاهزة وأن أياماً قليلة فقط تفصل بين هذا الحديث ورؤية القاعدة العسكرية الإيرانية في قطر رأي العين، تماماً مثلما حدث مع القاعدة العسكرية التركية والتي بدا أن الترتيبات لها لم تكن آنية إذ لم يفصل بين الإعلان عن الرغبة واكتمال القاعدة العسكرية سوى أيام.
علاقات قطر مع إيران تتطور بشكل لافت وغريب، ولأن إيران لا يمكن أن تفوت فرصة التواجد في الضفة الأخرى من الخليج العربي لذا فإن الموضوع ينبغي ألا يمر مرور الكرام حيث وجود العسكر الإيرانيين في قطر يعني أن المنطقة كلها صارت في خطر.
بالتأكيد فإن من حق قطر أن تحمي نفسها وأن توقع ما تشاء من اتفاقيات مع مختلف دول العالم، لكن وجود قاعدة عسكرية إيرانية في الدوحة مسألة غير عادية وتفوق في خطورتها مسألة وجود المدنيين الإيرانيين الذين تؤكد الأخبار أنهم في ازدياد خصوصاً بعد توقيع الاتفاقيات الاقتصادية مع إيران وإعلان إيران استعدادها لتزويد قطر ما تشاء.
لا أمان لإيران. هذه حقيقة ينبغي أن يضعها المسؤولون في مختلف دول مجلس التعاون في الاعتبار، والقول إن هذه القاعدة هي «لتعزيز أمن واستقرار المنطقة»، كلام لا يعبر عن الواقع وبعيد عن الحقيقة، فليست إيران هي من يمكنها فعل ذلك لأنها باختصار هي من يسلب المنطقة أمنها واستقرارها. من الأمور المضحكة والتي يمكن توظيفها لدعم هذه الفكرة قول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل أيام لشبكة «سي إن إن» الأمريكية إنه «لا يوجد مواطن إيراني واحد منذ 2001 ضالع في أي عمل إرهابي» متناسياً كل الإرهاب الذي تمارسه حكومة الملالي في داخل إيران وفي المنطقة وفي كل العالم. ليس هذا فحسب بل إن ظريف الذي لم يعتبر ما تعرضت له السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد إرهاباً قال إن معظم من تورطوا في أعمال إرهابية «ينحدرون من دول حليفة للولايات المتحدة»، والمقصود من كلامه واضح للجميع.
تواجد الإيرانيين من المدنيين والعسكريين في قطر من شأنه أن يؤثر سلباً على أمن واستقرار كل دول المنطقة بما فيها قطر، فإيران لا ترى في كل المشهد سوى نفسها، والأكيد أنها لن تضيع هذه الفرصة لتتواجد في دول مجلس التعاون وتسلبها كل ما تريد أن تسلبه منها، ولن يطول الوقت حتى تبدأ في فرض آرائها وتوجهاتها واعتبار نفسها صاحبة القرار الأول والأخير في قطر بل في المنطقة.
سكوت دول التعاون، المقاطعة لقطر وتلك التي لاتزال على الحياد، عن موضوع إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في قطر سيكلفها كثيراً وقد يكون ذلك بداية الأزمة الحقيقية التي ستطول وسيكون لغير صوت العقل الكلمة الفصل فيها.
الوقوف في وجه هذه الخطوة السالبة لا يكون بالـ«هاشتاغات» ويجب أن يشارك فيها الشعب القطري أيضاً.
{{ article.visit_count }}
علاقات قطر مع إيران تتطور بشكل لافت وغريب، ولأن إيران لا يمكن أن تفوت فرصة التواجد في الضفة الأخرى من الخليج العربي لذا فإن الموضوع ينبغي ألا يمر مرور الكرام حيث وجود العسكر الإيرانيين في قطر يعني أن المنطقة كلها صارت في خطر.
بالتأكيد فإن من حق قطر أن تحمي نفسها وأن توقع ما تشاء من اتفاقيات مع مختلف دول العالم، لكن وجود قاعدة عسكرية إيرانية في الدوحة مسألة غير عادية وتفوق في خطورتها مسألة وجود المدنيين الإيرانيين الذين تؤكد الأخبار أنهم في ازدياد خصوصاً بعد توقيع الاتفاقيات الاقتصادية مع إيران وإعلان إيران استعدادها لتزويد قطر ما تشاء.
لا أمان لإيران. هذه حقيقة ينبغي أن يضعها المسؤولون في مختلف دول مجلس التعاون في الاعتبار، والقول إن هذه القاعدة هي «لتعزيز أمن واستقرار المنطقة»، كلام لا يعبر عن الواقع وبعيد عن الحقيقة، فليست إيران هي من يمكنها فعل ذلك لأنها باختصار هي من يسلب المنطقة أمنها واستقرارها. من الأمور المضحكة والتي يمكن توظيفها لدعم هذه الفكرة قول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل أيام لشبكة «سي إن إن» الأمريكية إنه «لا يوجد مواطن إيراني واحد منذ 2001 ضالع في أي عمل إرهابي» متناسياً كل الإرهاب الذي تمارسه حكومة الملالي في داخل إيران وفي المنطقة وفي كل العالم. ليس هذا فحسب بل إن ظريف الذي لم يعتبر ما تعرضت له السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد إرهاباً قال إن معظم من تورطوا في أعمال إرهابية «ينحدرون من دول حليفة للولايات المتحدة»، والمقصود من كلامه واضح للجميع.
تواجد الإيرانيين من المدنيين والعسكريين في قطر من شأنه أن يؤثر سلباً على أمن واستقرار كل دول المنطقة بما فيها قطر، فإيران لا ترى في كل المشهد سوى نفسها، والأكيد أنها لن تضيع هذه الفرصة لتتواجد في دول مجلس التعاون وتسلبها كل ما تريد أن تسلبه منها، ولن يطول الوقت حتى تبدأ في فرض آرائها وتوجهاتها واعتبار نفسها صاحبة القرار الأول والأخير في قطر بل في المنطقة.
سكوت دول التعاون، المقاطعة لقطر وتلك التي لاتزال على الحياد، عن موضوع إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية في قطر سيكلفها كثيراً وقد يكون ذلك بداية الأزمة الحقيقية التي ستطول وسيكون لغير صوت العقل الكلمة الفصل فيها.
الوقوف في وجه هذه الخطوة السالبة لا يكون بالـ«هاشتاغات» ويجب أن يشارك فيها الشعب القطري أيضاً.