باستثناء من يعاني من لوثة في عقله فإن أحداً لا يمكنه أن يصدق أن اليمن التي هي في هذا الوضع البائس اليوم يمكن أن تنتج الصواريخ القادرة على قصف أهدافها بدقة، فهذا الكلام كلام مجانين ولا يصدقه إلا المجانين، بل ربما لا يمكن قبول التفسير الذي ملخصه أنها من بين الغنائم التي حصل عليها الحوثيون في أوقات سابقة. التفسير الذي يمكن للعقل أن يقبله هو أن هذه الصواريخ إما أنها تأتي جاهزة من إيران أو يتم تصنيعها في اليمن بدعم إيراني وعلى يد خبراء إيرانيين، والأغلب هو أن من يقوم بإطلاقها عسكريون إيرانيون متواجدون في اليمن على هيئة «خبراء»!
ولأن الهدف إعلامي بالدرجة الأولى، لذا فإن الخبر المصاحب لهكذا فعل يهتم دائماً بالتأكيد على أن «الصواريخ الباليستية أصابت أهدافها بدقة.. مخلفة خسائر كبيرة.. حسبما أكد مصدر في القوة الصاروخية»، وبالتأكيد على أن الهدف الذي أصيب هو «قاعدة عسكرية»، وأن من أطلق الصواريخ التي هذا مداها وهذا نوعها هو «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية»، أما الغاية فهي الزعم بأن «بإمكان الحوثيين أن يدكوا السعودية وأن يردوا الصاع صاعين.. وأنهم صامدون».
الحقيقة التي ينبغي عدم التغافل عنها واعتمادها هي «تنامي الخطر الذي باتت تمثله القدرات الصاروخية لدى مقاتلي حركة «أنصار الله الحوثية» والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح كماً ونوعاً»، حيث التعامل مع هذه الحقيقة بفوقية وعدم إعطائها الاهتمام الذي تستحقه نتيجته سلبية، فالصواريخ تطلق ويتم الإعلان عن وصولها إلى المناطق التي يتم استهدافها ويتم الاعتراف بوصولها. التعامل مع هذا الموضوع على أنه حقيقة أمر إيجابي وإن كان هدف الحوثيين منه بث الرعب والقول إنهم يمتلكون القدرة التي يمكنهم بها تهديد السعودية.
الحقيقة الأخرى التي ينبغي التعامل معها بجدية هي أن القدرات الصاروخية المتوفرة لدى الحوثيين وقوات صالح تشهد تطويراً وتحديثاً وأن إيران لاتزال قادرة على تهريب كل جديد من صواريخها وخبرائها وأن هذا يزيد من تلك القوة الصاروخية ويقوي من عزم مطلقيها. وبالطبع ينبغي عدم التهاون في معلومة أن «حزب الله» اللبناني يوفر الكثير من الدعم وأن عناصر منه يمتلكون الخبرة والمعرفة متواجدون في اليمن ويقاتلون مع الحوثيين.
إيران و«حزب الله» متواجدون في اليمن، يوفرون الصواريخ والطائرات من دون طيار ويدربون الحوثيين وقوات صالح على كيفية إطلاقها وكيفية صناعتها محلياً، فإذا أضيف إلى ذلك الصواريخ التي لايزال يمتلكها صالح وتلك التي يقال إن الحوثيين استولوا عليها من المخازن يوم أن سيطروا على صنعاء فإن هذا يعني ضرورة التعامل مع الموضوع بجدية أكبر وعدم الاكتفاء بنفي تحقيق تلك الصواريخ أهدافها «بعض المحللين والخبراء العسكريين يعتقدون أن إيران توفر للحوثيين طائرات من دون طيار تحمل رؤوساً متفجرة».
في مثل هذه الظروف لا قيمة لنفي إيران عن قيامها بهذا الدور لأن من الطبيعي أن تنفي وتنكر، ولا قيمة بالطبع لتبرؤ «حزب الله» من كل ذلك، يكفي للرد على ذلك التذكير بأن اليمن في وضعه الحالي على الأقل لا يمكنه أن يمتلك ويطلق الصواريخ ويتحدى السعودية التي تمتلك ترسانة أسلحة والقدرة على تدمير اليمن عن بكرة أبيها.
كانت الـ«بي بي سي» قد استطلعت في مارس الماضي آراء خبراء عسكريين وخلصت إلى أنهم اتفقوا على أن «منظومة الصواريخ الباليستية والطائرات الموجهة عن بعد لدى قوات صالح والحوثيين إن لم تكن قادرة على معالجة الخلل في موازين القوة مع قوات التحالف الذي تقوده السعودية إلا أنها تشكل قوة ردع ومشاغلة لا يستهان بها» وهو قول يستدعي إعطاءه الكثير من الاهتمام أيضاً.
{{ article.visit_count }}
ولأن الهدف إعلامي بالدرجة الأولى، لذا فإن الخبر المصاحب لهكذا فعل يهتم دائماً بالتأكيد على أن «الصواريخ الباليستية أصابت أهدافها بدقة.. مخلفة خسائر كبيرة.. حسبما أكد مصدر في القوة الصاروخية»، وبالتأكيد على أن الهدف الذي أصيب هو «قاعدة عسكرية»، وأن من أطلق الصواريخ التي هذا مداها وهذا نوعها هو «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية»، أما الغاية فهي الزعم بأن «بإمكان الحوثيين أن يدكوا السعودية وأن يردوا الصاع صاعين.. وأنهم صامدون».
الحقيقة التي ينبغي عدم التغافل عنها واعتمادها هي «تنامي الخطر الذي باتت تمثله القدرات الصاروخية لدى مقاتلي حركة «أنصار الله الحوثية» والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح كماً ونوعاً»، حيث التعامل مع هذه الحقيقة بفوقية وعدم إعطائها الاهتمام الذي تستحقه نتيجته سلبية، فالصواريخ تطلق ويتم الإعلان عن وصولها إلى المناطق التي يتم استهدافها ويتم الاعتراف بوصولها. التعامل مع هذا الموضوع على أنه حقيقة أمر إيجابي وإن كان هدف الحوثيين منه بث الرعب والقول إنهم يمتلكون القدرة التي يمكنهم بها تهديد السعودية.
الحقيقة الأخرى التي ينبغي التعامل معها بجدية هي أن القدرات الصاروخية المتوفرة لدى الحوثيين وقوات صالح تشهد تطويراً وتحديثاً وأن إيران لاتزال قادرة على تهريب كل جديد من صواريخها وخبرائها وأن هذا يزيد من تلك القوة الصاروخية ويقوي من عزم مطلقيها. وبالطبع ينبغي عدم التهاون في معلومة أن «حزب الله» اللبناني يوفر الكثير من الدعم وأن عناصر منه يمتلكون الخبرة والمعرفة متواجدون في اليمن ويقاتلون مع الحوثيين.
إيران و«حزب الله» متواجدون في اليمن، يوفرون الصواريخ والطائرات من دون طيار ويدربون الحوثيين وقوات صالح على كيفية إطلاقها وكيفية صناعتها محلياً، فإذا أضيف إلى ذلك الصواريخ التي لايزال يمتلكها صالح وتلك التي يقال إن الحوثيين استولوا عليها من المخازن يوم أن سيطروا على صنعاء فإن هذا يعني ضرورة التعامل مع الموضوع بجدية أكبر وعدم الاكتفاء بنفي تحقيق تلك الصواريخ أهدافها «بعض المحللين والخبراء العسكريين يعتقدون أن إيران توفر للحوثيين طائرات من دون طيار تحمل رؤوساً متفجرة».
في مثل هذه الظروف لا قيمة لنفي إيران عن قيامها بهذا الدور لأن من الطبيعي أن تنفي وتنكر، ولا قيمة بالطبع لتبرؤ «حزب الله» من كل ذلك، يكفي للرد على ذلك التذكير بأن اليمن في وضعه الحالي على الأقل لا يمكنه أن يمتلك ويطلق الصواريخ ويتحدى السعودية التي تمتلك ترسانة أسلحة والقدرة على تدمير اليمن عن بكرة أبيها.
كانت الـ«بي بي سي» قد استطلعت في مارس الماضي آراء خبراء عسكريين وخلصت إلى أنهم اتفقوا على أن «منظومة الصواريخ الباليستية والطائرات الموجهة عن بعد لدى قوات صالح والحوثيين إن لم تكن قادرة على معالجة الخلل في موازين القوة مع قوات التحالف الذي تقوده السعودية إلا أنها تشكل قوة ردع ومشاغلة لا يستهان بها» وهو قول يستدعي إعطاءه الكثير من الاهتمام أيضاً.