أن تتوافق نظرة بعض الدول العربية مع نظرة إسرائيل في بعض الأمور مثل النظر إلى التهديد الإيراني فإن هذا لا يعني أن علاقة صارت تربط بينها وبين الكيان الصهيوني وأنه صار التطبيع بينها وبينه، ذلك أن ما بين الدول العربية كلها وبين هذا الكيان لا ينصلح إلا في حالة واحدة يؤكد عليها قادة الدول العربية دائماً ويدركها قادة إسرائيل جيداً، فالعرب لا يقبلون بضياع الحق الفلسطيني والحق العربي والحق الإسلامي.
قبل قليل انتشرت تصريحات لبعض المسؤولين الإسرائيليين ملخصها أن بعض الدول العربية «تنظر إلى التهديد الإيراني كما ننظر إليه»، فاعتبر البعض هذا الأمر تأكيداً لعلاقة صارت تربط هذه الدول مع إسرائيل وأنها تتطور خصوصاً وأن إسرائيل تدعو بقوة إلى «العمل سوياً لمواجهة خطر التهديد الإيراني الذي يسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية». أما الرد على هذا فهو بالتأكيد على أن توافق بعض أو كل الدول العربية مع إسرائيل في هذا الأمر لا يعني الاعتراف بإسرائيل ولا يؤدي إلى هذا ولا إلى التعاون معها إلا إن كان المنطق يقبل القول إن عمل «ريتويت» لتغريدة ينشرها إسرائيلي تعني الاعتراف بإسرائيل!
فيما يخص إيران فإن المؤسف هو أن النظام المسيطر على السلطة فيها هو الذي يدفع في اتجاه التوافق مع إسرائيل. هذا النظام ينادي بالموت لإسرائيل، وينادي في الوقت نفسه بالأمر نفسه للدول العربية وخصوصاً جيرانه ولكن بعبارات خالية من كلمة الموت، غير أن النتيجة واحدة، فإيران لا تريد أن تزول إسرائيل فقط ولكن كل جيرانها وكل من لا يتوافق معها.
هذه حقيقة مؤلمة لكنها واقعية. إيران بسلوكها الناشز تدفع في اتجاه التوافق مع إسرائيل لأنها ببساطة تعتبر كل الدول التي لا تتوافق معها واقفة إلى جانب إسرائيل، ومن الطبيعي في حال كهذه أن تعتبر إسرائيل كل من يختلف مع إيران ويتخذ منها موقفاً متوافقاً بالضروة مع إسرائيل ومتضامناً معها.
لو تم تخيير أي دولة عربية بين إيران وإسرائيل فالطبيعي هو أنها تختار إيران كونها جارة ومسلمة، لكن لأن إيران صار لا يأتي منها غير الأذى، ولأنها هي الأذى بعينه، فالأكيد أن تردداً سيحدث في هذا الاختيار لأنه من غير المعقول أن تختار إسرائيل التي اغتصبت فلسطين وشردت الشعب الفلسطيني. لكن هذا بالطبع لا يمنع التوافق مع إسرائيل أو غير إسرائيل في النظرة إلى إيران وسلوكها ومشاريعها الغامضة.
أن تشترك بعض الدول العربية مع إسرائيل في هاجس التخوف من إيران فإن اللوم يقع على إيران التي لم تعرف بعد كيف تكسب جيرانها أو على الأقل كيف تعمل على عدم تنفيرهم منها، فالتوافق في هذا الأمر سببه إيران، ومن غير المعقول أن تغير الدول العربية نظرتها إلى إيران التي تمارس كل سالب من الأمور فقط كي لا يقال إنها تتوافق مع إسرائيل في نظرتها إلى إيران وسلوك إيران.
أمر كهذا لم تعد تحكمه العواطف ولا يجب أن تؤثر فيه ويجب أن يشمل ذلك الشعوب أيضاً والتي عليها أن تدرك أن إيران لا تسعى إلا إلى مصلحتها وأن مصلحتها تختلف عن مصلحة الدول الأخرى، فهي تسعى إلى إحياء الإمبراطورية الفارسية، وهي تعتقد أنها وحدها التي يحق لها أن تعيش وتسيطر على المنطقة وتقود العالم.
القضية التي بيننا وبين إسرائيل واضحة وربما قابلة للحل، والمشكلة التي بيننا وبين إيران تزداد غموضاً وتعقيداً كلما زاد اعتقاد إيران بأنها الأقوى وكلما استمر المسؤولون الإيرانيون في تصريحاتهم الاستفزازية.
مؤلم التوافق مع إسرائيل فيما يخص إيران، ومؤلم القول بأن إيران صارت هي الأخطر علينا.
{{ article.visit_count }}
قبل قليل انتشرت تصريحات لبعض المسؤولين الإسرائيليين ملخصها أن بعض الدول العربية «تنظر إلى التهديد الإيراني كما ننظر إليه»، فاعتبر البعض هذا الأمر تأكيداً لعلاقة صارت تربط هذه الدول مع إسرائيل وأنها تتطور خصوصاً وأن إسرائيل تدعو بقوة إلى «العمل سوياً لمواجهة خطر التهديد الإيراني الذي يسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية». أما الرد على هذا فهو بالتأكيد على أن توافق بعض أو كل الدول العربية مع إسرائيل في هذا الأمر لا يعني الاعتراف بإسرائيل ولا يؤدي إلى هذا ولا إلى التعاون معها إلا إن كان المنطق يقبل القول إن عمل «ريتويت» لتغريدة ينشرها إسرائيلي تعني الاعتراف بإسرائيل!
فيما يخص إيران فإن المؤسف هو أن النظام المسيطر على السلطة فيها هو الذي يدفع في اتجاه التوافق مع إسرائيل. هذا النظام ينادي بالموت لإسرائيل، وينادي في الوقت نفسه بالأمر نفسه للدول العربية وخصوصاً جيرانه ولكن بعبارات خالية من كلمة الموت، غير أن النتيجة واحدة، فإيران لا تريد أن تزول إسرائيل فقط ولكن كل جيرانها وكل من لا يتوافق معها.
هذه حقيقة مؤلمة لكنها واقعية. إيران بسلوكها الناشز تدفع في اتجاه التوافق مع إسرائيل لأنها ببساطة تعتبر كل الدول التي لا تتوافق معها واقفة إلى جانب إسرائيل، ومن الطبيعي في حال كهذه أن تعتبر إسرائيل كل من يختلف مع إيران ويتخذ منها موقفاً متوافقاً بالضروة مع إسرائيل ومتضامناً معها.
لو تم تخيير أي دولة عربية بين إيران وإسرائيل فالطبيعي هو أنها تختار إيران كونها جارة ومسلمة، لكن لأن إيران صار لا يأتي منها غير الأذى، ولأنها هي الأذى بعينه، فالأكيد أن تردداً سيحدث في هذا الاختيار لأنه من غير المعقول أن تختار إسرائيل التي اغتصبت فلسطين وشردت الشعب الفلسطيني. لكن هذا بالطبع لا يمنع التوافق مع إسرائيل أو غير إسرائيل في النظرة إلى إيران وسلوكها ومشاريعها الغامضة.
أن تشترك بعض الدول العربية مع إسرائيل في هاجس التخوف من إيران فإن اللوم يقع على إيران التي لم تعرف بعد كيف تكسب جيرانها أو على الأقل كيف تعمل على عدم تنفيرهم منها، فالتوافق في هذا الأمر سببه إيران، ومن غير المعقول أن تغير الدول العربية نظرتها إلى إيران التي تمارس كل سالب من الأمور فقط كي لا يقال إنها تتوافق مع إسرائيل في نظرتها إلى إيران وسلوك إيران.
أمر كهذا لم تعد تحكمه العواطف ولا يجب أن تؤثر فيه ويجب أن يشمل ذلك الشعوب أيضاً والتي عليها أن تدرك أن إيران لا تسعى إلا إلى مصلحتها وأن مصلحتها تختلف عن مصلحة الدول الأخرى، فهي تسعى إلى إحياء الإمبراطورية الفارسية، وهي تعتقد أنها وحدها التي يحق لها أن تعيش وتسيطر على المنطقة وتقود العالم.
القضية التي بيننا وبين إسرائيل واضحة وربما قابلة للحل، والمشكلة التي بيننا وبين إيران تزداد غموضاً وتعقيداً كلما زاد اعتقاد إيران بأنها الأقوى وكلما استمر المسؤولون الإيرانيون في تصريحاتهم الاستفزازية.
مؤلم التوافق مع إسرائيل فيما يخص إيران، ومؤلم القول بأن إيران صارت هي الأخطر علينا.