بصراحة لا ندري في ليلة الأحد من الأسبوع الماضي ذاك أي صاروخ ألقي على السعودية فهز شيئاً من أوضاعها الداخلية وأوجد نوعاً من التفاعل؟ هل صاروخ الحوثيين الإرهابيين الإيراني بالوكالة على العاصمة السعودية الرياض والذي جاء بعد إعلان رئيس وزراء لبنان سعد الحريري استقالته من الرياض نفسها أو صاروخ سلمان الحزم ومحمد العزم على أبراج الفساد وجبال المفسدين في الليلة ذاتها؟
أيهما في تلك الليلة الصاروخية كان أكثر تأثيراً وأقوى وقعاً على الشارع العربي المحب للسعودية وقيادتها وشعبها؟ أيهما أوجد نوعاً من مشاعر الدهشة الممزوجة بالاستغراب من جرأة ما تم ووقع؟! كان واضحاً أن الصاروخ السلماني على جبال الفساد قد سحب البساط والأضواء من واقعة صاروخ الحوثيين الإرهابي الفاشل والذي تصدت له القوات السعودية مشكورة والحمدلله لم يسفر عن إصابات وخسائر.
وبصراحة أشد ونحن نتابع في تلك الليلة عناوين الأخبار ما بين صدور أمر ملكي بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود وما سبقتها من أوامر ملكية تنوعت ما بين إعفاء وما بين استبدال الإعفاء بالتعيين كان يستحضر بالذاكرة عنوان الرواية والفيلم السينمائي والمقطوعة الموسيقية المشهورة والمعنونة بــ «ليلة القبض على فاطمة».
وبالمناسبة الفيلم السينمائي المصري الشهير الذي جاء ببطولة الفنانة الجميلة والكبيرة فاتن حمامة رحمها الله حسب معلوماته الواردة عنه كان آخر فيلم يجمع بين الفنانة فاتن حمامة والمخرج هنري بركات ونتمنى كذلك أن يكون الحدث الأخير آخر ما يجمع بين «الضمائر الفاسدة» التي اتفقت على نهب ثروات السعودية وأن تكون نهايته كمثل نهاية الفيلم، حيث ينتصر فيها الخير على الشر ويعود الحق لأصحابه.. فاطمة التي النفوذ السياسي لشقيقها آذاها و»بهدل حياتها» كما فعلت «الشلة» الفاسدة التي استغلت نفوذها السياسي والقيادي لبهدلة الوطن تنموياً ومهنياً واقتصادياً وسرقة أموال الشعب.
كنا ونحن نضع الفكرة الأولى للمقال نبحث عن عنوان يوازن قافية «ليلة القبض على فاطمة!» فما وجدنا كلمة مناسبة بمثل «فاسدة» وعندما عرجنا على القاموس لاستيضاح معناها ومن ثم استعراضه للقارئ وجدنا أن فاسدة تأتي من «مفاسدة» أي أساء إليه ففسد عليه وهو معنى ينطبق تماماً على الضمائر الفاسدة التي أساءت للوطن ففسدت إليه وعليه! لمن «استفسدوا» السعودية واستفسد تعني عمل على أن يكون فاسداً والضمائر الفاسدة عملت على تحويل دفة القيادة في المواقع التي تبوأتها على أن يكون موقعاً فاسداً تماماً!
وحده الفساد هو من يهز وطنية الشعوب ويهز صورة ولائهم أمام بطش المفسدين وتنفذهم ويشوه المنجزات ويعيث في أرجاء الوطن خراباً ودماراً.. الفساد هو الوجه الآخر لموت الوطن البطيء.. الفساد هو القنبلة التي تخلف وراءها دماراً شاملاً يحتاج إلى سنوات من الترميم لما تشوهه وتهدمه جراء جرائم المفسدين في الأموال وفي شرائح الشعب الذين يطولهم فسادهم.. دائماً المكان الذي يحل عليه الفساد لفترة طويلة يحتاج إلى إنعاش فوري بعد أن تعطل دماغياً وانقطعت صلته بالمجتمع ونماء الوطن «كما يحتاج إلى إعادة النبض فيه لحياة التنمية والتقدم والتطور التي توقفت جراء تفرعنهم «فسادياً».
ناطحات الفساد كان لابد من هدمها وإن استلزم هدمها دوياً قوياً يسمعه البعيد قبل القريب.. كرة الفساد التي تضخمت نتيجة مسلسل طويل من الحلم والصبر والصمت كان لابد من إيقافها أو قصفها لتتفجر وتتحول إلى أشلاء غير قابلة للتجميع وإعادة التشكيل! بعد تلك الليلة السعودية الطويلة التي على ما يبدو لم ينام فيها أحد خاصة «من على رأسه بطحه الفساد» أدركنا أن السعودية نجحت في جعل منهجية الشفافية والمكاشفة العلنية البالغة الجرأة تتصدر المشهد السعودي حتى وإن حاول البعض التشكيك في الأوامر الملكية بادعاءات لا صحة لها وحتى إن أخذ إعلام تنظيم الحمدين والإعلام المعادي للسعودية يكثف من التقارير الإخبارية المضللة والمعادية للقرارات لتضليل الرأي العام العربي عن حقيقة ما تم.
تلك سابقة للسعودية تحتسب على المستوى العربي أن يطول مقص الإصلاح الجذور قبل الأفرع والغصون.. أن يأتي الإصلاح على شاكلة الهرم المقلوب في الإعلام والصحافة فيبدأ من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية! من مقدمة الهرم من حيث الأعلى نفوذاً والأكبر منصباً ومكانة مجتمعية وقيادية إلى الأقل نفوذاً ومكانة! أن تضم دائرة الإصلاح أمراء ووزراء وكبار المسؤولين – إن ثبتت الحجج عليهم – قبل أن تبدأ بصغار المسؤولين كتنبيه وخطوة أولى وهو سيناريو عمدت السعودية إلى تقبيره وهي تشرع في منهجية الحزم فالسيناريو العربي المعتاد على الجمهور العربي أن تطال عصا الإصلاح صغار المسؤولين لتحويلهم قضائياً ومن ثم تتخلى «الرؤوس الكبيرة الداعمة لهم بالخفاء وتختفي « ليأكلونها لوحدهم «وتطيح على روسهم بروحهم»!
لذا تصدرت الأوامر الملكية السعودية المشهد العربي واحتفى وتفاءل بها الجميع وسعدوا وتمنوا أن تقتبس في أوطانهم وبداخلهم إيمان عميق مفاده «بعد انتهاء ليلة القبض على الضمائر الفاسدة وعاصفة القضاء على الفساد.. ستعود السعودية أجمل مما كانت وأعظم مما توقعنا وفهمنا!».
{{ article.visit_count }}
أيهما في تلك الليلة الصاروخية كان أكثر تأثيراً وأقوى وقعاً على الشارع العربي المحب للسعودية وقيادتها وشعبها؟ أيهما أوجد نوعاً من مشاعر الدهشة الممزوجة بالاستغراب من جرأة ما تم ووقع؟! كان واضحاً أن الصاروخ السلماني على جبال الفساد قد سحب البساط والأضواء من واقعة صاروخ الحوثيين الإرهابي الفاشل والذي تصدت له القوات السعودية مشكورة والحمدلله لم يسفر عن إصابات وخسائر.
وبصراحة أشد ونحن نتابع في تلك الليلة عناوين الأخبار ما بين صدور أمر ملكي بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود وما سبقتها من أوامر ملكية تنوعت ما بين إعفاء وما بين استبدال الإعفاء بالتعيين كان يستحضر بالذاكرة عنوان الرواية والفيلم السينمائي والمقطوعة الموسيقية المشهورة والمعنونة بــ «ليلة القبض على فاطمة».
وبالمناسبة الفيلم السينمائي المصري الشهير الذي جاء ببطولة الفنانة الجميلة والكبيرة فاتن حمامة رحمها الله حسب معلوماته الواردة عنه كان آخر فيلم يجمع بين الفنانة فاتن حمامة والمخرج هنري بركات ونتمنى كذلك أن يكون الحدث الأخير آخر ما يجمع بين «الضمائر الفاسدة» التي اتفقت على نهب ثروات السعودية وأن تكون نهايته كمثل نهاية الفيلم، حيث ينتصر فيها الخير على الشر ويعود الحق لأصحابه.. فاطمة التي النفوذ السياسي لشقيقها آذاها و»بهدل حياتها» كما فعلت «الشلة» الفاسدة التي استغلت نفوذها السياسي والقيادي لبهدلة الوطن تنموياً ومهنياً واقتصادياً وسرقة أموال الشعب.
كنا ونحن نضع الفكرة الأولى للمقال نبحث عن عنوان يوازن قافية «ليلة القبض على فاطمة!» فما وجدنا كلمة مناسبة بمثل «فاسدة» وعندما عرجنا على القاموس لاستيضاح معناها ومن ثم استعراضه للقارئ وجدنا أن فاسدة تأتي من «مفاسدة» أي أساء إليه ففسد عليه وهو معنى ينطبق تماماً على الضمائر الفاسدة التي أساءت للوطن ففسدت إليه وعليه! لمن «استفسدوا» السعودية واستفسد تعني عمل على أن يكون فاسداً والضمائر الفاسدة عملت على تحويل دفة القيادة في المواقع التي تبوأتها على أن يكون موقعاً فاسداً تماماً!
وحده الفساد هو من يهز وطنية الشعوب ويهز صورة ولائهم أمام بطش المفسدين وتنفذهم ويشوه المنجزات ويعيث في أرجاء الوطن خراباً ودماراً.. الفساد هو الوجه الآخر لموت الوطن البطيء.. الفساد هو القنبلة التي تخلف وراءها دماراً شاملاً يحتاج إلى سنوات من الترميم لما تشوهه وتهدمه جراء جرائم المفسدين في الأموال وفي شرائح الشعب الذين يطولهم فسادهم.. دائماً المكان الذي يحل عليه الفساد لفترة طويلة يحتاج إلى إنعاش فوري بعد أن تعطل دماغياً وانقطعت صلته بالمجتمع ونماء الوطن «كما يحتاج إلى إعادة النبض فيه لحياة التنمية والتقدم والتطور التي توقفت جراء تفرعنهم «فسادياً».
ناطحات الفساد كان لابد من هدمها وإن استلزم هدمها دوياً قوياً يسمعه البعيد قبل القريب.. كرة الفساد التي تضخمت نتيجة مسلسل طويل من الحلم والصبر والصمت كان لابد من إيقافها أو قصفها لتتفجر وتتحول إلى أشلاء غير قابلة للتجميع وإعادة التشكيل! بعد تلك الليلة السعودية الطويلة التي على ما يبدو لم ينام فيها أحد خاصة «من على رأسه بطحه الفساد» أدركنا أن السعودية نجحت في جعل منهجية الشفافية والمكاشفة العلنية البالغة الجرأة تتصدر المشهد السعودي حتى وإن حاول البعض التشكيك في الأوامر الملكية بادعاءات لا صحة لها وحتى إن أخذ إعلام تنظيم الحمدين والإعلام المعادي للسعودية يكثف من التقارير الإخبارية المضللة والمعادية للقرارات لتضليل الرأي العام العربي عن حقيقة ما تم.
تلك سابقة للسعودية تحتسب على المستوى العربي أن يطول مقص الإصلاح الجذور قبل الأفرع والغصون.. أن يأتي الإصلاح على شاكلة الهرم المقلوب في الإعلام والصحافة فيبدأ من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية! من مقدمة الهرم من حيث الأعلى نفوذاً والأكبر منصباً ومكانة مجتمعية وقيادية إلى الأقل نفوذاً ومكانة! أن تضم دائرة الإصلاح أمراء ووزراء وكبار المسؤولين – إن ثبتت الحجج عليهم – قبل أن تبدأ بصغار المسؤولين كتنبيه وخطوة أولى وهو سيناريو عمدت السعودية إلى تقبيره وهي تشرع في منهجية الحزم فالسيناريو العربي المعتاد على الجمهور العربي أن تطال عصا الإصلاح صغار المسؤولين لتحويلهم قضائياً ومن ثم تتخلى «الرؤوس الكبيرة الداعمة لهم بالخفاء وتختفي « ليأكلونها لوحدهم «وتطيح على روسهم بروحهم»!
لذا تصدرت الأوامر الملكية السعودية المشهد العربي واحتفى وتفاءل بها الجميع وسعدوا وتمنوا أن تقتبس في أوطانهم وبداخلهم إيمان عميق مفاده «بعد انتهاء ليلة القبض على الضمائر الفاسدة وعاصفة القضاء على الفساد.. ستعود السعودية أجمل مما كانت وأعظم مما توقعنا وفهمنا!».