اختصر المفكر السعودي تركي الحمد كلام العقلاء والحكماء وتصورهم لحل الأزمة القطرية، بعدما وصلت إلى ما وصلت إليه وتعقدت، بقوله إن «حضن الخليج هو ضمانة أمن قطر وشعبها»، وهو كلام ليس بعده كلام، ومن يقول بغيره فإنما يعيش الوهم، فقطر لن يحميها الجنود الأتراك الذين يقال إنهم بلغوا الثلاثين ألفاً وتواجدوا فور قطع الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، ولن ينفعها المستشارون الإيرانيون الذين يقال إنهم يعسكرون في الدوحة منذ ذلك الحين. قطر من دون الخليج العربي تضيع، ومن دون مجلس التعاون تصير بالنسبة للكثيرين مشروع نهب وفرصة للثراء.
لهذا عمت الفرحة كل أهل الخليج العربي فور إعلان السعودية مساء السبت الماضي تلقي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي اتصالاً هاتفياً من الشيخ تميم بن حمد أمير قطر أبدى خلاله رغبته بالجلوس على طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع، وزادت الفرحة عندما أعلنت السعودية أن الأمير محمد بن سلمان رحب بذلك. ولهذا أيضاً عم الحزن كل أهل الخليج العربي عندما حرّفت الدوحة مضمون الاتصال بعد دقائق من إتمامه وأعلنت السعودية بناء على ذلك تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر.
المشكلة الأبرز اليوم في الأزمة القطرية هي حالة التخبط التي تعيشها السياسة القطرية والتي لا تعين على تعزيز بناء الثقة المطلوبة للحوار، ودليل التخبط هو هذا الذي حدث مساء السبت ووفر انطباعاً ملخصه أن الأمور ليست بيد أمير قطر الحالي وأن الحمدين «الأمير السابق حمد بن خليفة ووزير خارجيته حمد بن جاسم» هما اللذان يسيران الأمور ومتمكنان من فرض تصوراتهما وتوجههما وقراراتهما، إذ من غير المعقول أن يغير أمير قطر رغبته ويتراجع عن طلبه بعد دقائق معدودة ويوقع نفسه في هكذا إحراج.
ما حدث في تلك الليلة يؤكد عدم جدية قطر فيما يتعلق بالحوار والتواصل، ويؤكد عزمها الاستمرار في سياستها المرفوضة والتي يمكن أن تغرقها، وهي بدل أن تضمن أمنها المتوفر في حضن الخليج العربي تبتعد وتعتقد أنها تمكنت من تحصين نفسها باستجلاب الجنود الأتراك والحرس الثوري الإيراني الذين سيبتزونها وسيستغلون كل فرصة تلوح ليزدادوا تحكماً في القرار القطري.
أما حديث سمو أمير دولة الكويت في واشنطن عن اعتباره عدم الوصول إلى مرحلة الحسم العسكري نجاحاً للوساطة الكويتية فاعتبرته قطر اعترافاً بأن الدول الأربع كانت تنوي فعل ذلك، والأكيد أن من له مصلحة سيسعى إلى جعلها تعيش هذا الوهم وتبني مواقفها وقراراتها عليه وستعتبر ذلك سبباً لعدم الجلوس إلى طاولة الحوار وحل المشكلة. ورغم أن الدول الأربع سارعت بإصدار بيان واضح نفت فيه نفياً قاطعاً تفكيرها اللجوء إلى الخيار العسكري وشددت على أن هذا الخيار «لم ولن يكون مطروحاً بأي حال» إلا أن هذا الهاجس سيظل مسيطراً على تفكير أصحاب القرار في الدوحة وسيواصلون العمل على نشر فكرة أن هذه الدول تتخذ من موضوع «دعم قطر للانقلابات في بعض الدول واحتضانها وتمويلها الإرهاب والفكر المتطرف وخطابات الكراهية» ستاراً تغطي به رغبتها الحقيقية المتمثلة في تنفيذ انقلاب عسكري والسيطرة على قطر، وهو أمر غير صحيح بالمرة وقطر تعلم جيداً أنه غير صحيح.
ما سيحدث بعد هذا هو أن قطر ستتبين بأنه لا بد لها من الحوار مع أشقائها، وأن هذه الدول هي ضمانة أمنها وأمن شعبها، وأن من يقول لها بغير هذا إنما يعمل من أجل مصالحه الخاصة. المهم هو أن يتبين لها هذا الأمر في وقت قريب وليس بعد أن يفوت الفوت، فحينها لا ينفع الصوت.
لهذا عمت الفرحة كل أهل الخليج العربي فور إعلان السعودية مساء السبت الماضي تلقي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي اتصالاً هاتفياً من الشيخ تميم بن حمد أمير قطر أبدى خلاله رغبته بالجلوس على طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع، وزادت الفرحة عندما أعلنت السعودية أن الأمير محمد بن سلمان رحب بذلك. ولهذا أيضاً عم الحزن كل أهل الخليج العربي عندما حرّفت الدوحة مضمون الاتصال بعد دقائق من إتمامه وأعلنت السعودية بناء على ذلك تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر.
المشكلة الأبرز اليوم في الأزمة القطرية هي حالة التخبط التي تعيشها السياسة القطرية والتي لا تعين على تعزيز بناء الثقة المطلوبة للحوار، ودليل التخبط هو هذا الذي حدث مساء السبت ووفر انطباعاً ملخصه أن الأمور ليست بيد أمير قطر الحالي وأن الحمدين «الأمير السابق حمد بن خليفة ووزير خارجيته حمد بن جاسم» هما اللذان يسيران الأمور ومتمكنان من فرض تصوراتهما وتوجههما وقراراتهما، إذ من غير المعقول أن يغير أمير قطر رغبته ويتراجع عن طلبه بعد دقائق معدودة ويوقع نفسه في هكذا إحراج.
ما حدث في تلك الليلة يؤكد عدم جدية قطر فيما يتعلق بالحوار والتواصل، ويؤكد عزمها الاستمرار في سياستها المرفوضة والتي يمكن أن تغرقها، وهي بدل أن تضمن أمنها المتوفر في حضن الخليج العربي تبتعد وتعتقد أنها تمكنت من تحصين نفسها باستجلاب الجنود الأتراك والحرس الثوري الإيراني الذين سيبتزونها وسيستغلون كل فرصة تلوح ليزدادوا تحكماً في القرار القطري.
أما حديث سمو أمير دولة الكويت في واشنطن عن اعتباره عدم الوصول إلى مرحلة الحسم العسكري نجاحاً للوساطة الكويتية فاعتبرته قطر اعترافاً بأن الدول الأربع كانت تنوي فعل ذلك، والأكيد أن من له مصلحة سيسعى إلى جعلها تعيش هذا الوهم وتبني مواقفها وقراراتها عليه وستعتبر ذلك سبباً لعدم الجلوس إلى طاولة الحوار وحل المشكلة. ورغم أن الدول الأربع سارعت بإصدار بيان واضح نفت فيه نفياً قاطعاً تفكيرها اللجوء إلى الخيار العسكري وشددت على أن هذا الخيار «لم ولن يكون مطروحاً بأي حال» إلا أن هذا الهاجس سيظل مسيطراً على تفكير أصحاب القرار في الدوحة وسيواصلون العمل على نشر فكرة أن هذه الدول تتخذ من موضوع «دعم قطر للانقلابات في بعض الدول واحتضانها وتمويلها الإرهاب والفكر المتطرف وخطابات الكراهية» ستاراً تغطي به رغبتها الحقيقية المتمثلة في تنفيذ انقلاب عسكري والسيطرة على قطر، وهو أمر غير صحيح بالمرة وقطر تعلم جيداً أنه غير صحيح.
ما سيحدث بعد هذا هو أن قطر ستتبين بأنه لا بد لها من الحوار مع أشقائها، وأن هذه الدول هي ضمانة أمنها وأمن شعبها، وأن من يقول لها بغير هذا إنما يعمل من أجل مصالحه الخاصة. المهم هو أن يتبين لها هذا الأمر في وقت قريب وليس بعد أن يفوت الفوت، فحينها لا ينفع الصوت.