قول الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن «بلاده لن تتردد عن إنتاج وتخزين كل أنواع الأسلحة للدفاع عن شعبها ووحدة أراضيها وأن طهران ستواصل السير بقوة نحو الاقتدار» وتأكيده «نحن نصنّع الصواريخ وسنبقى نصنّعها» يعني أمرين أساسين، الأول هو أن نظام الملالي بدأ يشعر بالضعف وبالخوف، والثاني أنه يعتقد أن الاستغراق في التسلح سيحميه من السقوط وسيجعل جيرانه يخشونه، وسيجعل الولايات المتحدة وحلفاءها يترددون في اتخاذ القرار الذي تتوقعه منهم.
روحاني يرد بذلك على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة عن إيران وقول الخارجية الأمريكية بأن واشنطن «تتصدى مع حلفائها العرب للهلال الإيراني في المنطقة» وأن هناك «إجماع على خطورة النفوذ الإيراني في المنطقة» وغيرها من التصريحات التي تصب في هذا الاتجاه والتي أعقبت الموقف الذي أعلنه ترامب من الاتفاق النووي، ويرد كذلك على تهديدات صدرت من وزير الاستخبارات الإسرائيلي بالقيام بعمل عسكري ضد إيران «في حال فشلت مساعي المجتمع الدولي في منع طهران من الحصول على سلاح نووي» كما قال.
كان ترامب قد أعلن أيضا عن «استراتيجية جديدة تجاه طهران تبدأ بفرض عقوبات قاسية على الحرس الثوري الإيراني». ولأن إيران تعلم أن هذه التصريحات مدروسة وتدرك أن التهديدات جدية – وخصوصاً تلك المتعلقة بحزبها في لبنان – لذا ليس أمامها سوى القول بأنها تمتلك الكثير من الأسلحة وأنها تنتج في كل يوم الكثير من الصواريخ، وأن بإمكانها أن تهدد مصالح الغرب في المنطقة، فهذا قد يحميها أيضاً من ثورة متوقعة في الداخل، أو يؤجلها إلى حين لأنها تعرف أنها حتمية.
تطورات الأحداث في المنطقة والاندفاع غير العادي من القيادة في إيران على إنتاج الأسلحة وخصوصاً الصواريخ يؤكدان أن أمراً يمكن أن يحصل قريباً هو نتاج توصل العالم إلى قناعة مفادها أن ترك إيران تعمل على هواها نتيجته المنطقية الاعتداء على جيرانها وأنه حان الوقت لوضع حد لاستهتار حكومة الملالي.
اليوم تعيش إيران أزمتين، خارجية وداخلية، وتواصل الخارج مع الداخل وتعاونهما من شأنه أن يعجل بإنهاء هذه الحقبة المظلمة التي غيبت الشعب الإيراني لأربعة عقود وقتلت كل إسهام مفترض منه في الحضارة الإنسانية وأرجعته قروناً إلى الوراء.
ليس صعباً على أمريكا وحلفائها القيام بعمل عسكري ضد إيران، وليس صعباً تحقيق الانتصار على السلطة فيها، لكن لهذا مخاطر كثيرة تعلمها الولايات المتحدة ويعلمها حلفاؤها أبرزها أن التعامل هنا هو مع مجموعة لا تهتم بنتائج أفعالها طالما أن الهدف هو الاستمرار في السلطة، وليس أسهل عليها من اتخاذ قرار عنوانه «عليّ وعلى أعدائي» فتدمر كل ما تم بناؤه في المنطقة، دون أن يعني هذا اعتبار كل ما تقوله إيران عن قدراتها العسكرية دقيقاً، حيث الأكيد هو أن جزءاً منه تنشره وتردده بغية تخويف الآخرين وتأجيل الضربة الحتمية.
تصريحات المسؤولين الإيرانيين هذه الأيام على وجه الخصوص وكثرة المناورات العسكرية التي تجريها إيران واستغلالها لفرصة تطاول قطر على شقيقاتها بالانفتاح عليها من دون حد، كلها تؤكد حالة الخوف التي بدأت تستشعرها السلطة هناك، يزيد من كشف ذلك مبالغتها في القسوة ضد كل من قرر الوقوف في وجهها من مواطنيها، أو انتقدها، ومبالغتها في نصب «رافعات» المشانق وإعدام معارضيها على الملأ في كل المدن الإيرانية.
لو أن المجموعة التي تسيطر على الحكم في إيران عاقلة فعلا وتفهم في العمل السياسي لاتخذت منحى آخر في التعامل مع جيرانها ومختلف القوى في المنطقة وفي العالم، لكنها للأسف ليست كذلك، لذا فإن احتمالات المواجهة العسكرية معها تظل قائمة، وقد تبدأ قريباً.
{{ article.visit_count }}
روحاني يرد بذلك على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة عن إيران وقول الخارجية الأمريكية بأن واشنطن «تتصدى مع حلفائها العرب للهلال الإيراني في المنطقة» وأن هناك «إجماع على خطورة النفوذ الإيراني في المنطقة» وغيرها من التصريحات التي تصب في هذا الاتجاه والتي أعقبت الموقف الذي أعلنه ترامب من الاتفاق النووي، ويرد كذلك على تهديدات صدرت من وزير الاستخبارات الإسرائيلي بالقيام بعمل عسكري ضد إيران «في حال فشلت مساعي المجتمع الدولي في منع طهران من الحصول على سلاح نووي» كما قال.
كان ترامب قد أعلن أيضا عن «استراتيجية جديدة تجاه طهران تبدأ بفرض عقوبات قاسية على الحرس الثوري الإيراني». ولأن إيران تعلم أن هذه التصريحات مدروسة وتدرك أن التهديدات جدية – وخصوصاً تلك المتعلقة بحزبها في لبنان – لذا ليس أمامها سوى القول بأنها تمتلك الكثير من الأسلحة وأنها تنتج في كل يوم الكثير من الصواريخ، وأن بإمكانها أن تهدد مصالح الغرب في المنطقة، فهذا قد يحميها أيضاً من ثورة متوقعة في الداخل، أو يؤجلها إلى حين لأنها تعرف أنها حتمية.
تطورات الأحداث في المنطقة والاندفاع غير العادي من القيادة في إيران على إنتاج الأسلحة وخصوصاً الصواريخ يؤكدان أن أمراً يمكن أن يحصل قريباً هو نتاج توصل العالم إلى قناعة مفادها أن ترك إيران تعمل على هواها نتيجته المنطقية الاعتداء على جيرانها وأنه حان الوقت لوضع حد لاستهتار حكومة الملالي.
اليوم تعيش إيران أزمتين، خارجية وداخلية، وتواصل الخارج مع الداخل وتعاونهما من شأنه أن يعجل بإنهاء هذه الحقبة المظلمة التي غيبت الشعب الإيراني لأربعة عقود وقتلت كل إسهام مفترض منه في الحضارة الإنسانية وأرجعته قروناً إلى الوراء.
ليس صعباً على أمريكا وحلفائها القيام بعمل عسكري ضد إيران، وليس صعباً تحقيق الانتصار على السلطة فيها، لكن لهذا مخاطر كثيرة تعلمها الولايات المتحدة ويعلمها حلفاؤها أبرزها أن التعامل هنا هو مع مجموعة لا تهتم بنتائج أفعالها طالما أن الهدف هو الاستمرار في السلطة، وليس أسهل عليها من اتخاذ قرار عنوانه «عليّ وعلى أعدائي» فتدمر كل ما تم بناؤه في المنطقة، دون أن يعني هذا اعتبار كل ما تقوله إيران عن قدراتها العسكرية دقيقاً، حيث الأكيد هو أن جزءاً منه تنشره وتردده بغية تخويف الآخرين وتأجيل الضربة الحتمية.
تصريحات المسؤولين الإيرانيين هذه الأيام على وجه الخصوص وكثرة المناورات العسكرية التي تجريها إيران واستغلالها لفرصة تطاول قطر على شقيقاتها بالانفتاح عليها من دون حد، كلها تؤكد حالة الخوف التي بدأت تستشعرها السلطة هناك، يزيد من كشف ذلك مبالغتها في القسوة ضد كل من قرر الوقوف في وجهها من مواطنيها، أو انتقدها، ومبالغتها في نصب «رافعات» المشانق وإعدام معارضيها على الملأ في كل المدن الإيرانية.
لو أن المجموعة التي تسيطر على الحكم في إيران عاقلة فعلا وتفهم في العمل السياسي لاتخذت منحى آخر في التعامل مع جيرانها ومختلف القوى في المنطقة وفي العالم، لكنها للأسف ليست كذلك، لذا فإن احتمالات المواجهة العسكرية معها تظل قائمة، وقد تبدأ قريباً.