من المفارقات المضحكة أن قطر تصف إعلامها بـ «الرصين» لكنها ترد على نفسها بنفسها في المكان نفسه الذي تذكر فيه ذلك حيث توفر المثال والدليل على أنه ليس كذلك! هنا مثال. إحدى صحفها وصفت إعلام قطر - بواحدة من صفحاتها التي أفردتها للتهجم على المسؤولين بالأمانة العامة لمجلس التعاون والمسؤولين بالدول المقاطعة لقطر - بتلك الصفة وأوضحت ذلك في عنوان كبير لكن المطالع للصفحة يتبين حجم التناقض فيها والمفارقة المضحكة، فالصفحة من أولها إلى آخرها عبارة عن شتائم وسباب، كلاما ورسما. من يصف إعلامه بالرصين لا يستخدم كلمات من مثل «طرطور وسامنديغا» ولا يتجرأ على الدول وقياداتها ورموزها والمسؤولين فيها.
هذا التناقض الذي يعيشه الإعلام القطري يؤكد حجم الأزمة التي تعيشها قطر وقيادتها، فهذا الإعلام الذي يدعي بأنه رصين ولا يتجاوز الحدود ويتهم إعلام الدول المقاطعة لقطر باتهامات مختلفة هو الذي يمارس الدونية بكل ألوانها ويتجاوز كل الحدود ويدوس على كل القيم والعادات والتقاليد والأعراف ويبتعد عن الأخلاق.
إذا كان «مبلوعاً» ما تنشره قطر من شتائم وسباب بواسطة «رجالاتها» في وسائل التواصل الاجتماعي والقول بأنهم مجرد «جهال» لا يمكن السيطرة عليهم فإن الأكيد من غير الممكن قبول تجاوز الإعلام القطري المتمثل في الصحف والفضائيات كونه إعلام رسمي، وغير ممكن قبول تناقضاته، إذ كيف يمكن لإعلام يدعي الرصانة ألا يتردد عن استخدام الكلمات السوقية حتى في عناوينه؟
كإعلاميين، نعرف أحوال وظروف الإعلام القطري جيداً، لذا لا نلوم العاملين فيه، فهم لا يستطيعون الخروج عن الخط المرسوم لهم ولا يملكون غير تنفيذ ما يؤمرون به، وهذا يعني أن المسؤولين في قطر هم الذين يؤمنون بأسلوب السب والشتم ويعتقدون أنه يمكن أن يفيد قطر في هذه المرحلة. من غير الممكن أن يكون رؤساء تحرير الصحف القطرية هم الذين اختاروا هذا الطريق وفرضوه على العاملين في الصحف التي يديرونها. أما المثال الذي يؤكد كل هذا فهو الهامش غير المحدود الذي تم منحه لواحد منهم والذي فتحت له قطر كل فضائياتها ومنها «الجزيرة» ليعبر عن القيادة وآرائها ومواقفها بطريقة تؤكد أنها هي التي أوعزت إلى المعنيين في الإعلام القطري توظيف كل قدراتهم في السب والشتم وإخراج كل ما يحتويه قاموسهم من كلمات لا يليق أن تخرج منهم.
لا أحد يقول بأنه ليس من حق الإعلام القطري أن يدافع عن النظام الحاكم في قطر، فهذا حقه، ومن واجبه أن يقوم بهذه المهمة، لكن الدفاع لا يكون بهذا الأسلوب الذي اعتمدته قطر وصار عنواناً لإعلامها، وليس مقبولاً منها هذا التناقض الذي تعيشه، فأن تقول قطر بأن إعلامها رصين فإن عليها أن تجعله كذلك، فالإعلام الرصين لا يسب ولا يشتم ولا يتناول أعراض الناس. الإعلام القطري لم يترك مسؤولاً في الدول الأربع التي قررت أن تعمل على إعادة قطر إلى رشدها إلا وتناوله بالاسم وأساء إليه بطريقة أو بأخرى، بل عمل بكل قوة على إلصاق بعض الأوصاف السالبة على أسماء بعينها اعتقادا منه بأن هذا يمكن أن يفت من عضد أصحابها ويجعلهم يكفون عن القيام بالمهام المسندة إليهم والتي نتيجتها استعادة قطر لوعيها.
الإعلام الذي يعتبره أهله رصينا لا يسيء إلى الآخرين ولا يتجاوز حدود اللياقة والأدب، لا يمكن للإعلام أن يكون رصينا وهو يفعل كل هذا الذي يفعله، ولو كان كذلك بالفعل لقدرته الدول الأربع ولاعتبرت ذلك خطوة موجبة من قطر ولردت عليها بخطوة موجبة بل بخطوات تعين على الوصول إلى المساحة التي يمكن الانطلاق منها إلى النهاية السعيدة.
{{ article.visit_count }}
هذا التناقض الذي يعيشه الإعلام القطري يؤكد حجم الأزمة التي تعيشها قطر وقيادتها، فهذا الإعلام الذي يدعي بأنه رصين ولا يتجاوز الحدود ويتهم إعلام الدول المقاطعة لقطر باتهامات مختلفة هو الذي يمارس الدونية بكل ألوانها ويتجاوز كل الحدود ويدوس على كل القيم والعادات والتقاليد والأعراف ويبتعد عن الأخلاق.
إذا كان «مبلوعاً» ما تنشره قطر من شتائم وسباب بواسطة «رجالاتها» في وسائل التواصل الاجتماعي والقول بأنهم مجرد «جهال» لا يمكن السيطرة عليهم فإن الأكيد من غير الممكن قبول تجاوز الإعلام القطري المتمثل في الصحف والفضائيات كونه إعلام رسمي، وغير ممكن قبول تناقضاته، إذ كيف يمكن لإعلام يدعي الرصانة ألا يتردد عن استخدام الكلمات السوقية حتى في عناوينه؟
كإعلاميين، نعرف أحوال وظروف الإعلام القطري جيداً، لذا لا نلوم العاملين فيه، فهم لا يستطيعون الخروج عن الخط المرسوم لهم ولا يملكون غير تنفيذ ما يؤمرون به، وهذا يعني أن المسؤولين في قطر هم الذين يؤمنون بأسلوب السب والشتم ويعتقدون أنه يمكن أن يفيد قطر في هذه المرحلة. من غير الممكن أن يكون رؤساء تحرير الصحف القطرية هم الذين اختاروا هذا الطريق وفرضوه على العاملين في الصحف التي يديرونها. أما المثال الذي يؤكد كل هذا فهو الهامش غير المحدود الذي تم منحه لواحد منهم والذي فتحت له قطر كل فضائياتها ومنها «الجزيرة» ليعبر عن القيادة وآرائها ومواقفها بطريقة تؤكد أنها هي التي أوعزت إلى المعنيين في الإعلام القطري توظيف كل قدراتهم في السب والشتم وإخراج كل ما يحتويه قاموسهم من كلمات لا يليق أن تخرج منهم.
لا أحد يقول بأنه ليس من حق الإعلام القطري أن يدافع عن النظام الحاكم في قطر، فهذا حقه، ومن واجبه أن يقوم بهذه المهمة، لكن الدفاع لا يكون بهذا الأسلوب الذي اعتمدته قطر وصار عنواناً لإعلامها، وليس مقبولاً منها هذا التناقض الذي تعيشه، فأن تقول قطر بأن إعلامها رصين فإن عليها أن تجعله كذلك، فالإعلام الرصين لا يسب ولا يشتم ولا يتناول أعراض الناس. الإعلام القطري لم يترك مسؤولاً في الدول الأربع التي قررت أن تعمل على إعادة قطر إلى رشدها إلا وتناوله بالاسم وأساء إليه بطريقة أو بأخرى، بل عمل بكل قوة على إلصاق بعض الأوصاف السالبة على أسماء بعينها اعتقادا منه بأن هذا يمكن أن يفت من عضد أصحابها ويجعلهم يكفون عن القيام بالمهام المسندة إليهم والتي نتيجتها استعادة قطر لوعيها.
الإعلام الذي يعتبره أهله رصينا لا يسيء إلى الآخرين ولا يتجاوز حدود اللياقة والأدب، لا يمكن للإعلام أن يكون رصينا وهو يفعل كل هذا الذي يفعله، ولو كان كذلك بالفعل لقدرته الدول الأربع ولاعتبرت ذلك خطوة موجبة من قطر ولردت عليها بخطوة موجبة بل بخطوات تعين على الوصول إلى المساحة التي يمكن الانطلاق منها إلى النهاية السعيدة.