كنت مع البحرية الأمريكية حين استلم ريغان الحكم، فعشت عن قرب عصر التحولات الأمريكية الكبرى، من خروج زملائي من القاعدة مرتدين ملابس رياضية اتقاء استهزاء وسخط الشارع الأمريكي نفسه عليهم بعد فيتنام، إلى ضعف كارتر المعمداني الذي يحلل ويحرم، ثم عهد رونالد ريغان ورد الاعتبار لهم بعصر القوة، من إطلاق الرهائن في طهران، إلى تجهيز المجاهدين بصواريخ ستنغر، وتسليح السعودية بطائرات النسر إف 15 والاواكس، ثم قصف القذافي وخروجه مع زوجته وقدمها في الجبس يستدرج عطف المجتمع الدولي.
كنت أشعر مع رفاق التدريب بالعنفوان فحفظت أهازيج عصر «الريغنزم Reaganism»، رغم أنه لم يكن لي لا ناقة فيها ولا جمل إلا من باب «الحي يحييك والميت يزيدك غبن».
ومن ينكر حالياً أننا أصبحنا أمام نظام عالمي يتغير فلديه قصور في المتابعة، فالعالم لن يتوقف عن خلق الآفلين ليحل محلهم البازغون.
وقد لا نكون في مرحلة تحولات خليجية كبرى، لكننا في مرحلة انتقالية لم تتحدد ملامحها بعد، بحكم أننا في الخليج جزء من بيئة خلقت عالماً بدون تهديد واضح.
وفي الأسبوع الماضي، كان هناك تصريحان فقط كافيان لإقناعنا أن علينا التسليم للزمن بحقه، وأن هذيان العظمة مرض، وأن الآفلين هم أسرى أمراض تاريخية جعلتهم لا يتجاوزون «نظام وﺴﺘﻔﺎﻟﻴﺎ» و«المعسكر الشرقي والغربي».
فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أنه أبلغ لافروف بأنّ تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية خلق حالة «خطيرة من عدم الثقة» بين البلدين. وأضاف «حاولنا مساعدة لافروف على إدراك مدى خطورة هذا الحادث».
هذا ما قاله تيلرسون المهندس المدني وموظف شركة إكسون موبيل النفطية، ونتاج حقبة التردد الأمريكي، وحقبة تصريحات ترامب «التويترية» ضد التهديد الكوري الشمالي بقصف «غوام» القاعدة المتقدمة في خطوط الدفاع الأمريكية في الباسفيكي.
فهل كان ألكسندر هيغ قائد حلف شمال الأطلسي ثم وزير الخارجية الأمريكي لاحقاً في عصر ريغان سيقول ذلك؟! وما الفرق بين حرب نجوم ريغان وتغريدات ترامب.
لا دخل لأجواء الحرب الباردة في ذلك، فالتنافس الأمريكي الروسي لم يتغير ومسرح فيتنام هو المسرح السوري، بل هو جزء من التحولات حيث يظهر مسير التاريخ مكتوباً مسبقاً، فتتغير القوى الفاعلة في الشرق الأوسط وفي الخليج، كما تتغير موازين القوى الدولية، بل وأدواتها فالحرب «السيبيرية» صارت تقف إلى جانب الحروب البرية والبحرية والجوية.
* بالعجمي الفصيح:
التدخل الروسي الإلكتروني في الانتخابات الأمريكية هو نجاح لموسكو، وسيأتي بعده تحكم روسي بتوجيه صواريخ بيرشنغ النووية الأمريكية، فقد بدأ تحطيم الأقفال المقدسة، وسيعقبه تصفير بيونغ يانغ لصواريخها تجاه نيويورك لا جزيرة غوام، وريغان يتقلب حسرة في قبره.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
كنت أشعر مع رفاق التدريب بالعنفوان فحفظت أهازيج عصر «الريغنزم Reaganism»، رغم أنه لم يكن لي لا ناقة فيها ولا جمل إلا من باب «الحي يحييك والميت يزيدك غبن».
ومن ينكر حالياً أننا أصبحنا أمام نظام عالمي يتغير فلديه قصور في المتابعة، فالعالم لن يتوقف عن خلق الآفلين ليحل محلهم البازغون.
وقد لا نكون في مرحلة تحولات خليجية كبرى، لكننا في مرحلة انتقالية لم تتحدد ملامحها بعد، بحكم أننا في الخليج جزء من بيئة خلقت عالماً بدون تهديد واضح.
وفي الأسبوع الماضي، كان هناك تصريحان فقط كافيان لإقناعنا أن علينا التسليم للزمن بحقه، وأن هذيان العظمة مرض، وأن الآفلين هم أسرى أمراض تاريخية جعلتهم لا يتجاوزون «نظام وﺴﺘﻔﺎﻟﻴﺎ» و«المعسكر الشرقي والغربي».
فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أنه أبلغ لافروف بأنّ تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية خلق حالة «خطيرة من عدم الثقة» بين البلدين. وأضاف «حاولنا مساعدة لافروف على إدراك مدى خطورة هذا الحادث».
هذا ما قاله تيلرسون المهندس المدني وموظف شركة إكسون موبيل النفطية، ونتاج حقبة التردد الأمريكي، وحقبة تصريحات ترامب «التويترية» ضد التهديد الكوري الشمالي بقصف «غوام» القاعدة المتقدمة في خطوط الدفاع الأمريكية في الباسفيكي.
فهل كان ألكسندر هيغ قائد حلف شمال الأطلسي ثم وزير الخارجية الأمريكي لاحقاً في عصر ريغان سيقول ذلك؟! وما الفرق بين حرب نجوم ريغان وتغريدات ترامب.
لا دخل لأجواء الحرب الباردة في ذلك، فالتنافس الأمريكي الروسي لم يتغير ومسرح فيتنام هو المسرح السوري، بل هو جزء من التحولات حيث يظهر مسير التاريخ مكتوباً مسبقاً، فتتغير القوى الفاعلة في الشرق الأوسط وفي الخليج، كما تتغير موازين القوى الدولية، بل وأدواتها فالحرب «السيبيرية» صارت تقف إلى جانب الحروب البرية والبحرية والجوية.
* بالعجمي الفصيح:
التدخل الروسي الإلكتروني في الانتخابات الأمريكية هو نجاح لموسكو، وسيأتي بعده تحكم روسي بتوجيه صواريخ بيرشنغ النووية الأمريكية، فقد بدأ تحطيم الأقفال المقدسة، وسيعقبه تصفير بيونغ يانغ لصواريخها تجاه نيويورك لا جزيرة غوام، وريغان يتقلب حسرة في قبره.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج