نسبت منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية إلى وزير المخابرات الأسبق للنظام الإيراني علي فلاحيان القول بأن «إيران قامت في الثمانينات بعمليات إعدام على نطاق واسع وأنه ليس كل من تم إعدامهم وجدت بحوزتهم أسلحة»، أي أنهم لم يقوموا بتمرد مسلح. كما نسبت إليه قوله إن «وزارة مخابرات النظام لديها الغطاء اللازم الذي يجعلها تعمل بحرية ومن دون أن يتم اكتشاف أمرها»، فحسب التقرير الذي وزعته المنظمة أخيراً فإن فلاحيان قال في مقابلة تلفزيونية خاصة «نحن لا نبعث أحداً من مأموري المخابرات إلى ألمانيا أو أمريكا ليقول جهاراً إنني من وزارة المخابرات ويطالبهم بتزويده بالمعلومات التي تخصهم.. المأمورون يتسترون بغطاء التجارة، أو الإعلام».
وإذا كان يمكن التشكيك في بعض ما قاله عن عمليات الإعدام في الثمانينات وما نسبه إلى الخميني رغم ثبوته وتأكيد كل من عاش تلك الفترة له فإن أحداً لا يمكن أن يشكك فيما قاله عن أسلوب المخابرات الإيرانية وكيف أنها تتغلغل بين الناس في كل مكان لتحصل على المعلومات التي تريد وتستفيد منها في تنفيذ خططها ومؤامراتها. هذا الشيء يعرفه السودانيون جيداً حيث رأوا بأعينهم كيف كان سعي إيران إلى كل ذلك من خلال الفعل الثقافي، ويعرفه اليوم -أو سيعرفه بعد قليل- القطريون الذين سيجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع عناصر من المخابرات الإيرانية يتوفرون في هيئة تجار ورجال أعمال وإعلاميين ومثقفين همهم الحصول على ما ينفع حكومة الملالي من معلومات تسهل عليها تنفيذ مخططها الكبير الرامي إلى الاستيلاء على المنطقة وتسيدها. ولأن العمل في هذه المجالات يتيح لهم التواصل مع مختلف الجهات ذات العلاقة والمؤسسات والأفراد في دول الخليج العربي الأخرى لذا فإن نشاط وزارة المخابرات الإيرانية لن يقتصر على قطر ولكن سيتوسع ليشمل كل هذه الدول.
لولا أن السودانيين انتبهوا وتداركوا الأمر في الوقت المناسب وعرفوا الغاية من المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم لتمكنت إيران من بلادهم ولصارت «من صيد أمس»، ولولا أن إيران تمكنت من التغلغل جيداً في العراق وسوريا لما رأى الناس كيف تعمل اليوم هناك وكيف أنها هي التي تقرر وتحكم وليس الحكومتين العراقية والسورية.. والأمر نفسه يحدث في بعض لبنان وفي جزء أو أكثر من اليمن.
سنوات قليلة أو حتى ربما شهور وتصير الأمور في قطر في يد حكومة الملالي التي ستستفيد أيضاً من القاعدة العسكرية الإيرانية المتفق على إنشائها قريباً ومن الطريق الذي انفتح أمام الحرس الثوري الذي طليعته أولئك التجار ورجال الأعمال والإعلاميون والمثقفون وكل من تعتقد إيران أنه يصعب الشك فيه.
المؤسف أن هذا الكلام حقيقي وواقعي وليس مجرد قراءة متشائمة يفرضها تطور الأوضاع في المنطقة بسبب الأزمة الخليجية الطارئة، فهذا هو ديدن إيران، وهذا هو ما عانت وتعاني منه اليوم شعوب عديدة لم تنتبه للدور الذي ظلت تقوم به وزارة المخابرات الإيرانية وكيف أنها وظفت كل أولئك التجار والإعلاميين وغيرهم ليحققوا لها ما يعجز العسكر عن تحقيقه.
النظرة إلى التجار والإعلاميين الإيرانيين وغيرهم ممن يتواجدون اليوم في بعض دول مجلس التعاون أو سيتواجدون بعد قليل بسخاء ينبغي أن تتغير، والشك في هذه الحالة يخدم الأمن ولا يضر بينما منحهم الثقة وتركهم يعملون كما يحلو لهم ضرب من التهور والتقصير في حق الوطن، فمن لايزال أثر فأسه متوفراً في لبنان وسوريا والعراق واليمن لا يعاهد، ومن ركض ركضاً لاقتناص فرصة التواجد في جزء من الضفة الأخرى من الخليج العربي لا يمكن الثقة فيه.
بعض ما يقال عن إيران قد تنقصه الدقة لكن الركون إلى العقل رشد ومنجى.
وإذا كان يمكن التشكيك في بعض ما قاله عن عمليات الإعدام في الثمانينات وما نسبه إلى الخميني رغم ثبوته وتأكيد كل من عاش تلك الفترة له فإن أحداً لا يمكن أن يشكك فيما قاله عن أسلوب المخابرات الإيرانية وكيف أنها تتغلغل بين الناس في كل مكان لتحصل على المعلومات التي تريد وتستفيد منها في تنفيذ خططها ومؤامراتها. هذا الشيء يعرفه السودانيون جيداً حيث رأوا بأعينهم كيف كان سعي إيران إلى كل ذلك من خلال الفعل الثقافي، ويعرفه اليوم -أو سيعرفه بعد قليل- القطريون الذين سيجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع عناصر من المخابرات الإيرانية يتوفرون في هيئة تجار ورجال أعمال وإعلاميين ومثقفين همهم الحصول على ما ينفع حكومة الملالي من معلومات تسهل عليها تنفيذ مخططها الكبير الرامي إلى الاستيلاء على المنطقة وتسيدها. ولأن العمل في هذه المجالات يتيح لهم التواصل مع مختلف الجهات ذات العلاقة والمؤسسات والأفراد في دول الخليج العربي الأخرى لذا فإن نشاط وزارة المخابرات الإيرانية لن يقتصر على قطر ولكن سيتوسع ليشمل كل هذه الدول.
لولا أن السودانيين انتبهوا وتداركوا الأمر في الوقت المناسب وعرفوا الغاية من المركز الثقافي الإيراني في الخرطوم لتمكنت إيران من بلادهم ولصارت «من صيد أمس»، ولولا أن إيران تمكنت من التغلغل جيداً في العراق وسوريا لما رأى الناس كيف تعمل اليوم هناك وكيف أنها هي التي تقرر وتحكم وليس الحكومتين العراقية والسورية.. والأمر نفسه يحدث في بعض لبنان وفي جزء أو أكثر من اليمن.
سنوات قليلة أو حتى ربما شهور وتصير الأمور في قطر في يد حكومة الملالي التي ستستفيد أيضاً من القاعدة العسكرية الإيرانية المتفق على إنشائها قريباً ومن الطريق الذي انفتح أمام الحرس الثوري الذي طليعته أولئك التجار ورجال الأعمال والإعلاميون والمثقفون وكل من تعتقد إيران أنه يصعب الشك فيه.
المؤسف أن هذا الكلام حقيقي وواقعي وليس مجرد قراءة متشائمة يفرضها تطور الأوضاع في المنطقة بسبب الأزمة الخليجية الطارئة، فهذا هو ديدن إيران، وهذا هو ما عانت وتعاني منه اليوم شعوب عديدة لم تنتبه للدور الذي ظلت تقوم به وزارة المخابرات الإيرانية وكيف أنها وظفت كل أولئك التجار والإعلاميين وغيرهم ليحققوا لها ما يعجز العسكر عن تحقيقه.
النظرة إلى التجار والإعلاميين الإيرانيين وغيرهم ممن يتواجدون اليوم في بعض دول مجلس التعاون أو سيتواجدون بعد قليل بسخاء ينبغي أن تتغير، والشك في هذه الحالة يخدم الأمن ولا يضر بينما منحهم الثقة وتركهم يعملون كما يحلو لهم ضرب من التهور والتقصير في حق الوطن، فمن لايزال أثر فأسه متوفراً في لبنان وسوريا والعراق واليمن لا يعاهد، ومن ركض ركضاً لاقتناص فرصة التواجد في جزء من الضفة الأخرى من الخليج العربي لا يمكن الثقة فيه.
بعض ما يقال عن إيران قد تنقصه الدقة لكن الركون إلى العقل رشد ومنجى.