يقول لي أحدهم، وأنا أؤكد على كلامه بالشواهد والأدلة، بأنك كلما تلتفت إلى قطاع أو مكان، ترى الأعاجيب من الأخطاء والتجاوزات التي تدخل بسهولة تحت تصنيف الفساد الإداري والمالي.
ويمضي بأن اليأس يعتريك أحياناً، وتقول كيف لنا أن نصلح كل هذا، وكيف لنا أن نبني ما هدمه آخرون؟!
اليأس يدب إليك، والإحباط يعتريك، وتظن أنك في مواجهة عاصفة هوجاء قد تحملك وتطيح بك في بحر ليس له قرار، فالمهمة مستحيلة، ومهما بذلت الجهود فإن إصلاح كل ما أفسد ضرب من المستحيل.
هل بالفعل وصلنا لهكذا طريق مسدود؟! هل يمكن أن يكون الواقع قاتماً بهذا الشكل؟! ولماذا؟!
لست ممن يستسلمون بسهولة، وأحث كل من هو قريب مني على الاستمرار في أي شيء، طالما أنه يحقق له نسبة من الرضا تجاه قيمه ومبادئه، وقبلها طالما أنه يصب في خانة واجباته كمواطن صالح يريد الخير لبلده.
لو ترك أهل الصلاح والخير أي قضية يجب أن يحاربوا من أجلها، لساد الفساد، ولتركت الساحة لمن يلعب بها، وهنا الخطأ.
هل يئس الأنبياء والرسل حينما بعثهم الله ليهدوا أقواماً بدل ممارسة الصد بحقهم، سعوا وحاولوا قتلهم؟!
والله لسنا بأحسن من رسل الله، ولنا فيهم أسوة ومثال، هم لم يتخلوا عن قضيتهم الحق، صبروا وجلدوا وقالوا كلمة الحق ولم يخافوا، فكتب الله لهم نصره ولو بعد حين، تكفي سيرة رسولنا صلوات الله عليه لنتأسى بها، وكيف وهو أشرف الخلق، وخاتم الأنبياء، حاربه أهله ممن هم من لحمه ودمه وسعوا لقتله، لكن الله أظهره على الناس جميعاً، وأوصله لمرحلة الرضا التام، حين قال: «اليوم أكملت لكم دينكم».
في هذا الرجل العظيم وسيرته أروع أمثلة الصبر والجلد ووجوب الإصرار في مساعي الخير.
وعليه إن كان المشهد قاتماً بل أسود، كن أنت الشمعة التي تضيء، ولو جزءاً منه.
دائماً ما أقول إن الإصلاح لا يبدأ دفعة واحدة، بل هو نتيجة نهائية لعمليات لا متناهية في التعديل ومحاربة الأخطاء. لا يمكنك أن تصلح الحي الذي تعيش فيه دفعة واحدة، لكن يمكنك أن تبدأ في بيتك، وتضرب أروع الأمثلة على الإصلاح الشخصي ليتأسى بها الآخرون، ليتحول الأمر أشبه لما يكون بـ«فيروس حميد»، ينتشر، فينصلح بيت هنا وآخر هناك ليكتمل المشهد بصلاح المجتمع.
وبنفس الآلية، لنبدأ عملية الإصلاح في أماكننا، لنعول على المسؤولين أصحاب الضمائر ليصلحوا قطاعاتهم، ولتتحول عملية الإصلاح إلى ممارسة حقيقية مؤثرة، وليست مجرد شعارات. حينها سنجد المفسد ينكشف ويتعرى لأنه سيقف وحيداً في مواجهة موجة إصلاحية قوية لا تهدأ ولا تتوقف.
جميل هذا الكلام وهو يكتب ويقرأ، لكن الأجمل حينما يكون له تحقيق على أرض الواقع.
حتى تبدأ الإصلاح الحقيقي، أولاً ابدأه من نفسك، ضع مبادئك وقيمك وقبلها ضميرك أمام كل شيء، ومارس التعديل والإصلاح في مكانك وانشره كثقافة تؤكد من خلالها على الواجب الوطني.
لا تيأس ولا تحبط، فيكفي الإنسان فخراً أن يكون صاحب مبدأ، وشخصاً حي الضمير ذا مبادئ، وتذكر أن الشمعة بصيصها يرى من آلاف الأميال وسط بحر شاسع مظلم تتلاطم أمواجه.
لا تيأس، فلا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون.
{{ article.visit_count }}
ويمضي بأن اليأس يعتريك أحياناً، وتقول كيف لنا أن نصلح كل هذا، وكيف لنا أن نبني ما هدمه آخرون؟!
اليأس يدب إليك، والإحباط يعتريك، وتظن أنك في مواجهة عاصفة هوجاء قد تحملك وتطيح بك في بحر ليس له قرار، فالمهمة مستحيلة، ومهما بذلت الجهود فإن إصلاح كل ما أفسد ضرب من المستحيل.
هل بالفعل وصلنا لهكذا طريق مسدود؟! هل يمكن أن يكون الواقع قاتماً بهذا الشكل؟! ولماذا؟!
لست ممن يستسلمون بسهولة، وأحث كل من هو قريب مني على الاستمرار في أي شيء، طالما أنه يحقق له نسبة من الرضا تجاه قيمه ومبادئه، وقبلها طالما أنه يصب في خانة واجباته كمواطن صالح يريد الخير لبلده.
لو ترك أهل الصلاح والخير أي قضية يجب أن يحاربوا من أجلها، لساد الفساد، ولتركت الساحة لمن يلعب بها، وهنا الخطأ.
هل يئس الأنبياء والرسل حينما بعثهم الله ليهدوا أقواماً بدل ممارسة الصد بحقهم، سعوا وحاولوا قتلهم؟!
والله لسنا بأحسن من رسل الله، ولنا فيهم أسوة ومثال، هم لم يتخلوا عن قضيتهم الحق، صبروا وجلدوا وقالوا كلمة الحق ولم يخافوا، فكتب الله لهم نصره ولو بعد حين، تكفي سيرة رسولنا صلوات الله عليه لنتأسى بها، وكيف وهو أشرف الخلق، وخاتم الأنبياء، حاربه أهله ممن هم من لحمه ودمه وسعوا لقتله، لكن الله أظهره على الناس جميعاً، وأوصله لمرحلة الرضا التام، حين قال: «اليوم أكملت لكم دينكم».
في هذا الرجل العظيم وسيرته أروع أمثلة الصبر والجلد ووجوب الإصرار في مساعي الخير.
وعليه إن كان المشهد قاتماً بل أسود، كن أنت الشمعة التي تضيء، ولو جزءاً منه.
دائماً ما أقول إن الإصلاح لا يبدأ دفعة واحدة، بل هو نتيجة نهائية لعمليات لا متناهية في التعديل ومحاربة الأخطاء. لا يمكنك أن تصلح الحي الذي تعيش فيه دفعة واحدة، لكن يمكنك أن تبدأ في بيتك، وتضرب أروع الأمثلة على الإصلاح الشخصي ليتأسى بها الآخرون، ليتحول الأمر أشبه لما يكون بـ«فيروس حميد»، ينتشر، فينصلح بيت هنا وآخر هناك ليكتمل المشهد بصلاح المجتمع.
وبنفس الآلية، لنبدأ عملية الإصلاح في أماكننا، لنعول على المسؤولين أصحاب الضمائر ليصلحوا قطاعاتهم، ولتتحول عملية الإصلاح إلى ممارسة حقيقية مؤثرة، وليست مجرد شعارات. حينها سنجد المفسد ينكشف ويتعرى لأنه سيقف وحيداً في مواجهة موجة إصلاحية قوية لا تهدأ ولا تتوقف.
جميل هذا الكلام وهو يكتب ويقرأ، لكن الأجمل حينما يكون له تحقيق على أرض الواقع.
حتى تبدأ الإصلاح الحقيقي، أولاً ابدأه من نفسك، ضع مبادئك وقيمك وقبلها ضميرك أمام كل شيء، ومارس التعديل والإصلاح في مكانك وانشره كثقافة تؤكد من خلالها على الواجب الوطني.
لا تيأس ولا تحبط، فيكفي الإنسان فخراً أن يكون صاحب مبدأ، وشخصاً حي الضمير ذا مبادئ، وتذكر أن الشمعة بصيصها يرى من آلاف الأميال وسط بحر شاسع مظلم تتلاطم أمواجه.
لا تيأس، فلا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون.