الصراع بين الحكومات والإرهابيين لابد أن ينتهي بانتصار الحكومات، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق لو أن كل حكومة تعاملت معهم بالطريقة التي تراها والزاوية التي تنظر منها إلى الإرهاب، فهذا الأمر يتطلب مشاركة كل الحكومات وتكاملها وليس التعاون فيما بينها فقط، وإلا فإنها تكون قد وفرت الثغرات التي يمكن للإرهابيين النفاذ منها. لولا أن التنسيق بين حكومات العالم تشوبه نواقص لما تمكن الإرهابيون من تنفيذ عملياتهم والتي لن تكون آخرها تلك الجريمة البشعة التي راح ضحيتها نحو 305 شهداء ونحو 129 جريحاً من المصريين في مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء وهم يؤدون فريضة الجمعة.
الدليل على أن الإرهاب لا دين له هو أن من نفذوا تلك الجريمة البشعة كانوا كما نقل البعض للفضائيات يصرخون «الله أكبر» و«اقتلوا الخوارج»، ما يعني أنهم يعتبرون المصلين الذين تواجدوا في المسجد لعبادة الله سبحانه وتعالى كفاراً وخارجين عن الملة، وإلا كيف يمكن لمن يكبر الله أن يقتل مسلمين كل جريرتهم أنهم حضروا لأداء الصلاة؟
لن تعدم مصر الوسيلة للرد على مرتكبي المذبحة والإرهاب، توعد الرئيس السيسي وقوله إن الرد سيكون «بالقوة الغاشمة» يعني الحزم، فالانتقام للشهداء والجرحى ضحايا الاعتداء ليس صعباً بالنسبة لقوات الأمن المصرية، والأكيد أنه لن يطول الوقت حتى تستعيد تلك المنطقة ومصر بأكملها الأمن والاستقرار. ولكن مع كل هذا لا يمكن القول بأن الإرهاب انتهى وإن الإرهابيين لم يعودوا قادرين على تنفيذ جرائمهم، ذلك أن الإرهاب ليس في مصر وحدها، والإرهابيون ليسوا بالضرورة عرب، بل قد يكون من نفذوا العملية ليسوا إلا أدوات يتم استخدامها من قبل آخرين يعملون لتحقيق مصالح أناس لا يعرفونهم ولا يدركون مراميهم.
لهذا فإن السبيل الأقوم للقضاء على الإرهابيين هو التكامل بين حكومات العالم ووقوفها صفاً واحداً في مواجهتهم وعدم الاكتفاء بالتعبير عن الغضب بإنتاج بيانات الإدانة والشجب والاستنكار والتعاطف، فهذا التعبير وإن لم يخل من قيمة ويسجل موقفا إلا أنه لا يفت من عضد الإرهابيين بل قد يكون سبباً يدفعهم إلى تنفيذ عمليات أوسع، فعندما يرون أن ردة الفعل في كل مرة لا تتجاوز إنتاج مثل تلك البيانات والتصريحات فإنهم يشعرون أنهم في مأمن وأن الباب لا يزال مفتوحاً ويمكنهم تنفيذ المزيد من الجرائم.
هذا لا يعني أنه لا يوجد تعاون بين الأجهزة المعنية في الدول المتضررة من الإرهاب بصورة خاصة، فالأكيد أنه موجود، والأكيد أن هذه الأجهزة تتبادل المعلومات فيما بينها، والأكيد أن هذا أدى إلى إفشال العديد من العمليات الإرهابية والإيقاع بالإرهابيين، لكن طالما أن الإرهابيين قادرون على تنفيذ بعض العمليات بين الحين والحين وفي العديد من البلدان فإن هذا يعني أن هناك حاجة لمزيد من التعاون وصولاً إلى التكامل واعتبار أن ما حدث في مصر مثلاً يستهدف كل دول العالم وليس مصر وحدها، لأن ما حدث هناك قابل أن يحدث هنا وفي كل مكان.
الساعون إلى العبث بأمن مصر يعتبرون سيناء الخاصرة الرخوة لمصر، لكنهم يصنفون أيضاً أماكن كثيرة في العديد من البلدان خواصر رخوة فيستهدفونها باستمرار ويعتبرونها الطريق المفضي إلى ما يسعون إليه.
لا يكفي أن نعزي مصر وقيادتها ونرسل البرقيات وننتج بيانات التعاطف معها، فالموضوع يتطلب القيام بأمور أخرى يعرفها الجميع، ويعرفون أن التقصير فيها يعين على توفير ما يحتاجه الإرهابيون من ظروف وسبل لينفذوا جرائمهم.
الإرهابيون لا يستثنون أحدا، وعلى حكومات العالم ألا تتأخر عن اتخاذ الخطوة العملية التي بها يمكن أن تمحيهم من الوجود.
الدليل على أن الإرهاب لا دين له هو أن من نفذوا تلك الجريمة البشعة كانوا كما نقل البعض للفضائيات يصرخون «الله أكبر» و«اقتلوا الخوارج»، ما يعني أنهم يعتبرون المصلين الذين تواجدوا في المسجد لعبادة الله سبحانه وتعالى كفاراً وخارجين عن الملة، وإلا كيف يمكن لمن يكبر الله أن يقتل مسلمين كل جريرتهم أنهم حضروا لأداء الصلاة؟
لن تعدم مصر الوسيلة للرد على مرتكبي المذبحة والإرهاب، توعد الرئيس السيسي وقوله إن الرد سيكون «بالقوة الغاشمة» يعني الحزم، فالانتقام للشهداء والجرحى ضحايا الاعتداء ليس صعباً بالنسبة لقوات الأمن المصرية، والأكيد أنه لن يطول الوقت حتى تستعيد تلك المنطقة ومصر بأكملها الأمن والاستقرار. ولكن مع كل هذا لا يمكن القول بأن الإرهاب انتهى وإن الإرهابيين لم يعودوا قادرين على تنفيذ جرائمهم، ذلك أن الإرهاب ليس في مصر وحدها، والإرهابيون ليسوا بالضرورة عرب، بل قد يكون من نفذوا العملية ليسوا إلا أدوات يتم استخدامها من قبل آخرين يعملون لتحقيق مصالح أناس لا يعرفونهم ولا يدركون مراميهم.
لهذا فإن السبيل الأقوم للقضاء على الإرهابيين هو التكامل بين حكومات العالم ووقوفها صفاً واحداً في مواجهتهم وعدم الاكتفاء بالتعبير عن الغضب بإنتاج بيانات الإدانة والشجب والاستنكار والتعاطف، فهذا التعبير وإن لم يخل من قيمة ويسجل موقفا إلا أنه لا يفت من عضد الإرهابيين بل قد يكون سبباً يدفعهم إلى تنفيذ عمليات أوسع، فعندما يرون أن ردة الفعل في كل مرة لا تتجاوز إنتاج مثل تلك البيانات والتصريحات فإنهم يشعرون أنهم في مأمن وأن الباب لا يزال مفتوحاً ويمكنهم تنفيذ المزيد من الجرائم.
هذا لا يعني أنه لا يوجد تعاون بين الأجهزة المعنية في الدول المتضررة من الإرهاب بصورة خاصة، فالأكيد أنه موجود، والأكيد أن هذه الأجهزة تتبادل المعلومات فيما بينها، والأكيد أن هذا أدى إلى إفشال العديد من العمليات الإرهابية والإيقاع بالإرهابيين، لكن طالما أن الإرهابيين قادرون على تنفيذ بعض العمليات بين الحين والحين وفي العديد من البلدان فإن هذا يعني أن هناك حاجة لمزيد من التعاون وصولاً إلى التكامل واعتبار أن ما حدث في مصر مثلاً يستهدف كل دول العالم وليس مصر وحدها، لأن ما حدث هناك قابل أن يحدث هنا وفي كل مكان.
الساعون إلى العبث بأمن مصر يعتبرون سيناء الخاصرة الرخوة لمصر، لكنهم يصنفون أيضاً أماكن كثيرة في العديد من البلدان خواصر رخوة فيستهدفونها باستمرار ويعتبرونها الطريق المفضي إلى ما يسعون إليه.
لا يكفي أن نعزي مصر وقيادتها ونرسل البرقيات وننتج بيانات التعاطف معها، فالموضوع يتطلب القيام بأمور أخرى يعرفها الجميع، ويعرفون أن التقصير فيها يعين على توفير ما يحتاجه الإرهابيون من ظروف وسبل لينفذوا جرائمهم.
الإرهابيون لا يستثنون أحدا، وعلى حكومات العالم ألا تتأخر عن اتخاذ الخطوة العملية التي بها يمكن أن تمحيهم من الوجود.