من الطبيعي أن ترفض طهران بيان التحالف العربي وتصف اتهامات السعودية لها بـ (.....)، إذ من غير المعقول أن ترحب بهكذا بيان وهكذا اتهام، ومن الطبيعي أيضاً أن تنكر علاقتها بالحوثيين وبكل ما يمت للميليشيات اليمنية بصلة وتنكر أنها تقف وراء إطلاق الصاروخ الباليستي على الرياض، ومن الطبيعي كذلك أن تقول أي كلام عن السعودية. أيضاً من الطبيعي أن تقول إن الصاروخ الذي أطلق على الرياض من اليمن هو رد فعل يمني وبقرار يمني وليس تحريضاً من أي دولة.

الحقيقة التي تحاول إيران تغطيتها والتهرب منها هي أنها تقف وراء استهداف السعودية بالصواريخ الباليستية والتي اعتبرها التحالف العربي «عدواناً عسكرياً مباشراً»، لكنها لن تتمكن لسبب بسيط هو أنه يتوفر على تورط إيران الكثير من الأدلة، فالصاروخ إيراني الصنع، ويظل إيرانياً حتى لو كتب عليه «صنع في اليمن» أو في أي مكان آخر. إيران تصنع الصواريخ وتعمل على تطويرها وتعلن عن ذلك يومياً وتقوم بتهريبها إلى اليمن، وخبراؤها يدربون اليمنيين على كيفية تصنيع الصواريخ محلياً كي لا تتعطل الخطط المشتركة، أما اليمنيون التابعون لإيران فيعلنون بين الحين والحين عن تمكنهم من إنتاج نوع جديد من الصواريخ التي يمكن أن تطال المدن السعودية، كي يبعدوا الشبهة عن إيران التي توفر لهم كل ما يحتاجونه في «حربها» ضد السعودية؟

السعودية ودول التحالف العربي لا تشك في علاقة إيران بالحوثيين ولا بتورطها في إطلاق الصواريخ على الرياض لأنها متأكدة من ذلك، فمرحلة الشك انتهت ووصل الجميع إلى مرحلة اليقين. لو أن السعودية تشك في الأمر لما أقدمت على توجيه اتهام واضح وصريح لإيران، وهذا يعني أنها متأكدة وتمتلك ما يكفي من أدلة على تورط إيران.

ما ينبغي من إيران أن تعلمه جيداً هو أن السعودية وكل دول مجلس التعاون لن تقبل أن تكون تحت خطر برامجها الصاروخية ولهذا فإنها لن تتأخر عن الرد على أي حماقة ترتكبها إيران، سواء بأيد يمنية أو إيرانية، والأكيد هو أن السعودية تحتفظ بحق الرد الذي سيتم في الوقت والمكان المناسبين.

وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة شرح بتغريدات في حسابه على «تويتر» الدور الإيراني ومقاصد إيران وقال إن «البحرين تعي جيداً الدور السلبي لإيران، فإيران هي الخطر الحقيقي في المنطقة بكاملها»، وطالب بردعها عما تسعى إليه وكبح أفعالها الشريرة وصد خططها التخريبية لإبعاد خطرها، وهو ما يقوله المسؤولون في السعودية والإمارات أيضاً، فهذه الدول هي الأكثر تضرراً من السلوك الإيراني ومن تخبط المسؤولين الإيرانيين وتوريط بلادهم في قضايا لا يأتي منها غير الأذى.

الحقيقة التي يدركها العالم اليوم وتأكدت منها دول مجلس التعاون هي أن إيران تعمل على زعزعة أمن واستقرار كل دول المنطقة لأنها لا تستطيع أن تعيش إلا في هذه الأجواء، فهي الضامن للسلطة في إيران على الاستمرار لفترة زمنية أخرى. استقرار المنطقة وتمتعها بالأمن يعني نهاية حكم الملالي، فالمسؤولون الإيرانيون يعتقدون أن انشغال دول المنطقة بملف الأمن والاستقرار سيبعدها كلها عن التفكير في دعم المعارضة الإيرانية التي قطعت شوطاً كبيراً في تعبئة الداخل، دون أن يعني هذا أن هذه المعارضة تعتمد على دعم الخارج أو تنتظره لتقوم بالثورة على من اختطف الثورة قبل أربعة عقود، فما لا تعرفه السلطة في إيران ولا يعرفه الكثيرون هو أن المعارضة الإيرانية قد تعلن الثورة في أية لحظة وأنها ستنتصر.