النهاية التي وصل إليها ذلك البعض القليل الذي اعتبر نفسه في «ثورة» وحدد يوماً من أيام 2011 لانطلاقها تؤكد أنه اعتمد الارتجال منهجاً، وحيث إن كل مرتجل لا يمكن أن يؤدي إلى النجاح، لذا فإن الحال التي صار فيها تعتبر نهاية طبيعية لذلك العمل. ما حدث هو أن ذلك البعض انطلق من دون أن يدرس الساحة والمعطيات المتوفرة ولم يهتم بمسألة المتغيرات المحتملة نتيجة ذلك. اليوم اتضح أيضاً أنه لم يكن على معرفة كافية بـ«الخصم» ولم يتوقع ردود الفعل لديه ولدى دول المنطقة بل لم يتوقع حتى ردة فعل المواطنين الذين يبدو أنه اعتبرهم مضمونين وداعمين له في كل الأحوال. واضح أيضاً أنه وضع بيضه كله في سلة إيران التي فوجئت هي الأخرى بانكشاف أمرها في اليوم الأول فلم تتمكن من تقديم ما وعدت به وانشغلت في توفير الأعذار لعلها تبرئ نفسها مما حدث.
انطلق ذلك البعض وهاجم لكنه سرعان ما انتبه إلى أنه لم يكن يعرف الخطوة التالية. استمر حاله هكذا حتى توصلت الدولة إلى قناعة مفادها أنه غير مستوعب لما حدث وأنه لايزال يعتقد أنه قادر على تحقيق مكاسب تعينه على مواصلة الطريق وتحقيق الغاية التي باتت مكشوفة، لهذا قررت الدولة أن تحسم الأمر وفعلت، أما النتيجة فهي هذه التي يراها الجميع اليوم والتي تعرف الدولة ما سيليها من أمور لن تكون في صالح ذلك البعض أبداً. لهذا فإن الدعوات لمراجعة النفس والموقف تزداد ويزداد عدد الذين صاروا يدركون أن ما حدث كان تهوراً وعملاً غير مدروس وأنه حان الوقت لتصحيحه.
هناك نظرية لعلها ألمانية ملخصها أن «أوجد الجدول فيتكون النهر»، ومعناها أن على الإنسان أن يبدأ العمل ويستمر فيه وسيجد بعد وقت قصير أو طويل أن ما بدأ به كبر واتسع ونجح. لكن هذه النظرية لا يمكن تطبيقها على كل شيء، فما قام به ذلك البعض مثلاً لا يمكن أن يحقق النجاح وهو في الظروف التي بدأ بها عمله، فـ«الثورة» على مدى التاريخ وفي كل الأمكنة لا يمكن أن تنجح بل لا يمكن أن تنطلق إن لم يكن «أربابها» واثقين من توفر الأرضية الثورية لها لأنه من دون تلك الأرضية لا يمكن أن يحققوا النجاح، كما أنه من غير معرفة كل الخطوات التالية للخطوة الأولى لا يمكن تحقيق ذلك النجاح، فالقيام بثورة أمر يختلف تماماً عن القيام بأي عمل آخر، والثورة إن لم تستمر تنتهي سريعاً، والثورة إن نجحت في إحدى خطواتها ولم يعرف القائمون بها الخطوات التالية لتلك الخطوة انتهت.
لتوضيح الصورة أكثر لعل من المناسب اتخاذ ما قامت به الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الأربع التي قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر واتخاذ موقف منها مثالاً، فهذه الدول لم تقرر في لحظة صفاء أو في جلسة عابرة القيام بذلك ولكنها درست كل الظروف وكل العناصر وكل الاحتمالات وردود الفعل المتوقعة من قطر والدول الكبرى وغيرها من الدول المؤثرة في الساحة ودرست الخطوات التي ستلي الخطوة الأولى ونظرت في كل صغيرة وكبيرة ورتبت كل شيء ثم خطت خطوتها التي تعرف نهايتها وتعرف أنها ستحقق الغاية من كل ذلك.
هذا فارق مهم ومقاربة من شأنها أن تعين على تصور الكيفية التي بدأ فيها ذلك البعض عمله المرتجل في ذلك اليوم البائس وتبين أسباب وصوله إلى النهاية التي هو فيها اليوم، فعندما يعتمد الارتجال منهجاً فإن النتيجة الحتمية هي الفشل، لكن عندما تتم دراسة كل الظروف والمتغيرات المحتملة وردود الفعل المتوقعة وكل ما له علاقة بالأمر فإن النتيجة الحتمية هي النجاح.
انطلق ذلك البعض وهاجم لكنه سرعان ما انتبه إلى أنه لم يكن يعرف الخطوة التالية. استمر حاله هكذا حتى توصلت الدولة إلى قناعة مفادها أنه غير مستوعب لما حدث وأنه لايزال يعتقد أنه قادر على تحقيق مكاسب تعينه على مواصلة الطريق وتحقيق الغاية التي باتت مكشوفة، لهذا قررت الدولة أن تحسم الأمر وفعلت، أما النتيجة فهي هذه التي يراها الجميع اليوم والتي تعرف الدولة ما سيليها من أمور لن تكون في صالح ذلك البعض أبداً. لهذا فإن الدعوات لمراجعة النفس والموقف تزداد ويزداد عدد الذين صاروا يدركون أن ما حدث كان تهوراً وعملاً غير مدروس وأنه حان الوقت لتصحيحه.
هناك نظرية لعلها ألمانية ملخصها أن «أوجد الجدول فيتكون النهر»، ومعناها أن على الإنسان أن يبدأ العمل ويستمر فيه وسيجد بعد وقت قصير أو طويل أن ما بدأ به كبر واتسع ونجح. لكن هذه النظرية لا يمكن تطبيقها على كل شيء، فما قام به ذلك البعض مثلاً لا يمكن أن يحقق النجاح وهو في الظروف التي بدأ بها عمله، فـ«الثورة» على مدى التاريخ وفي كل الأمكنة لا يمكن أن تنجح بل لا يمكن أن تنطلق إن لم يكن «أربابها» واثقين من توفر الأرضية الثورية لها لأنه من دون تلك الأرضية لا يمكن أن يحققوا النجاح، كما أنه من غير معرفة كل الخطوات التالية للخطوة الأولى لا يمكن تحقيق ذلك النجاح، فالقيام بثورة أمر يختلف تماماً عن القيام بأي عمل آخر، والثورة إن لم تستمر تنتهي سريعاً، والثورة إن نجحت في إحدى خطواتها ولم يعرف القائمون بها الخطوات التالية لتلك الخطوة انتهت.
لتوضيح الصورة أكثر لعل من المناسب اتخاذ ما قامت به الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الأربع التي قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر واتخاذ موقف منها مثالاً، فهذه الدول لم تقرر في لحظة صفاء أو في جلسة عابرة القيام بذلك ولكنها درست كل الظروف وكل العناصر وكل الاحتمالات وردود الفعل المتوقعة من قطر والدول الكبرى وغيرها من الدول المؤثرة في الساحة ودرست الخطوات التي ستلي الخطوة الأولى ونظرت في كل صغيرة وكبيرة ورتبت كل شيء ثم خطت خطوتها التي تعرف نهايتها وتعرف أنها ستحقق الغاية من كل ذلك.
هذا فارق مهم ومقاربة من شأنها أن تعين على تصور الكيفية التي بدأ فيها ذلك البعض عمله المرتجل في ذلك اليوم البائس وتبين أسباب وصوله إلى النهاية التي هو فيها اليوم، فعندما يعتمد الارتجال منهجاً فإن النتيجة الحتمية هي الفشل، لكن عندما تتم دراسة كل الظروف والمتغيرات المحتملة وردود الفعل المتوقعة وكل ما له علاقة بالأمر فإن النتيجة الحتمية هي النجاح.