خسرت جامعة الخليج العربي الدكتور سعيد محمد شاور، الأستاذ المشارك ببرنامج التقنية الحيوية الصحية بقسم علوم الحياة، الذي وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض، وبرحيله يكون العالم العربي قد خسر عالماً مجاهداً أفنى حياته بطولها وعرضها في التحصيل والبحث العلمي حتى آخر أيام حياته.
أخلص الدكتور شاور للعلم والبحث، فعاش باحثاً فذاً لا يكل البحث عن حلول تحد من انتشار الأمراض الوراثية في المجتمع الخليجي والعربي، حمل على عاتقه مسؤولية دراسة عدد من الأمراض السائدة والنادرة، وشكل فرقاً بحثية متخصصة في التقنية الحيوية في المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين توصلت بإشرافه إلى نتائج علمية جديدة قدمت إضافة نوعية للعلم الطبي.
ولد الدكتور سعيد شاور في مدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية في فلسطين المحتلة في عام 1956، وعاد إليها ليدفن في أرضها في أغسطس 2017، بعدما أمضى جل حياته متنقلاً بين الجامعات والمراكز البحثية والطبية في أقطار عدة واهباً حياته رخيصة للنهوض بالبحث العلمي، حتى صار أحد أبرز الرجال المخلصين للعلم والبحث، فلقبه زملاؤه بـ «مجاهد العلم»، وذلك لأن مرضه لم يثنهِ يوماً عن مواصلة رسالته الإنسانية السامية حتى في أحلك الأوقات وأكثرها قساوة.
تحمل مسؤولية كبيرة في أصعب الظروف واستطاع تجاوز الصعوبات والتحديات، وحصد نجاحات كثيرة توجت بنيله العديد من الجوائز العالمية والمحلية كان أبرزها جائزة منظمة العمل الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا التي منحها إياه الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال برويز مشرف في عام 2002، فيما منحه العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال الهاشمي، ملك المملكة الأردنية الهاشمية السابق جائزة التفوق العلمي في عام 1980، يضاف إليهم 16 جائزة أخرى نالها عن استحقاق في المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين.
حصل الدكتور سعيد شاور على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الجزيئي من كلية بايلور للطب في مدينة هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية في عام 1987، وحصل على درجة الماجستير في علم الأحياء من الجامعة الأردنية في عام 1982، والبكالوريوس من جامعة اليرموك في العام 1980، فعمل كأستاذ مساعد في قسم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة في كلية بايلور الأمريكية، وبعدها عيّن كباحث رئيس ورئيساً لقسم التطوير في شركة SAS الدوائية في الولايات المتحدة الامريكية، كما عمل كأستاذ زائر في كل من كلية الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية في جامعة فيلادلفيا وجامعة الزرقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، لتكون جامعة الخليج العربي محطته الأخيرة إذ انظم لأسرتها في العام 2004، ليعمل كأستاذ مساعد في برنامج التقنية الحيوية الصحية بقسم علوم الحياة، ثم ترقى إلى أستاذ مشارك.
في غضون ذلك، نشر الدكتور سعيد شاور 26 بحثاً علمياً نشر في مجلات عالمية محكمة، وشارك في أكثر من 30 مؤتمراً علمياً متخصصاً في التقنية الحيوية الطبية، إضافة إلى المشاركة بزهاء 50 ملصقاً بحثياً في مؤتمرات ومنتديات عالمية متخصصة بعلم الجينات والأمراض الوراثية والتقنية الحيوية، فيما أشرف على نحو 30 أطروحة ماجستير ودكتوراه في مجال التقنية الحيوية الطبية في البحرين والأردن وأمريكا، وشارك في تحيكم عشرات الملخصات العلمية المقدمة في العديد من المؤتمرات الطبية، فكانت مسيرته حافلة بالعطاء والمهنية والالتزام بخدمة العلم.
أشرف الدكتور شاور على العديد من الفرق البحثية التي درست «التغييرات البنيوية الناتجة عن الطفرات الجينية المسببة لفقدان الوظائف الهرمونية لبروتين FGF23»، و«الطفرات الجديدة في مستقبل الدهون ذي الكثافة المنخفضة عند مجموعة من مرضى القلب»، حيث توصل إلى اكتشاف خمس طفرات جديدة تكتشف لأول مرة، أضيفت إلى قاعدة البيانات العالمية التي ترعاها جامعة لندن، وهو الأمر الذي دعاه للمطالبة بإنشاء قواعد بيانات خاصة بالعالم العربي للأمراض الوراثية، بدلاً من الاستعانة بقواعد البيانات العالمية لأنها أقرب للحقيقة، لكون المجتمع الطبي يسعى حثيثاً إلى تطبيق الطب الشخصي تشخيصاً وعلاجاً.
إلى جانب ذلك، توصل فريقه البحثي إلى اكتشاف جديد في ميكانيكية عمل الهرمون المنظم للفوسفات وفيتامين «د» في الجسم، إذ درس فريقه ميكانيكية إفراز الهرمون المطفور من الخلايا، وخلص إلى إمكانية استعمال الهرمون الطبيعي «Hormonal Therapy»، في العلاج من التورم الكلسي الذي يعتبر مرضاً وراثياً متنحي، وينتشر في إفريقيا والشرق الأوسط. كما درس الطفرة الوراثية المسببة لارتفاع كويسترول الدم عند العرب، متوصلاً لاكتشاف علمي جديد يتعلق بطفرة جينية مرتبطة بمرض الكوليسترول الوراثي، وتمكّن من الحصول على براءة اختراع لهذا الاكتشاف.
على صعيد متصل، درس الدكتور شاور إمكانية «استخدام البيولوجيا الجزيئية للتشخيص المبكر والوقاية العلاجية من مرضى الكساح والتكلس الورمي الحميد»، و«اكتشاف الأليـل العربي في مستقبل الدهون ذي الكثافة المنخفضة «LDLR»، و«تأثير تثبيط العامل المثبط لهجرة البلاعم «MIF» على إنتاج السيتوكينات المحفزة للالتهاب في خلايا الدم عند مرضى حمى البحر المتوسط الوراثي».
هذا، وأمضى الدكتور شاور حياته العلمية وهو يؤكد الحاجة الماسة لتطبيقات التقانة الحيوية الصحية لبحث الجذور الجينية لأمراض السكر، والقلب والشرايين و«الشريان التاجي» و«التورم الكلسي»، ومن ثم تحويرها للحد منها لتحسين صحة الإنسان، محذراً مراراً من ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية في العالم العربي مقارنةً بدول العالم الأخرى للعديد من الأسباب التي يتقدمها زواج الأقارب، وقلة الاستشارات الطبية ما قبل الزواج، وقلة التشخيص المبكر، مشدداً في الوقت ذاته على أن علاج هذه الأمراض وفق الأساليب التقليدية تكلف خزينة الدول العربية والإسلامية ملايين الدولارات، ومن الأجدى الاستثمار في القطاعات العلمية التي يساهم تطويرها في الحد من هذا الهدر.
أنهى المرض والموت هذه الحياة العامرة بالعطاء والبذل والاجتهاد، وترجل الفارس عن جواده ليرقد في الخليل التي تلقب بمدينة الأنبياء حيث مرقد النبي إبراهيم خليل الله وزوجته سارة، وعائلته من بعده إسحاق ويعقوب ويوسف ولوط ويونس ومن قبله النبي نوح عليهم سلام الله أجمعين، لكن المسيرة الحافلة بالبحث والمحاولة أنبتت سنابل هم أبناؤه وتلاميذه الذين سيواصلون المسير في رحلة العلم حتماً، فلروحه الرحمة ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان.
أخلص الدكتور شاور للعلم والبحث، فعاش باحثاً فذاً لا يكل البحث عن حلول تحد من انتشار الأمراض الوراثية في المجتمع الخليجي والعربي، حمل على عاتقه مسؤولية دراسة عدد من الأمراض السائدة والنادرة، وشكل فرقاً بحثية متخصصة في التقنية الحيوية في المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين توصلت بإشرافه إلى نتائج علمية جديدة قدمت إضافة نوعية للعلم الطبي.
ولد الدكتور سعيد شاور في مدينة الخليل الواقعة جنوب الضفة الغربية في فلسطين المحتلة في عام 1956، وعاد إليها ليدفن في أرضها في أغسطس 2017، بعدما أمضى جل حياته متنقلاً بين الجامعات والمراكز البحثية والطبية في أقطار عدة واهباً حياته رخيصة للنهوض بالبحث العلمي، حتى صار أحد أبرز الرجال المخلصين للعلم والبحث، فلقبه زملاؤه بـ «مجاهد العلم»، وذلك لأن مرضه لم يثنهِ يوماً عن مواصلة رسالته الإنسانية السامية حتى في أحلك الأوقات وأكثرها قساوة.
تحمل مسؤولية كبيرة في أصعب الظروف واستطاع تجاوز الصعوبات والتحديات، وحصد نجاحات كثيرة توجت بنيله العديد من الجوائز العالمية والمحلية كان أبرزها جائزة منظمة العمل الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا التي منحها إياه الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال برويز مشرف في عام 2002، فيما منحه العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال الهاشمي، ملك المملكة الأردنية الهاشمية السابق جائزة التفوق العلمي في عام 1980، يضاف إليهم 16 جائزة أخرى نالها عن استحقاق في المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين.
حصل الدكتور سعيد شاور على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية وعلم الأحياء الجزيئي من كلية بايلور للطب في مدينة هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية في عام 1987، وحصل على درجة الماجستير في علم الأحياء من الجامعة الأردنية في عام 1982، والبكالوريوس من جامعة اليرموك في العام 1980، فعمل كأستاذ مساعد في قسم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة في كلية بايلور الأمريكية، وبعدها عيّن كباحث رئيس ورئيساً لقسم التطوير في شركة SAS الدوائية في الولايات المتحدة الامريكية، كما عمل كأستاذ زائر في كل من كلية الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية في جامعة فيلادلفيا وجامعة الزرقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، لتكون جامعة الخليج العربي محطته الأخيرة إذ انظم لأسرتها في العام 2004، ليعمل كأستاذ مساعد في برنامج التقنية الحيوية الصحية بقسم علوم الحياة، ثم ترقى إلى أستاذ مشارك.
في غضون ذلك، نشر الدكتور سعيد شاور 26 بحثاً علمياً نشر في مجلات عالمية محكمة، وشارك في أكثر من 30 مؤتمراً علمياً متخصصاً في التقنية الحيوية الطبية، إضافة إلى المشاركة بزهاء 50 ملصقاً بحثياً في مؤتمرات ومنتديات عالمية متخصصة بعلم الجينات والأمراض الوراثية والتقنية الحيوية، فيما أشرف على نحو 30 أطروحة ماجستير ودكتوراه في مجال التقنية الحيوية الطبية في البحرين والأردن وأمريكا، وشارك في تحيكم عشرات الملخصات العلمية المقدمة في العديد من المؤتمرات الطبية، فكانت مسيرته حافلة بالعطاء والمهنية والالتزام بخدمة العلم.
أشرف الدكتور شاور على العديد من الفرق البحثية التي درست «التغييرات البنيوية الناتجة عن الطفرات الجينية المسببة لفقدان الوظائف الهرمونية لبروتين FGF23»، و«الطفرات الجديدة في مستقبل الدهون ذي الكثافة المنخفضة عند مجموعة من مرضى القلب»، حيث توصل إلى اكتشاف خمس طفرات جديدة تكتشف لأول مرة، أضيفت إلى قاعدة البيانات العالمية التي ترعاها جامعة لندن، وهو الأمر الذي دعاه للمطالبة بإنشاء قواعد بيانات خاصة بالعالم العربي للأمراض الوراثية، بدلاً من الاستعانة بقواعد البيانات العالمية لأنها أقرب للحقيقة، لكون المجتمع الطبي يسعى حثيثاً إلى تطبيق الطب الشخصي تشخيصاً وعلاجاً.
إلى جانب ذلك، توصل فريقه البحثي إلى اكتشاف جديد في ميكانيكية عمل الهرمون المنظم للفوسفات وفيتامين «د» في الجسم، إذ درس فريقه ميكانيكية إفراز الهرمون المطفور من الخلايا، وخلص إلى إمكانية استعمال الهرمون الطبيعي «Hormonal Therapy»، في العلاج من التورم الكلسي الذي يعتبر مرضاً وراثياً متنحي، وينتشر في إفريقيا والشرق الأوسط. كما درس الطفرة الوراثية المسببة لارتفاع كويسترول الدم عند العرب، متوصلاً لاكتشاف علمي جديد يتعلق بطفرة جينية مرتبطة بمرض الكوليسترول الوراثي، وتمكّن من الحصول على براءة اختراع لهذا الاكتشاف.
على صعيد متصل، درس الدكتور شاور إمكانية «استخدام البيولوجيا الجزيئية للتشخيص المبكر والوقاية العلاجية من مرضى الكساح والتكلس الورمي الحميد»، و«اكتشاف الأليـل العربي في مستقبل الدهون ذي الكثافة المنخفضة «LDLR»، و«تأثير تثبيط العامل المثبط لهجرة البلاعم «MIF» على إنتاج السيتوكينات المحفزة للالتهاب في خلايا الدم عند مرضى حمى البحر المتوسط الوراثي».
هذا، وأمضى الدكتور شاور حياته العلمية وهو يؤكد الحاجة الماسة لتطبيقات التقانة الحيوية الصحية لبحث الجذور الجينية لأمراض السكر، والقلب والشرايين و«الشريان التاجي» و«التورم الكلسي»، ومن ثم تحويرها للحد منها لتحسين صحة الإنسان، محذراً مراراً من ارتفاع نسبة الأمراض الوراثية في العالم العربي مقارنةً بدول العالم الأخرى للعديد من الأسباب التي يتقدمها زواج الأقارب، وقلة الاستشارات الطبية ما قبل الزواج، وقلة التشخيص المبكر، مشدداً في الوقت ذاته على أن علاج هذه الأمراض وفق الأساليب التقليدية تكلف خزينة الدول العربية والإسلامية ملايين الدولارات، ومن الأجدى الاستثمار في القطاعات العلمية التي يساهم تطويرها في الحد من هذا الهدر.
أنهى المرض والموت هذه الحياة العامرة بالعطاء والبذل والاجتهاد، وترجل الفارس عن جواده ليرقد في الخليل التي تلقب بمدينة الأنبياء حيث مرقد النبي إبراهيم خليل الله وزوجته سارة، وعائلته من بعده إسحاق ويعقوب ويوسف ولوط ويونس ومن قبله النبي نوح عليهم سلام الله أجمعين، لكن المسيرة الحافلة بالبحث والمحاولة أنبتت سنابل هم أبناؤه وتلاميذه الذين سيواصلون المسير في رحلة العلم حتماً، فلروحه الرحمة ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان.