ما يحدث في القراءات الحسينية في المآتم عادة هو أن معتلي المنبر يحتل خانة المرسل بينما الحضور جميعهم يشغلون خانة المستقبل، هو يقول ما يشاء وهم يستمعون ولكن بطبيعة الحال لا يحق لهم المناقشة أو الرفض أو توجيه سؤال أو التعبير عن عدم الرضى وعدم الاقتناع. مرسل ومستقبل. تماماً مثل عملية التدريس حتى وقت قريب حيث كان المعلم يقف ويقول ما يشاء وليس على الطلبة سوى الاستماع والحفظ ، وهو ما يعرف بأسلوب التلقين.
ومثلما أن هذا الأسلوب لا فائدة منه في عملية التدريس كذلك فإنه لا فائدة ترجى منه في المآتم، فكل ما يحدث هو أن معتلي المنبر يقول ما يشاء ويعتبر نفسه ناجحاً لو تمكن من إبكاء الحاضرين، بعدها ينفض المجلس وينتهي كل شيء، ويظل السؤال الذي يرغب الكثيرون في طرحه بصوت عالٍ وهو ما المردود الذي عاد من هكذا ممارسة على القضية التي حارب الإمام الحسين عليه السلام من أجلها؟
مثل هذا السؤال ينبغي أن يطرح بقوة من قبل كل من يهمه أمر هذه الذكرى والدين الإسلامي، وجوابه لابد أن يوصل إلى القناعة بأن الأسلوب المتبع إلى اليوم لا يخدم المبادئ الإسلامية التي سعى الحسين إلى ترسيخها وإنما يساهم فقط في المحافظة على عادات وتقاليد يجمع الكثيرون على أن بعضها دخيل ويحوي مبالغات تضر بالموضوع الأساس.
الأسلوب المتبع حاليا في المآتم يوفر لمعتلي المنبر تمرير ما يشاء تمريره، فهو متأكد أن أحداً لن يجرؤ على الاعتراض على ما يقول، على الأقل في الأثناء، ومتأكد أن أحداً لن يجرؤ على انتقاد ما قال بعد ذلك إلا بصوت خافت فاقد لكل تأثير لأنه لو فعل سيجد الكثيرين الذين يقفون في وجهه وينهرونه وقد يخرجونه من الملة.
ولأن معتلي المنبر يكون في هذا الوضع «المتسيد» لذا فإن الفرصة تكون متاحة أمامه لتمرير ما يشاء من روايات يعلم جيداً أن بعضها غير صحيح ولا أصل ثابت له وأنه من الخيال وتم تناقله بغرض الإبكاء ليس إلا. والملاحظ أن سكوت المتلقين لتلك القصص لا يقتصر على العامة وإنما يتجاوزهم ليصل إلى العلماء والمراجع الذين هم على يقين أن بعضا قليلا أو كثيرا مما يقوله معتلي المنبر ليس صحيحا وأنه لا يقوله إلا لكي يسيطر على المجلس ليمتدح.
لعل هذه المسألة حساسة ولكن لا بد من طرحها ومناقشتها لوقف الافتراءات على الحسين ومنع استغلال المناسبة بطريقة سالبة، ولكن لابد أيضا من التفكير في البديل الذي يمكن أن يحقق الأهداف التي خرج الإمام الحسين من أجلها، وهذا أمر لا يمكن أن يتحقق بأسلوب المرسل الذي له حق كل شيء، والمستقبل الذي ليس له إلا حق الاستماع. ربما كان مناسباً التفكير في الاتجاه نحو عقد ندوات يشارك فيها من يعتد برأيه من المطلعين والدارسين لهذه القضية ومن يمكنه أن يؤثر في الحاضرين بشكل إيجابي، ففي مثل هذه الندوات تتاح الفرصة للجميع ليدلوا بآرائهم ويستعرضوا ما يتوفر لديهم من معلومات تسهم في تأسيس جيل يدرك الغايات التي خرج من أجلها الحسين ويكون قادراً على التمسك بمبادئ الإسلام ومطبقاً لها.
ليست دعوة للتوقف عن الاحتفال بهذه الذكرى الأليمة ولكن لتوظيفها بشكل أفضل وبطريقة تخدم الإسلام وآل البيت الكرام وتسهم في تحقيق الأهداف التي خرج الإمام الحسين من أجلها، ويكفي في هذا الصدد تذكر قوله عليه السلام «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر»، وهو ما لا يمكن أن يتحقق واقعاً بأسلوب المرسل والمستقبل.
{{ article.visit_count }}
ومثلما أن هذا الأسلوب لا فائدة منه في عملية التدريس كذلك فإنه لا فائدة ترجى منه في المآتم، فكل ما يحدث هو أن معتلي المنبر يقول ما يشاء ويعتبر نفسه ناجحاً لو تمكن من إبكاء الحاضرين، بعدها ينفض المجلس وينتهي كل شيء، ويظل السؤال الذي يرغب الكثيرون في طرحه بصوت عالٍ وهو ما المردود الذي عاد من هكذا ممارسة على القضية التي حارب الإمام الحسين عليه السلام من أجلها؟
مثل هذا السؤال ينبغي أن يطرح بقوة من قبل كل من يهمه أمر هذه الذكرى والدين الإسلامي، وجوابه لابد أن يوصل إلى القناعة بأن الأسلوب المتبع إلى اليوم لا يخدم المبادئ الإسلامية التي سعى الحسين إلى ترسيخها وإنما يساهم فقط في المحافظة على عادات وتقاليد يجمع الكثيرون على أن بعضها دخيل ويحوي مبالغات تضر بالموضوع الأساس.
الأسلوب المتبع حاليا في المآتم يوفر لمعتلي المنبر تمرير ما يشاء تمريره، فهو متأكد أن أحداً لن يجرؤ على الاعتراض على ما يقول، على الأقل في الأثناء، ومتأكد أن أحداً لن يجرؤ على انتقاد ما قال بعد ذلك إلا بصوت خافت فاقد لكل تأثير لأنه لو فعل سيجد الكثيرين الذين يقفون في وجهه وينهرونه وقد يخرجونه من الملة.
ولأن معتلي المنبر يكون في هذا الوضع «المتسيد» لذا فإن الفرصة تكون متاحة أمامه لتمرير ما يشاء من روايات يعلم جيداً أن بعضها غير صحيح ولا أصل ثابت له وأنه من الخيال وتم تناقله بغرض الإبكاء ليس إلا. والملاحظ أن سكوت المتلقين لتلك القصص لا يقتصر على العامة وإنما يتجاوزهم ليصل إلى العلماء والمراجع الذين هم على يقين أن بعضا قليلا أو كثيرا مما يقوله معتلي المنبر ليس صحيحا وأنه لا يقوله إلا لكي يسيطر على المجلس ليمتدح.
لعل هذه المسألة حساسة ولكن لا بد من طرحها ومناقشتها لوقف الافتراءات على الحسين ومنع استغلال المناسبة بطريقة سالبة، ولكن لابد أيضا من التفكير في البديل الذي يمكن أن يحقق الأهداف التي خرج الإمام الحسين من أجلها، وهذا أمر لا يمكن أن يتحقق بأسلوب المرسل الذي له حق كل شيء، والمستقبل الذي ليس له إلا حق الاستماع. ربما كان مناسباً التفكير في الاتجاه نحو عقد ندوات يشارك فيها من يعتد برأيه من المطلعين والدارسين لهذه القضية ومن يمكنه أن يؤثر في الحاضرين بشكل إيجابي، ففي مثل هذه الندوات تتاح الفرصة للجميع ليدلوا بآرائهم ويستعرضوا ما يتوفر لديهم من معلومات تسهم في تأسيس جيل يدرك الغايات التي خرج من أجلها الحسين ويكون قادراً على التمسك بمبادئ الإسلام ومطبقاً لها.
ليست دعوة للتوقف عن الاحتفال بهذه الذكرى الأليمة ولكن لتوظيفها بشكل أفضل وبطريقة تخدم الإسلام وآل البيت الكرام وتسهم في تحقيق الأهداف التي خرج الإمام الحسين من أجلها، ويكفي في هذا الصدد تذكر قوله عليه السلام «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر»، وهو ما لا يمكن أن يتحقق واقعاً بأسلوب المرسل والمستقبل.