للعاملين في الحقل الدبلوماسي قاموس خاص بهم، يفهمون دون غيرهم معنى كل مصطلح وكل عبارة ولفظ فيه، لهذا لا يلجأ الدبلوماسي إلى استخدام العبارات الجارحة أياً كانت الظروف ومهما كانت الأسباب. لغة الدبلوماسي بعيدة دائماً عن الإساءة والبذاءة، ولا يمكن للدبلوماسي أن يكون متهوراً فهو محاسب على كل كلمة بل كل حركة، وهو يعرف أنه بخروجه عن القواعد يمكن أن يسيء إلى دولته. هذا يعني أن للدبلوماسيين لغة خاصة قوامها فن الخطابة ولباقة الحديث، فالمهم عند الدبلوماسي هو إيصال الرسالة المطلوب منه إيصالها إلى الآخر ولكن بذوق وأدب ومن دون تجريح.
الحكمة المنسوبة إلى الإنجليز في هذا الخصوص ملخصها أنك إذا طلبت شيئاً من دبلوماسي وقال لك «نعم» فاعلم أنه يقصد «ربما»، وإذا قال لك «ربما» فاعلم أنه يقصد «لا»، أما إذا قال «لا» فاعلم أنه ليس دبلوماسياً. والأكيد أنه لا يمكن اعتبار العامل في الحقل الدبلوماسي دبلوماسياً، مهما كان المنصب الذي يشغله، لو ابتعد عن اللغة الدبلوماسية وتطاول على من لا يجوز التطاول عليهم وتناولهم بسوء.
العاملون في الحقل الدبلوماسي يعرفون أن الدبلوماسية علم وفن، ولهذا فإن الدول – عادة – لا تسند منصب وزير الخارجية مثلا لمن لا يمتلك الخبرة وينقصه العلم ولا يعرف فنون الحديث ولا يعرف كيف يتصرف في المواقف الصعبة والمحرجة ويرد على أسئلة الصحفيين المفاجئة له ردوداً بعيدة عن الدبلوماسية وعن الأدب اعتقاداً منه أنه بذلك يسجل موقفاً أو يعبر عن رأي الدولة التي يمثلها ويوصل رسالتها بقوة.
الدول التي تفهم وتعرف أهمية الدبلوماسية لا تختار ناقص العلم والثقافة وناقص إمكانيات فن الحديث ليمثلها ويعبر عنها لأنه ببساطة يمكن أن يخذلها وينفر الآخرين منها وقد يتسبب في أذاها وهدم ما بنته في سنوات. منصب وزير الخارجية مثلاً منصب حساس جداً، لهذا لا يمكن أن يشغله إلا من تتوفر فيه صفات معينة ويمتلك قدرات غير عادية ويتقن قواعد وأصول الدبلوماسية، فأخطاؤه لا تنعكس على شخصه وإنما على دولته التي يمثلها ويتحدث باسمها، لهذا لا تختار الدول – عادة – إلا من هي واثقة تماماً من أنه يمكن أن يكون ناجحاً في هذه المهمة، ولا تختاره لمجرد أنه ينتمي إلى العائلة أو القبيلة أو من المقربين.
التزاماً بالسلوك الدبلوماسي – وإن كنت لا أعمل في هذا الحقل – لن أقارن بين وزير الخارجية معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وشاغلي هذا المنصب في دول أخرى، لذا أكتفي بالقول بأن الجميع يعرف أن «الكتاب ما يطيح من يد معاليه» وأنه يمتلك القدرة على الحديث في كل الموضوعات، ويتمتع بخبرة طويلة تمنعه من الوقوع في أخطاء كالتي وقع فيها مثلاً ذاك الوزير الذي شارك وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري المؤتمر الصحفي الذي عقده في الدوحة قبل أيام، حيث كشفت تلك الأخطاء الأسباب والظروف التي اضطرت القيادة في قطر إلى تعيينه في هذا المنصب الذي يتطلب مؤهلات كثيرة وصفات لا يمكن أن يمتلكها بقرار.
الذين درسوا العلوم السياسية يعرفون جيداً أن لغة الدبلوماسي تختلف عن لغة الرجل العادي، وأن من أبرز صفات الدبلوماسي - وخصوصاً شاغل منصب وزير الخارجية - الأدب والكياسة والقدرة على انتقاء الألفاظ ليتمكن من أداء مهمته التي هي في جزء كبير منها العمل على تقوية الجسور مع الآخر وليس هدمها.
ما قد لا يعرفه ذلك الوزير هو أن مملكة البحرين مستقلة وأن قرارها بيدها ويصدر عنها، وأن وقوفها مع الحق ليس انصياعاً للآخر الذي يمثل الحق ويعبر عنه.
الحكمة المنسوبة إلى الإنجليز في هذا الخصوص ملخصها أنك إذا طلبت شيئاً من دبلوماسي وقال لك «نعم» فاعلم أنه يقصد «ربما»، وإذا قال لك «ربما» فاعلم أنه يقصد «لا»، أما إذا قال «لا» فاعلم أنه ليس دبلوماسياً. والأكيد أنه لا يمكن اعتبار العامل في الحقل الدبلوماسي دبلوماسياً، مهما كان المنصب الذي يشغله، لو ابتعد عن اللغة الدبلوماسية وتطاول على من لا يجوز التطاول عليهم وتناولهم بسوء.
العاملون في الحقل الدبلوماسي يعرفون أن الدبلوماسية علم وفن، ولهذا فإن الدول – عادة – لا تسند منصب وزير الخارجية مثلا لمن لا يمتلك الخبرة وينقصه العلم ولا يعرف فنون الحديث ولا يعرف كيف يتصرف في المواقف الصعبة والمحرجة ويرد على أسئلة الصحفيين المفاجئة له ردوداً بعيدة عن الدبلوماسية وعن الأدب اعتقاداً منه أنه بذلك يسجل موقفاً أو يعبر عن رأي الدولة التي يمثلها ويوصل رسالتها بقوة.
الدول التي تفهم وتعرف أهمية الدبلوماسية لا تختار ناقص العلم والثقافة وناقص إمكانيات فن الحديث ليمثلها ويعبر عنها لأنه ببساطة يمكن أن يخذلها وينفر الآخرين منها وقد يتسبب في أذاها وهدم ما بنته في سنوات. منصب وزير الخارجية مثلاً منصب حساس جداً، لهذا لا يمكن أن يشغله إلا من تتوفر فيه صفات معينة ويمتلك قدرات غير عادية ويتقن قواعد وأصول الدبلوماسية، فأخطاؤه لا تنعكس على شخصه وإنما على دولته التي يمثلها ويتحدث باسمها، لهذا لا تختار الدول – عادة – إلا من هي واثقة تماماً من أنه يمكن أن يكون ناجحاً في هذه المهمة، ولا تختاره لمجرد أنه ينتمي إلى العائلة أو القبيلة أو من المقربين.
التزاماً بالسلوك الدبلوماسي – وإن كنت لا أعمل في هذا الحقل – لن أقارن بين وزير الخارجية معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وشاغلي هذا المنصب في دول أخرى، لذا أكتفي بالقول بأن الجميع يعرف أن «الكتاب ما يطيح من يد معاليه» وأنه يمتلك القدرة على الحديث في كل الموضوعات، ويتمتع بخبرة طويلة تمنعه من الوقوع في أخطاء كالتي وقع فيها مثلاً ذاك الوزير الذي شارك وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري المؤتمر الصحفي الذي عقده في الدوحة قبل أيام، حيث كشفت تلك الأخطاء الأسباب والظروف التي اضطرت القيادة في قطر إلى تعيينه في هذا المنصب الذي يتطلب مؤهلات كثيرة وصفات لا يمكن أن يمتلكها بقرار.
الذين درسوا العلوم السياسية يعرفون جيداً أن لغة الدبلوماسي تختلف عن لغة الرجل العادي، وأن من أبرز صفات الدبلوماسي - وخصوصاً شاغل منصب وزير الخارجية - الأدب والكياسة والقدرة على انتقاء الألفاظ ليتمكن من أداء مهمته التي هي في جزء كبير منها العمل على تقوية الجسور مع الآخر وليس هدمها.
ما قد لا يعرفه ذلك الوزير هو أن مملكة البحرين مستقلة وأن قرارها بيدها ويصدر عنها، وأن وقوفها مع الحق ليس انصياعاً للآخر الذي يمثل الحق ويعبر عنه.