من الأمور المثيرة للسخرية اعتقاد البعض أنه طالما أن أمين عام «حزب الله» قد نفى قيام هذا الحزب أو إيران أو سوريا بفعل ما فإن على العالم كله أن يصدق ويبصم، فهذا البعض يؤمن بأنه لا قول بعد قول حسن نصرالله وأنه رغم أنه سياسي إلا أنه لا يمكن أن يقول غير الحق حتى لو كان في قوله خطراً على حزبه وإفشالاً لمخططاته!
في خطابه الأخير نفى نصر الله «وجود أي خلايا تابعة له في الكويت». كان يرد بذلك على تقديم الحكومة الكويتية الشهر الماضي احتجاجاً رسمياً إلى السلطات اللبنانية اتهمت فيها الحزب بتدريب 21 شيعياً وتسليحهم، فقال «لم يشكل حزب الله خلايا في الكويت وليس له لا خلايا ولا أفراد ولا تشكيلات» معتبراً ما يقوله هو الحقيقة بسبب «حرص لبنان الشديد على أحسن العلاقات بين الدولتين والشعبين»، وكأن «حزب الله» هو حكومة لبنان والناطق باسمها!
ما لم ينتبه له نصرالله هو أنه من غير المعقول أبداً أن تقدم دولة الكويت المنفتحة على كل العالم والمسالمة وحاكمها على تقديم احتجاج رسمي واتهام «حزب الله» بتدريب من أدينوا بتهمة تشكيل خلية إرهابية في ما عرف باسم «خلية العبدلي» ودعوة الحكومة اللبنانية «لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع مثل هذه الممارسات المشينة من قبل «حزب الله» اللبناني باعتباره مكوناً من مكونات الحكومة اللبنانية» من دون أن يكون بيدها ما يكفي من أدلة وبراهين تؤكد تورط هذا الحزب في هذه الجريمة، وما لم ينتبه له نصر الله هو أن نفيه هذا الذي جاء وسط اعترافات بالدور الإيراني الكبير فيما يعرف باسم «عملية تحرير عرسال» يعتبر تأكيداً على أن حزبه -ومن ورائه إيران وبدعم منها- قام بإرسال السلاح إلى خلية العبدلي. يكفي في هذا الصدد التذكير بأن الكويت «طردت الشهر الماضي 15 دبلوماسياً إيرانياً بعد شهر تقريباً من تثبيت محكمة التمييز إدانة عناصر الخلية ذاتها بتهمة «التخابر» مع إيران». أما قول نصرالله «حاضرون لنناقش أي التباس عبر القنوات الدبلوماسية أو الرسمية وبعيداً عن أي توظيف كيدي سواء في لبنان أو الكويت» فلا قيمة له لأن المراد منه فقط هو تأكيد النفي ومحاولة التبرئة. وبالتأكيد فإن دولة الكويت لا يمكن أن تأخذ بكلام من قبيل «الرهان كبير على حكمة سمو أمير الكويت في معالجة هذا الملف» والذي ختم به نصرالله حديثه في هذا الموضوع، إذ لولا حكمة سمو أمير دولة الكويت والإنسانية لتمت معالجة هذا الملف بشكل مختلف.
ما يشغل بال نصرالله اليوم ليس فقط اتهام «حزب الله» بإرسال أسلحة إلى الكويت وتدريب عناصر خلية العبدلي الذين اختفوا بعد صدور حكم محكمة التمييز، ما يشغل باله أكثر ويشغل بال إيران طبعاً هو احتمالية قيام دولة الكويت بتصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً «مجلس الأمة يناقش الموضوع» لأن هذا التصنيف سيضر كثيراً بالحزب وبعناصره، وبتحركهم.
أما ما لم ينتبه له أولئك المهووسون بـ«حزب الله» وأمينه العام وبإيران فهو أنه من غير المعقول أبداً أن يقول نصرالله إنه يوجد خلايا إرهابية للحزب في الكويت أو إنه وفر ويوفر السلاح والمال وكل أنواع الدعم لعناصره، حيث من الطبيعي أن ينكر.
مثلما أنه لا يوجد في العالم تاجر مؤذٍ يقول لمن يسأله عن جودة بضاعته بأنها فاسدة أو قديمة ولا تصلح للاستخدام الآدمي، كذلك لا يوجد في العالم سياسي يقول إن حزبه إرهابي ويعترف بارتكاب الجرائم التي اقترفها ويوافق على التهم الموجهة إليه. وبالتأكيد لا يمكن أن يكون حسن نصرالله و«حزب الله» استثناء، فليسوا ملائكة!
في خطابه الأخير نفى نصر الله «وجود أي خلايا تابعة له في الكويت». كان يرد بذلك على تقديم الحكومة الكويتية الشهر الماضي احتجاجاً رسمياً إلى السلطات اللبنانية اتهمت فيها الحزب بتدريب 21 شيعياً وتسليحهم، فقال «لم يشكل حزب الله خلايا في الكويت وليس له لا خلايا ولا أفراد ولا تشكيلات» معتبراً ما يقوله هو الحقيقة بسبب «حرص لبنان الشديد على أحسن العلاقات بين الدولتين والشعبين»، وكأن «حزب الله» هو حكومة لبنان والناطق باسمها!
ما لم ينتبه له نصرالله هو أنه من غير المعقول أبداً أن تقدم دولة الكويت المنفتحة على كل العالم والمسالمة وحاكمها على تقديم احتجاج رسمي واتهام «حزب الله» بتدريب من أدينوا بتهمة تشكيل خلية إرهابية في ما عرف باسم «خلية العبدلي» ودعوة الحكومة اللبنانية «لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع مثل هذه الممارسات المشينة من قبل «حزب الله» اللبناني باعتباره مكوناً من مكونات الحكومة اللبنانية» من دون أن يكون بيدها ما يكفي من أدلة وبراهين تؤكد تورط هذا الحزب في هذه الجريمة، وما لم ينتبه له نصر الله هو أن نفيه هذا الذي جاء وسط اعترافات بالدور الإيراني الكبير فيما يعرف باسم «عملية تحرير عرسال» يعتبر تأكيداً على أن حزبه -ومن ورائه إيران وبدعم منها- قام بإرسال السلاح إلى خلية العبدلي. يكفي في هذا الصدد التذكير بأن الكويت «طردت الشهر الماضي 15 دبلوماسياً إيرانياً بعد شهر تقريباً من تثبيت محكمة التمييز إدانة عناصر الخلية ذاتها بتهمة «التخابر» مع إيران». أما قول نصرالله «حاضرون لنناقش أي التباس عبر القنوات الدبلوماسية أو الرسمية وبعيداً عن أي توظيف كيدي سواء في لبنان أو الكويت» فلا قيمة له لأن المراد منه فقط هو تأكيد النفي ومحاولة التبرئة. وبالتأكيد فإن دولة الكويت لا يمكن أن تأخذ بكلام من قبيل «الرهان كبير على حكمة سمو أمير الكويت في معالجة هذا الملف» والذي ختم به نصرالله حديثه في هذا الموضوع، إذ لولا حكمة سمو أمير دولة الكويت والإنسانية لتمت معالجة هذا الملف بشكل مختلف.
ما يشغل بال نصرالله اليوم ليس فقط اتهام «حزب الله» بإرسال أسلحة إلى الكويت وتدريب عناصر خلية العبدلي الذين اختفوا بعد صدور حكم محكمة التمييز، ما يشغل باله أكثر ويشغل بال إيران طبعاً هو احتمالية قيام دولة الكويت بتصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً «مجلس الأمة يناقش الموضوع» لأن هذا التصنيف سيضر كثيراً بالحزب وبعناصره، وبتحركهم.
أما ما لم ينتبه له أولئك المهووسون بـ«حزب الله» وأمينه العام وبإيران فهو أنه من غير المعقول أبداً أن يقول نصرالله إنه يوجد خلايا إرهابية للحزب في الكويت أو إنه وفر ويوفر السلاح والمال وكل أنواع الدعم لعناصره، حيث من الطبيعي أن ينكر.
مثلما أنه لا يوجد في العالم تاجر مؤذٍ يقول لمن يسأله عن جودة بضاعته بأنها فاسدة أو قديمة ولا تصلح للاستخدام الآدمي، كذلك لا يوجد في العالم سياسي يقول إن حزبه إرهابي ويعترف بارتكاب الجرائم التي اقترفها ويوافق على التهم الموجهة إليه. وبالتأكيد لا يمكن أن يكون حسن نصرالله و«حزب الله» استثناء، فليسوا ملائكة!