ثلاثة أحداث مثيرة شهدتها المنطقة السبت الماضي، استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية وإعلان ذلك من الرياض، وإطلاق صاروخ باليستي غادر من اليمن على الرياض، وإيقاف مجموعة كبيرة من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال السعوديين بتهم تتعلق بالفساد وتقديم الرشاوى والاحتيال، ورغم أن القاسم المشترك «الظاهر» بين الأحداث الثلاثة هو السعودية كون الأحداث جميعها حدثت في الرياض إلا أنه يمكن اعتبار إيران قاسمها المشترك في اثنين منها، وهما، علاقتها باستقالة الحريري وإطلاق الصاروخ على الرياض، وهذا أمر لا يمكن الاختلاف عليه.
في خطاب الاستقالة ذكر الحريري إيران بوضوح واتهمها بشكل مباشر وقرر أنها «ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب» وأنها «زرعت بين أبناء الوطن الواحد الفتن وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة وانتهى بها الأمر إلى أن سيطرت على مفاصلها وأصبح لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين»، وزيادة في الإيضاح وصف «حزب الله» المشارك في الحكومة بـ «الذراع الإيراني.. ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية» وقال إنه «استطاع خلال العقود الماضية فرض أمر واقع في لبنان بقوة السلاح».
أما فيما يخص إطلاق الصاروخ الباليستي على الرياض وعلاقة إيران به فالدليل عليه وفره عبد الحميد دشتي من خلال عشرات التغريدات الراقصة التي نشرها عبر حسابه في «تويتر» وأثنى بها على ذلك الفعل الإجرامي الذي يعرف جيداً أن إيران هي التي تقف وراءه وأنها هي التي توفر تلك الصواريخ للحوثيين وتدربهم على تصنيعها وإطلاقها، بينما أكدت إيران المعلومة نفسها من خلال التعبير عن فرحتها بوصول بقايا ذلك الصاروخ إلى مطار الملك خالد، وتكرار بث ونشر هذا الخبر.
أما علاقة إيران بـ «ليلة القبض على الفساد» فتتمثل في التشكيك في الغاية منها ونشرها أخبارا تسيء إلى متخذي القرار بدل الثناء على هذا التوجه، فإيران لا يسرها مثل هذا الخبر، ما يسرها هو استمرار الفساد الذي يوفر لها أبواباً تحتاجها للتغلغل في المجتمع السعودي والخليجي.
إيران هي أس الفساد وجذره، وهي أس وجذر كل سوء وكل فعل قبيح مؤذ وكل سلوك خاطئ، ولولا أنها كذلك لما تناولها الحريري بالاسم في خطاب استقالته، فما رآه من إيران في بلاده أمر يصعب تحمله، والأكيد أنه يوافقه على قراره كل عاقل وكل عارف بالعقلية الفارسية التي لا يهمها ما يجري على الآخرين طالما أن إيران، أو بالأحرى السلطة الحالية في إيران، تكسب منه.
هناك كلام قاله نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي يوم السبت أيضاً من شأنه أن يؤكد كل ما تم ذكره هنا عن إيران، حيث قال في كلمة له بمناسبة ما أطلقت عليه إيران اسم «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» إن «قدرة أمريكا اليوم آخذة في الزوال، وإن تصور الأمريكان أن إيران ستتخلى عن قوتها العسكرية، هو حلم طفولي.. ويجب أن يقبل العالم أن تلك القدرة التي تلعب دوراً مهماً في المنطقة هي إيران، من شمال البحر الأحمر حتى الشرق الأوسط، ودورها واضح ولا يمكن إنكاره.. في سوريا والعراق ولبنان». قال ذلك من دون أن يدرك بأنه إنما يوفر الدليل على تورط إيران في كل هذه البلدان وعلى أنها وراء كل الأذى الذي تشهده المنطقة، ووراء تقديم الحريري استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، ووراء إطلاق اليمن الصواريخ الباليستية على الرياض.
أينما تجد السوء والفتنة والخراب فتش عن إيران.
{{ article.visit_count }}
في خطاب الاستقالة ذكر الحريري إيران بوضوح واتهمها بشكل مباشر وقرر أنها «ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب» وأنها «زرعت بين أبناء الوطن الواحد الفتن وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة وانتهى بها الأمر إلى أن سيطرت على مفاصلها وأصبح لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين»، وزيادة في الإيضاح وصف «حزب الله» المشارك في الحكومة بـ «الذراع الإيراني.. ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية» وقال إنه «استطاع خلال العقود الماضية فرض أمر واقع في لبنان بقوة السلاح».
أما فيما يخص إطلاق الصاروخ الباليستي على الرياض وعلاقة إيران به فالدليل عليه وفره عبد الحميد دشتي من خلال عشرات التغريدات الراقصة التي نشرها عبر حسابه في «تويتر» وأثنى بها على ذلك الفعل الإجرامي الذي يعرف جيداً أن إيران هي التي تقف وراءه وأنها هي التي توفر تلك الصواريخ للحوثيين وتدربهم على تصنيعها وإطلاقها، بينما أكدت إيران المعلومة نفسها من خلال التعبير عن فرحتها بوصول بقايا ذلك الصاروخ إلى مطار الملك خالد، وتكرار بث ونشر هذا الخبر.
أما علاقة إيران بـ «ليلة القبض على الفساد» فتتمثل في التشكيك في الغاية منها ونشرها أخبارا تسيء إلى متخذي القرار بدل الثناء على هذا التوجه، فإيران لا يسرها مثل هذا الخبر، ما يسرها هو استمرار الفساد الذي يوفر لها أبواباً تحتاجها للتغلغل في المجتمع السعودي والخليجي.
إيران هي أس الفساد وجذره، وهي أس وجذر كل سوء وكل فعل قبيح مؤذ وكل سلوك خاطئ، ولولا أنها كذلك لما تناولها الحريري بالاسم في خطاب استقالته، فما رآه من إيران في بلاده أمر يصعب تحمله، والأكيد أنه يوافقه على قراره كل عاقل وكل عارف بالعقلية الفارسية التي لا يهمها ما يجري على الآخرين طالما أن إيران، أو بالأحرى السلطة الحالية في إيران، تكسب منه.
هناك كلام قاله نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي يوم السبت أيضاً من شأنه أن يؤكد كل ما تم ذكره هنا عن إيران، حيث قال في كلمة له بمناسبة ما أطلقت عليه إيران اسم «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» إن «قدرة أمريكا اليوم آخذة في الزوال، وإن تصور الأمريكان أن إيران ستتخلى عن قوتها العسكرية، هو حلم طفولي.. ويجب أن يقبل العالم أن تلك القدرة التي تلعب دوراً مهماً في المنطقة هي إيران، من شمال البحر الأحمر حتى الشرق الأوسط، ودورها واضح ولا يمكن إنكاره.. في سوريا والعراق ولبنان». قال ذلك من دون أن يدرك بأنه إنما يوفر الدليل على تورط إيران في كل هذه البلدان وعلى أنها وراء كل الأذى الذي تشهده المنطقة، ووراء تقديم الحريري استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية، ووراء إطلاق اليمن الصواريخ الباليستية على الرياض.
أينما تجد السوء والفتنة والخراب فتش عن إيران.