عندما يحدث خلاف بين أي دولتين فإن كل الدول تدعو إلى حله عبر الحوار والتفاوض، وهذا أمر طيب، لكنها كلها، أو على الأقل معظمها، وعلى الخصوص المتمكنة منها والمؤثرة في الساحة وفي الأحداث تنظر كيف يمكنها أن تستفيد مما يحدث وتحقق ما ترنو إليه من مصالح، وهذا أمر طبيعي، فالدول مصالح، والعمل السياسي يظل بعيداً عن العواطف، والشاطر فيه من يتمكن من تسجيل هدف دون الآخرين.
الأمر نفسه يحدث الآن مع الدول وهي تتابع الأزمة الخليجية التي ظهرت إلى العلن قبل نحو شهر ونصف الشهر، فالتصريحات الداعية إلى حلها عن طريق الحوار والتفاهم والتفاوض وتغليب منطق العقل تملأ وسائل الإعلام، والعمل على الاستفادة منها بشتى الطرق يجري في الخفاء، بل أن بعض هذه الدول تتمنى في داخلها أن تطول الأزمة لتتعقد ولتزداد تعقيداً كي تتمكن من تحقيق ما تشاء من مكاسب منها.
لتأكيد هذه الفكرة يكفي القول إن مثل هذه الخلافات بين الدول أرض خصبة لتجارة السلاح حيث تحرص كل دولة طرف في الخلاف على أن يتوفر لديها ما يجعلها تشعر بشيء من الأمان والقوة التي يمكنها بها أن تردع أي اعتداء محتمل أو غير محتمل، وهذا أمر طبيعي أيضاً. وليس من المبالغة القول إن الدول الكبرى «تقتات» من هكذا ظروف لتشغل مصانعها وتعمل على حل مشكلاتها الداخلية.
هنا مثال أكثر قدرة على توصيل الفكرة، فإيران مثلاً ظلت تحلم بوضع قدم في أي بقعة في الضفة الأخرى للخليج العربي تعينها على تحقيق حلمها الأكبر وهو إرجاع الإمبراطورية الفارسية، لهذا لم تتأخر عن الإعلان رسمياً عن وقوفها إلى جانب قطر وفتح كل الأبواب أمامها لإفشال كل تحرك المراد منه الضغط على قطر كي تقف مع شقيقاتها في حربها ضد الإرهاب بدل دعمه، ولم تتأخر عن الاستجابة لطلب قطر بتأكيد موافقتها على إنشاء قاعدة عسكرية في الدوحة. والأمر نفسه فعلته تركيا التي لم يتوقف طيرانها عن نقل جنودها الذين بدأت في نقلهم منذ الأيام الأولى للأزمة.
هذا لا يعني أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول المتمكنة والمؤثرة والتي «تتابع ما يجري عن كثب وتعبر بين الفينة والفينة عن قلقها» لم أو لا تفكر في الاتجاه نفسه، فبعض الفرص لا تتكرر والشاطر من يربح منها ويستفيد، لهذا ازدادت زيارات مسؤوليها إلى المنطقة وازداد أمل كل واحدة منها في أن تحظى بقطعة أكبر من الكعكة الشهية.
الاستثناء الوحيد لكل ذلك هو ما لا تزال تقوم به دولة الكويت وسلطنة عمان اللتان يهمهما وضع نهاية لهذه القصة وعودة المياه إلى مجاريها واستقرار كل دول المجلس، فالكويت وعمان جزء من الجسم الخليجي الذي لا ينظر إلى المشكلة من الباب الذي ينظر إليها منه الآخرون، فلا مصلحة لها سوى استقرار المنطقة وسد باب يأتي منه الأذى للجميع.
بالتأكيد فإن أحداً لا يمكنه أن يلوم أي دولة تسعى إلى الاستفادة من هذا الظرف الطارئ، فهذا حقها وهذه فرصتها وهذا هو ما تفرضه السياسة والمصالح، ولأن دولنا الخليجية التي تقترب من الافتراق تعرف كل هذا ومتأكدة منه فإن عليها أن تتوقف للحظة وتنظر إلى ما يجري بعيون مختلفة، فلا سبيل لمنع الآخرين من التفكير في ذاك الاتجاه سوى حل المشكلة فيما بينها، فالحل في كل الأحوال خليجي، والمفتاح في كل الأحوال في يد السعودية التي لن ترضى في كل الأحوال أيضا بتضرر قطر أو أي دولة من دول مجلس التعاون. فهل تبدأ قطر في مراجعة نفسها وموقفها؟
الأمر نفسه يحدث الآن مع الدول وهي تتابع الأزمة الخليجية التي ظهرت إلى العلن قبل نحو شهر ونصف الشهر، فالتصريحات الداعية إلى حلها عن طريق الحوار والتفاهم والتفاوض وتغليب منطق العقل تملأ وسائل الإعلام، والعمل على الاستفادة منها بشتى الطرق يجري في الخفاء، بل أن بعض هذه الدول تتمنى في داخلها أن تطول الأزمة لتتعقد ولتزداد تعقيداً كي تتمكن من تحقيق ما تشاء من مكاسب منها.
لتأكيد هذه الفكرة يكفي القول إن مثل هذه الخلافات بين الدول أرض خصبة لتجارة السلاح حيث تحرص كل دولة طرف في الخلاف على أن يتوفر لديها ما يجعلها تشعر بشيء من الأمان والقوة التي يمكنها بها أن تردع أي اعتداء محتمل أو غير محتمل، وهذا أمر طبيعي أيضاً. وليس من المبالغة القول إن الدول الكبرى «تقتات» من هكذا ظروف لتشغل مصانعها وتعمل على حل مشكلاتها الداخلية.
هنا مثال أكثر قدرة على توصيل الفكرة، فإيران مثلاً ظلت تحلم بوضع قدم في أي بقعة في الضفة الأخرى للخليج العربي تعينها على تحقيق حلمها الأكبر وهو إرجاع الإمبراطورية الفارسية، لهذا لم تتأخر عن الإعلان رسمياً عن وقوفها إلى جانب قطر وفتح كل الأبواب أمامها لإفشال كل تحرك المراد منه الضغط على قطر كي تقف مع شقيقاتها في حربها ضد الإرهاب بدل دعمه، ولم تتأخر عن الاستجابة لطلب قطر بتأكيد موافقتها على إنشاء قاعدة عسكرية في الدوحة. والأمر نفسه فعلته تركيا التي لم يتوقف طيرانها عن نقل جنودها الذين بدأت في نقلهم منذ الأيام الأولى للأزمة.
هذا لا يعني أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول المتمكنة والمؤثرة والتي «تتابع ما يجري عن كثب وتعبر بين الفينة والفينة عن قلقها» لم أو لا تفكر في الاتجاه نفسه، فبعض الفرص لا تتكرر والشاطر من يربح منها ويستفيد، لهذا ازدادت زيارات مسؤوليها إلى المنطقة وازداد أمل كل واحدة منها في أن تحظى بقطعة أكبر من الكعكة الشهية.
الاستثناء الوحيد لكل ذلك هو ما لا تزال تقوم به دولة الكويت وسلطنة عمان اللتان يهمهما وضع نهاية لهذه القصة وعودة المياه إلى مجاريها واستقرار كل دول المجلس، فالكويت وعمان جزء من الجسم الخليجي الذي لا ينظر إلى المشكلة من الباب الذي ينظر إليها منه الآخرون، فلا مصلحة لها سوى استقرار المنطقة وسد باب يأتي منه الأذى للجميع.
بالتأكيد فإن أحداً لا يمكنه أن يلوم أي دولة تسعى إلى الاستفادة من هذا الظرف الطارئ، فهذا حقها وهذه فرصتها وهذا هو ما تفرضه السياسة والمصالح، ولأن دولنا الخليجية التي تقترب من الافتراق تعرف كل هذا ومتأكدة منه فإن عليها أن تتوقف للحظة وتنظر إلى ما يجري بعيون مختلفة، فلا سبيل لمنع الآخرين من التفكير في ذاك الاتجاه سوى حل المشكلة فيما بينها، فالحل في كل الأحوال خليجي، والمفتاح في كل الأحوال في يد السعودية التي لن ترضى في كل الأحوال أيضا بتضرر قطر أو أي دولة من دول مجلس التعاون. فهل تبدأ قطر في مراجعة نفسها وموقفها؟