هنا خبر اهتمت بنشره مؤخراً المواقع الإلكترونية التابعة لماكينة الإعلام الفارسية يستحق التأمل، والأكيد أن الفضائيات «السوسة» بثته وأعادت بثه مرات ومرات. ملخص الخبر أن «المقر الإعلامي لغرفة عمليات حلفاء سوريا نشر رسالة كان قد تركها قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني لصاحب المنزل الذي مكث فيه خلال قيادته لمعركة السيطرة على مدينة البوكمال». محتوى الرسالة أن سليماني يعتذر من صاحب المنزل «لاضطراره المكوث فيه من دون إذنه» (....) وأنه طلب منه أن يسامحه وأبدى استعداده لدفع ثمن أيّ ضرر لحق بالمنزل، ووضع في نهاية الرسالة رقم هاتفه!
هل من أحد رأى قبل هذا شيئاً يثير الضحك والسخرية مثل هذا الخبر ومثل هذا التصرف؟ سفير خامنئي وحامل سيفه والجوكر الذي يلعب به يستولي على بيت مواطن سوري بحجة أن الظروف حتمت عليه المكوث فيه ثم بدلاً من أن يدفع تعويضاً لصاحب المنزل الذي اضطرته ظروف الحرب إلى تركه – أو أجبرته على ذلك مخابرات بشار الأسد – يتاجر في القصة ليظهر نفسه بمظهر الرجل المهتم جدا بحقوق الآخرين والحريص على أن يرضي صاحب البيت المنتهك!
سوري قست عليه الحياة فترك بيته مجبراً بحثاً عن الأمان له ولعياله، والأكيد أنه ذاق خلال تلك الفترة الويل بأنواعه، يقيم فيه سليماني من دون إذنه ويحوله إلى مركز لإدارة العمليات الحربية، وكل ما يفعله بعد ذلك هو أن يترك له رسالة يقول له فيها «سامحني لأنني انتهكت عرض بيتك وسكنت فيه غصباً عنك وعن كل من لا يرضى وأنه لو كان في خاطرك شيء اتصل بي»!
هذه هي أخلاق سليماني ومن أرسله إلى سوريا وأخلاق من استقبله فيها وأعطاه «الخيط والمخيط»، ليس مهماً عندهم ما توفر عليه القرآن الكريم من آيات تؤكد أنه لا يجوز القيام بمثل هذا العمل كما جاء في سورة النور، وليس مهما كل حديث في هذا الخصوص ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالعذر موجود وهو أن البلاد في حالة حرب مع «داعش»، وأن هذا الشخص هو «المنقذ» الذي ينبغي من الجميع أن يتركوا له بيوتهم يرعى فيها كيفما يشاء.
الأكيد أنه لو أن صاحب البيت لم يكن غائباً – كما جاء في الخبر – فإنهم سيطردونه من بيته ويسكنون فيه سليماني بحجة أن الظرف يحكم وأن سليماني قرر أن يدير المعركة من هذا البيت. والأكيد أن سليماني لن يعارض هذا التصرف فلا يهمه صاحب البيت ولا أهله ولا ما قد يحدث لهم فهذه الأمور كلها خارج الحسبة، والدليل هو أنه اكتفى فقط بترك تلك الرسالة التي يعرف مسبقاً أن الماكينة الإعلامية الفارسية ستستغلها وستتاجر فيها لتلميع صورته وتظهره على أنه «حقاني» وأن إيران لا تقبل بالظلم!
ترى ما الذي يمكن أن يستفيد منه صاحب البيت الذي أقام فيه قاسم سليماني من دون إذنه وعرضه للخطر وربما للانتقام من قبل فلول «داعش» من تلك الرسالة؟ وهل سيحصل فعلاً على شيء لو أنه اتصل بسليماني هاتفياً؟ وقبل هذا هل سيتكرم سليماني بالرد عليه؟ غالباًً سيحصل صاحب البيت على تقريع من المخابرات السورية لو فعل، وليس بعيداً أن يتم اغتياله لأنه تجرأ وطالب بتعويض عن إقامة سليماني في بيته من دون إذنه وغصباً عنه.
هل من أحد رأى قبل هذا شيئاً يثير الضحك والسخرية مثل هذا الخبر ومثل هذا التصرف؟ سفير خامنئي وحامل سيفه والجوكر الذي يلعب به يستولي على بيت مواطن سوري بحجة أن الظروف حتمت عليه المكوث فيه ثم بدلاً من أن يدفع تعويضاً لصاحب المنزل الذي اضطرته ظروف الحرب إلى تركه – أو أجبرته على ذلك مخابرات بشار الأسد – يتاجر في القصة ليظهر نفسه بمظهر الرجل المهتم جدا بحقوق الآخرين والحريص على أن يرضي صاحب البيت المنتهك!
سوري قست عليه الحياة فترك بيته مجبراً بحثاً عن الأمان له ولعياله، والأكيد أنه ذاق خلال تلك الفترة الويل بأنواعه، يقيم فيه سليماني من دون إذنه ويحوله إلى مركز لإدارة العمليات الحربية، وكل ما يفعله بعد ذلك هو أن يترك له رسالة يقول له فيها «سامحني لأنني انتهكت عرض بيتك وسكنت فيه غصباً عنك وعن كل من لا يرضى وأنه لو كان في خاطرك شيء اتصل بي»!
هذه هي أخلاق سليماني ومن أرسله إلى سوريا وأخلاق من استقبله فيها وأعطاه «الخيط والمخيط»، ليس مهماً عندهم ما توفر عليه القرآن الكريم من آيات تؤكد أنه لا يجوز القيام بمثل هذا العمل كما جاء في سورة النور، وليس مهما كل حديث في هذا الخصوص ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالعذر موجود وهو أن البلاد في حالة حرب مع «داعش»، وأن هذا الشخص هو «المنقذ» الذي ينبغي من الجميع أن يتركوا له بيوتهم يرعى فيها كيفما يشاء.
الأكيد أنه لو أن صاحب البيت لم يكن غائباً – كما جاء في الخبر – فإنهم سيطردونه من بيته ويسكنون فيه سليماني بحجة أن الظرف يحكم وأن سليماني قرر أن يدير المعركة من هذا البيت. والأكيد أن سليماني لن يعارض هذا التصرف فلا يهمه صاحب البيت ولا أهله ولا ما قد يحدث لهم فهذه الأمور كلها خارج الحسبة، والدليل هو أنه اكتفى فقط بترك تلك الرسالة التي يعرف مسبقاً أن الماكينة الإعلامية الفارسية ستستغلها وستتاجر فيها لتلميع صورته وتظهره على أنه «حقاني» وأن إيران لا تقبل بالظلم!
ترى ما الذي يمكن أن يستفيد منه صاحب البيت الذي أقام فيه قاسم سليماني من دون إذنه وعرضه للخطر وربما للانتقام من قبل فلول «داعش» من تلك الرسالة؟ وهل سيحصل فعلاً على شيء لو أنه اتصل بسليماني هاتفياً؟ وقبل هذا هل سيتكرم سليماني بالرد عليه؟ غالباًً سيحصل صاحب البيت على تقريع من المخابرات السورية لو فعل، وليس بعيداً أن يتم اغتياله لأنه تجرأ وطالب بتعويض عن إقامة سليماني في بيته من دون إذنه وغصباً عنه.