فضائية «الميادين» بثت الأحد الماضي خبراً أعطته صفة «عاجل» ملخصه أن اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، قاد بنفسه معركة البوكمال في الشمال السوري ضد تنظيم الدولة «داعش»، وأتبعته بفيديو يظهر فيه سليماني فرحاً محاطاً بضباط وجنود فرحين يهنئونه ويتناوبون تقبيله «كانت إيران حتى وقت قريب تنكر وجود سليماني وغيره في سوريا وتردد أنها لا تشارك إلا بعدد قليل من «المستشارين»».
الجميل في الخبر الذي تميزت به تلك الفضائية التي تحصل على كل التسهيلات لتغطية المعارك في سوريا والعراق واليمن ولبنان هو أنه جاء في نفس الوقت الذي ينعقد فيه اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لمناقشة كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ليكون شاهداً ودليلاً على كذب إيران وتمكنها من القرار في تلك الدول، «وإن كان أيضاً بمثابة رسالة تحدٍّ للجامعة العربية وأعضائها».
هذا يعني أنه إن لم تتمكن الدول التي حضرت الاجتماع الوزاري للجامعة العربية من ترجمة ما اتخذته من قرارات وتوصيات إلى واقع وفعلتها فإن الوقت لن يطول حتى تبث تلك الفضائية خبر قيادة قاسم سليماني للمعارك في دول أخرى كالسعودية والبحرين. ليس في هذا مبالغة ولا تهويل ولكنه الواقع الذي يفترض أن يدركه المعنيون بالقرار في الدول العربية جيداً.
بعد كل هذا الذي حدث من إيران لا يكفي القول بأن «حزب الله هو أكبر أذرع إيران لإسقاط دولنا وأن إيران لا تتورع عن القيام بأي عمل للهيمنة وإسقاط دول المنطقة وأن صاروخ الرياض ليس أول اعتداء تتعرض له السعودية من أطراف تعمل لإيران وأن كل الاعتداءات على البحرين قام بها عملاء إيران وأن هناك تصعيداً خطيراً للممارسات الإيرانية في المنطقة وأن تدخلات الحكومة الإيرانية بالدول العربية تغذي النزاعات الطائفية والمذهبية وأن الذين فجروا خط أنابيب النفط في البحرين مدعومون من الحرس الثوري الإيراني وأن إيران تؤسس جماعات إرهابية في البحرين مدربة من الحرس الثوري وحزب الله»، وغير هذا من حقائق لم يعد أحد يشكك فيها، كما لا يكفي اتخاذ قرارات من مثل حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران باعتبارها تهديداً للأمن القومي العربي، فالمطلوب هو ما طالب به معالي وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وملخصه أن تصعيد الممارسات الإيرانية في المنطقة خطير وأن هذا يضع الجميع أمام مسؤولية كبيرة هي مسؤولية صون الأمن القومي العربي من خلال الآلية الوحيدة وهي آلية العمل العربي المشترك، وأن هذه المسؤولية مسؤولية الجميع، فنحن -كما قال الوزير- لا نتكلم عن خلافات عربية وإنما عن تهديدات علينا كلنا، وإذا لم نأخذ هذا الموضوع بأهمية فسنكون مقصرين.
إيران تعادي الجميع، وهي تعمل بكل طاقتها ضد الدول العربية في المنطقة وهدفها واضح ولم تعد تستطيع إخفاءه خصوصاً بعد فضيحة قيادة سليماني لمعركة البوكمال، لهذا فإن قرارات من نوع «إدانة جميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في مملكة البحرين وآخرها تفجير خط أنابيب النفط البحريني واعتباره عملاً إرهابياً قامت به مجموعة مدعومة من إيران، والحرس الثوري الإيراني» و«استنكار وإدانة التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية» و«إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث» و«إدانة سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية والتي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية ومطالباتها بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية»، وما إلى هذا من قرارات لم يعد نافعاً، فالنافع هو الوقوف في وجه إيران ووضع نهاية لـ«عنترياتها».
{{ article.visit_count }}
الجميل في الخبر الذي تميزت به تلك الفضائية التي تحصل على كل التسهيلات لتغطية المعارك في سوريا والعراق واليمن ولبنان هو أنه جاء في نفس الوقت الذي ينعقد فيه اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لمناقشة كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، ليكون شاهداً ودليلاً على كذب إيران وتمكنها من القرار في تلك الدول، «وإن كان أيضاً بمثابة رسالة تحدٍّ للجامعة العربية وأعضائها».
هذا يعني أنه إن لم تتمكن الدول التي حضرت الاجتماع الوزاري للجامعة العربية من ترجمة ما اتخذته من قرارات وتوصيات إلى واقع وفعلتها فإن الوقت لن يطول حتى تبث تلك الفضائية خبر قيادة قاسم سليماني للمعارك في دول أخرى كالسعودية والبحرين. ليس في هذا مبالغة ولا تهويل ولكنه الواقع الذي يفترض أن يدركه المعنيون بالقرار في الدول العربية جيداً.
بعد كل هذا الذي حدث من إيران لا يكفي القول بأن «حزب الله هو أكبر أذرع إيران لإسقاط دولنا وأن إيران لا تتورع عن القيام بأي عمل للهيمنة وإسقاط دول المنطقة وأن صاروخ الرياض ليس أول اعتداء تتعرض له السعودية من أطراف تعمل لإيران وأن كل الاعتداءات على البحرين قام بها عملاء إيران وأن هناك تصعيداً خطيراً للممارسات الإيرانية في المنطقة وأن تدخلات الحكومة الإيرانية بالدول العربية تغذي النزاعات الطائفية والمذهبية وأن الذين فجروا خط أنابيب النفط في البحرين مدعومون من الحرس الثوري الإيراني وأن إيران تؤسس جماعات إرهابية في البحرين مدربة من الحرس الثوري وحزب الله»، وغير هذا من حقائق لم يعد أحد يشكك فيها، كما لا يكفي اتخاذ قرارات من مثل حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران باعتبارها تهديداً للأمن القومي العربي، فالمطلوب هو ما طالب به معالي وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وملخصه أن تصعيد الممارسات الإيرانية في المنطقة خطير وأن هذا يضع الجميع أمام مسؤولية كبيرة هي مسؤولية صون الأمن القومي العربي من خلال الآلية الوحيدة وهي آلية العمل العربي المشترك، وأن هذه المسؤولية مسؤولية الجميع، فنحن -كما قال الوزير- لا نتكلم عن خلافات عربية وإنما عن تهديدات علينا كلنا، وإذا لم نأخذ هذا الموضوع بأهمية فسنكون مقصرين.
إيران تعادي الجميع، وهي تعمل بكل طاقتها ضد الدول العربية في المنطقة وهدفها واضح ولم تعد تستطيع إخفاءه خصوصاً بعد فضيحة قيادة سليماني لمعركة البوكمال، لهذا فإن قرارات من نوع «إدانة جميع الأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في مملكة البحرين وآخرها تفجير خط أنابيب النفط البحريني واعتباره عملاً إرهابياً قامت به مجموعة مدعومة من إيران، والحرس الثوري الإيراني» و«استنكار وإدانة التدخلات الإيرانية المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية» و«إدانة استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث» و«إدانة سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية والتي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية ومطالباتها بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية»، وما إلى هذا من قرارات لم يعد نافعاً، فالنافع هو الوقوف في وجه إيران ووضع نهاية لـ«عنترياتها».