يقوم المنطق الإلهي على مبدأ «هل جزاء الإحسان إلاَّ الإحسان؟!!»، بينما يقوم واقع البشر، من بعض الخليجيين تحديداً، على أساس «جزاة الخير.. سواد الوجه». ولعل هذا ما تمثل بوضوح في أهم أزمة نعيشها هذه الأيام. ومن منطلقات كالولاء والانتماء والمواطنة، لا بأس في أن يؤيد بعضنا أو كلنا مواقف أنظمة الحكم لدينا وسياساتها الخارجية، وأن نقف إلى صف قادتنا، عزوةً تدعم طيب العلاقات مع المجتمع الخارجي من الإقليم وحتى العالم، وكذلك سداً منيعاً وصفاً داعماً في ظروف أجبرتها على إعلان المقاطعة أو العداء إزاء دول اكتوت بنارها لسنوات طوال، وذاقت من صنائعها الأمرين، بل إن ذلك قد يكون في أغلب الأحيان واجباً وطنياً.
ولكن مثلما ندرك جيداً أدوارنا الوطنية وولاءنا لقياداتنا، علينا أن نتفهم موقف المواطن في البلد الآخر، كيف يفكر.. وكيف يتعاطى مع الشعور النسبي بالعزل من محيطه الذي يعتز به، وكيف يتوقع منه إعلان تمرده على القائمين على بلاده، بينما يحمل ذلك تداعيات جمة على معيشته، في ظل ظروف أصبح فيها «آخر الحلول» هو «الرد الأول» على أي رفض شعبي، وسرعان ما يترجم بـ»سحب الجنسية»، ما يجبر كثيرين على اختيار الصمت وإن كان على مضض.
علينا أن نتفهم موقف دول الحياد وأهمية مساعيها في الوساطة، ليس فقط من أجل مصالحة تقوم على «حب الخشوم» كما يراها البعض، وإنما من أجل وساطة منصفة لإقامة حوار عادل يجمع كافة الأطراف، ومناقشة سبل وقف المشكلة ببترها من جذورها، وعودة الجميع إلى الحضن الجامع.
أما ما يمارسه بعض المتفذلكين في بعض الدول، كاد أن يغرق الجميع وأولهم أصحاب الحق، في بحر تلاطمت أمواجه بحروب التلاسن، ولم يسلم منها من حاول فك المتشابكين من هنا وهناك، فكاد أن يكون أول من يلقى حتفه في تلك المعركة الطاحنة. والسؤال.. هل يحق لنا تحميل دول الحياد والوساطة وزر الدول محل الخلاف أو «الاعتداء»؟ هل يحق لمثقفينا تجريمها بشكل أو بآخر لمحاولاتها الحثيثة في إيجاد مخارج من الأزمة الراهنة؟!
إن القبول منذ البداية بتأسيس كيان جامع، قام على احترام دساتير كل الدول المنضوية في ذلك الكيان. وبينما يقوم دستور إحدى تلك الدول على الحياد الدائم والوساطة التي أسهمت في حل كثير من الخلافات الإقليمية، فإن ليس ثمة حق لمغرد خارج السرب في اتهامها بالتخاذل عن نصرة مظلوم، أو نصرة ظالم، وما من جدوى من الزج بها في حروب تشويه السمعة أو لي الذراع بقليل من الإقصاء وكثير من عدم التقدير لما تبذله من جهود.
اختلاج النبض:
ليستمر الكيان المشترك سليماً.. من المهم التركيز على أسباب الخلاف أكثر من أطرافه، وتثمين الجهود الرامية إلى الخير بدلاً من إسقاطها في وحل الاتهامات. وللخروج من الأزمة بسلام، لا بد من المواجهة على كافة المستويات، غير أنه من المهم أن تحل مشاكل أهل البيت داخل البيت، وأن يتوقف نشر الغسيل على أسلاك الكهرباء الممدودة في فضاء الأرصفة.
ولكن مثلما ندرك جيداً أدوارنا الوطنية وولاءنا لقياداتنا، علينا أن نتفهم موقف المواطن في البلد الآخر، كيف يفكر.. وكيف يتعاطى مع الشعور النسبي بالعزل من محيطه الذي يعتز به، وكيف يتوقع منه إعلان تمرده على القائمين على بلاده، بينما يحمل ذلك تداعيات جمة على معيشته، في ظل ظروف أصبح فيها «آخر الحلول» هو «الرد الأول» على أي رفض شعبي، وسرعان ما يترجم بـ»سحب الجنسية»، ما يجبر كثيرين على اختيار الصمت وإن كان على مضض.
علينا أن نتفهم موقف دول الحياد وأهمية مساعيها في الوساطة، ليس فقط من أجل مصالحة تقوم على «حب الخشوم» كما يراها البعض، وإنما من أجل وساطة منصفة لإقامة حوار عادل يجمع كافة الأطراف، ومناقشة سبل وقف المشكلة ببترها من جذورها، وعودة الجميع إلى الحضن الجامع.
أما ما يمارسه بعض المتفذلكين في بعض الدول، كاد أن يغرق الجميع وأولهم أصحاب الحق، في بحر تلاطمت أمواجه بحروب التلاسن، ولم يسلم منها من حاول فك المتشابكين من هنا وهناك، فكاد أن يكون أول من يلقى حتفه في تلك المعركة الطاحنة. والسؤال.. هل يحق لنا تحميل دول الحياد والوساطة وزر الدول محل الخلاف أو «الاعتداء»؟ هل يحق لمثقفينا تجريمها بشكل أو بآخر لمحاولاتها الحثيثة في إيجاد مخارج من الأزمة الراهنة؟!
إن القبول منذ البداية بتأسيس كيان جامع، قام على احترام دساتير كل الدول المنضوية في ذلك الكيان. وبينما يقوم دستور إحدى تلك الدول على الحياد الدائم والوساطة التي أسهمت في حل كثير من الخلافات الإقليمية، فإن ليس ثمة حق لمغرد خارج السرب في اتهامها بالتخاذل عن نصرة مظلوم، أو نصرة ظالم، وما من جدوى من الزج بها في حروب تشويه السمعة أو لي الذراع بقليل من الإقصاء وكثير من عدم التقدير لما تبذله من جهود.
اختلاج النبض:
ليستمر الكيان المشترك سليماً.. من المهم التركيز على أسباب الخلاف أكثر من أطرافه، وتثمين الجهود الرامية إلى الخير بدلاً من إسقاطها في وحل الاتهامات. وللخروج من الأزمة بسلام، لا بد من المواجهة على كافة المستويات، غير أنه من المهم أن تحل مشاكل أهل البيت داخل البيت، وأن يتوقف نشر الغسيل على أسلاك الكهرباء الممدودة في فضاء الأرصفة.