عبارة مهمة وردت في الرسالة التي وجهها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، إلى العالم بمناسبة الاحتفال بيوم الأمم المتحدة الذي صادف الثلاثاء الماضي تحتاج إلى وقفة، حيث قال في معرض بيانه لأسباب تعطل التنمية في أي بلاد «إن خطر الإرهاب يشكل تهديداً لجهود الدول على طريق التنمية بمختلف أبعادها»، والمعنى هو أنه إذا أردنا للتنمية أن تحدث وتنجح فإن علينا أن نقضي على ما يهددها وهو الإرهاب، فالإرهاب والتنمية نقيضان لا يمكن أن يتواجدا في مكان واحد.

لولا الإرهاب لما تعطلت التنمية، فالإنسان بما حباه الله من عقل وقدرات جسمانية وعلم وثروات يستطيع أن يرتقي بحياته وبالحياة من حوله، ما يمنعه من تحقيق هذا الأمر هو الإرهاب الذي يهدم في ساعة ما يبنيه في سنوات، وما يمنعه هو أولئك الذين اعتبروا الإرهاب حياتهم ويصرون على أنه الطريق للتنمية!

الأمثلة على وجهة نظر صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء كثيرة، ليس أولها ما حدث ولايزال يحدث في سوريا، وليس آخرها ما حدث ولايزال يحدث في العراق واليمن وليبيا، ففي هذه البلدان وغيرها التي وجد الإرهاب طريقه إليها تعطلت التنمية ولا يمكن أن تعود من دون القضاء على الإرهاب فيها، ولولا تورط البعض في منطقة الخليج العربي في الإرهاب وتمكن الإرهاب من السيطرة على عقله لما حدث ما حدث أخيراً ولما تأثرت التنمية يوماً في كل دول مجلس التعاون.

لهذا، ولهذا فقط، اتخذت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قرارها الصعب ووضعت قطر أمام مسؤولياتها وبينت لها أن أمرها بات مفضوحاً وأنها إن أرادت أن تعود العلاقات معها إلى سابق عهدها فإن عليها أن تتوقف عن ممارسة ما يؤثر سلباً على التنمية فتتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب الذي ورطت نفسها معه وتعاني اليوم بسبب ذلك.

قطر تسببت في تضرر عملية التنمية في مختلف دول مجلس التعاون، وتسببت على شعبها الذي صار يعاني من أحوال ما كان يتوقعها، ولولا تورطها في هذا الأمر لكان الوضع في دول مجلس التعاون كافة اليوم مختلفاً. ما فعلته قطر هو نفسه الذي فعلته وصارت تعاني منه إيران التي تتشارك معها في تحمل وزر تعطل التنمية في المنطقة. هذه الحقيقة ينبغي أن تواجهها قطر وإيران وأن تعملا على إصلاح ما أفسدتاه وتتوقفا قبل كل شيء عن ممارسة الإرهاب وتمويله وعن احتضان ورعاية الإرهابيين وتمويلهم.

قطر وإيران هما السبب الأساس في تعطل التنمية في مختلف دول مجلس التعاون، وستظلان السبب في ذلك حتى تعودا إلى رشدهما، فمن دون هذا ومن دون توقفهما عن دعم الإرهاب وتمويله وممارسته ستستمر حالة تضرر التنمية في مختلف دول مجلس التعاون، بل في كل دول المنطقة، بما فيها قطر وإيران اللتين تتسببان أيضاً على شعبيهما وتتعطل التنمية فيهما.

مقارنة سريعة بين حال الناس والبلاد في إيران قبل اتخاذها قرار احتضان ودعم وتمويل الإرهاب والإرهابيين وتضمين ذلك في دستورها وبين حالهم وحالها اليوم، ومقارنة مماثلة بين حال الناس والبلاد في قطر وحالهم وحالها اليوم، يتبين معها كيف هو نتاج التورط في ذلك «الشين» الذي لا يمكن أن تستقيم معه الحياة، فلا حياة في ظل الإرهاب ولا تنمية في ظل وجود محتضني الإرهاب والإرهابيين.

التنمية في أي بلاد تتحقق فقط في حال توفر الأمن والاستقرار، وهذان لا يتوفران في ظل الإرهاب وفي وجود دول تستهويه وتدعمه وتمول الإرهابيين وتحتضنهم، وهو الأمر الذي أكد عليه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء واعتبره أساساً.