حقيقة مهمة سعى وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إلى تثبيتها وتمريرها إلى الشعب القطري، حيث كتب في حسابه على «تويتر» هذه الرسالة: «يعلم أبناء الشعب القطري حق العلم بأن من أساء ويسيء إليهم كل يوم هم بعض المقيمين بينهم، وليس جيرانهم وإخوانهم في الدين والدم»، وهي رسالة واضحة لا تحتاج إلى تفسير ولا إلى تأكيد بأن إخوانهم في الدين والدم هم أبناء الدول التي قررت محاربة الإرهاب ووضع حد لممارسات قطر الخاطئة، أما ذلك البعض الذي يقيم في بلادهم ويعيش بينهم فمعروف لهم وبرز بقوة منذ اللحظة التي قررت فيها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب القيام بهذا الجهد، حتى بدا وكأنه هو الذي يدير الأمور في قطر ويقرر.

الشيخ خالد وضع يده على الجرح وعبر عن ألمه من كل هذا الذي يجري على أهلنا في قطر وما يتحملونه بسبب أخطاء السلطة فيها وعنادها غير المبرر والذي دفعها إلى تفضيلها الارتماء في حضن إيران على العودة إلى الرشد والعقل والحق، فأعادت سفيرها إلى طهران وأعلنت بذلك موقفها السالب من اجتماع قمة مجلس التعاون التي اقترب موعدها.

ما يحدث في قطر وما يجري على الشعب القطري الشقيق هو بسبب تمكن ذلك البعض من السيطرة على مفاصل السلطة هناك، وما يفعله يفترض أن تكون أهدافه واضحة للحكومة هناك، إذ من غير المعقول أن يعمل ذلك البعض لصالح قطر ولصالح شعبها الذي صار مغلوباً على أمره وممنوعاً حتى من التعبير عن رفضه لما يجري في بلاده.

أهلنا في قطر ممنوعون من الحديث بصراحة عن قناة «الجزيرة» التي هي أداة طيعة في يد ذلك البعض، وهم ممنوعون من توجيه أي نقد لحكومتهم التي صارت للأسف متأثرة بذلك البعض وتأتمر بأمره، وهم مجبرون على فعل كل ما يراد منهم فعله وإلا خسروا كل امتيازاتهم وانتقلوا إلى حياة لم يألفوها. أهلنا في قطر يعانون كثيراً، وذلك البعض يضيق عليهم الخناق، وهذا يزيد من مسؤولية دول مجلس التعاون التي عليها أن تفعل شيئاً ينقذ هذا الجزء من البيت الخليجي وأهله من الضياع.

استمرار الحال على ما هو عليه في قطر يعني استمرار معاناة الشعب القطري واستمرار تهميشه، ويعني أيضاً استمرار الحكومة وذلك البعض في نهج استثارة العواطف واللعب على هذا الحبل الذي نجحوا في اللعب عليه في بداية ظهور المشكلة إلى العلن وذلك عبر رفع الشعارات العاطفية والدعوة إلى التعبير عن حب الوطن وحب القيادة وما إلى ذلك من عبارات مؤثرة وشاحنة.

ما يتم تناقله عن قيام الحكومة القطرية باعتقال مواطنين قطريين لأسباب أغلبها متعلق برفضهم الاستجابة لأوامر الدخلاء صحيح، وما يتم تناقله عن وضع شخصيات قطرية في الإقامة الجبرية للأسباب نفسها ولغيرها صحيح أيضاً، وصحيح كذلك تلك الصرخة التي أطلقها الشعب القطري عبر وسمي «ارحل يا تميم» و»عبدالله مستقبل قطر» وما تسببت فيه من إرباك ورعب في أوساط جهاز الأمن القطري بدليل محاولته التشويش عليهما.

بعد كل ما حدث ازداد الشعب القطري التفاتاً لما تقوم به حكومته وتبين له أنه لا يصب إلا في صالح ذلك البعض الذي صار مؤثراً في القرار القطري، كما تبين له أن النظام لا يفكر إلا في نفسه ولا يريد غير الإفلات من المشكلات التي تسبب فيها وصارت تطوقه. مهم جداً التفريق بين النظام القطري والشعب القطري، ومهم أكثر عدم ترك هذا الشعب الخليجي الأصيل يواجه كل ما تمارسه حكومته وذلك البعض الذي صار شريكها بمفرده.