الصورة التي جمعت بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وبين أهالي جد حفص والمناطق المجاورة لدى استقبال جلالته لهم بقصر الصخير الأربعاء الماضي هي الصورة المعبرة بصدق عن البحرين، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهي الصورة التي ينبغي أن يحرص على المشاركة في توفيرها أهالي مختلف مناطق البحرين، حيث التشرف بلقاء صاحب الجلالة يعني أن العقل والحكمة لم يتأثرا بسبب ذلك البعض الذي لم يدرك بعد ما يراد لهذا الوطن من سوء، وحيث التشرف بلقاء جلالته يعني أن خيراً كثيراً سيعود على المواطنين جميعاً، وحيث التشرف بلقاء جلالته يعني المساهمة في الاستقرار والمشاركة في إيجاد المستقبل الذي يستحقه شعب البحرين.

في لقائه بأهالي جد حفص أشاد صاحب الجلالة بدور سماحة الشيخ سليمان المدني رحمه الله ولفت إلى مساهماته القيمة في النهوض بالحركة العلمية والثقافية وأمر بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في منطقة جد حفص «تقديراً وعرفاناً لعطائه المخلص وإسهاماته الوطنية الجليلة»، وهو مثال عملي لتقدير القيادة لكل من يخلص لهذا الوطن ويسهم في البناء بفاعلية.

في اللقاء أيضاً اهتم صاحب الجلالة بتوصيل رسالة أخرى ذات أهمية كبرى حيث قال حفظه الله «ستظل كافة مناطق البحرين على مسافة واحدة من برامج التنمية والتطور»، مؤكداً جلالته بذلك نهج العدل المتبع في البحرين، ومعلناً استئناف مرحلة البناء التي تعطلت لبعض الوقت بسبب تقديرات البعض الخاطئة.

إن تقصد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى يعني أنك تعلن بصريح العبارة رفضك لذلك العبث الذي حاول البعض فرضه على المواطنين، ويعني أنك ساهمت في فتح باب للخير يعود على الجميع وشاركت في تثبيت الاستقرار الذي سعى ذلك البعض ومن يقف وراءه إلى ضربه.

هذا التوجه لخصه الشيخ طاهر بن الشيخ سليمان المدني في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عن أهالي جد حفص حيث جاء فيها «وإننا يا صاحب الجلالة لنضع أيدينا بيد جلالتكم مع كل المخلصين من أبناء البحرين لاستمرار التطور والازدهار، ولتجاوز كل العقبات والمحن، من أجل ازدهار البحرين، داعمين جميع خطواتكم المباركة لحفظ أمن وسلامة البحرين وأهلها». هذه الوصفة هي التي ينبغي أن يصرفها أهالي كل مناطق البحرين ويحرصون على اقتنائها، ففيها المخرج من هذا الذي صاروا وصار فيه الوطن، ذلك أن التطور والازدهار لا يمكن أن يأتيا من دون قيام الجميع بوضع أيديهم بيد القيادة، خصوصاً في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب التكاتف والعمل معا كي لا تتأثر حياتنا وتتضرر، وكي لا يتعرض الوطن لما تعرضت له أوطان أخرى يرى الجميع اليوم كيف صارت وكيف صارت أحوال مواطنيها.

وصفة الشيخ طاهر هي الوصفة المناسبة جداً لهذه المرحلة، فالمخرج مما صرنا فيه هو وضع أيدينا في يد حضرة صاحب الجلالة والتكامل مع القيادة والتعاون مع الحكومة، وقبل هذا إيجاد هامش يستوعب كل ما جرى من أخطاء وتجاوزات وأضرار كي لا تتحكم في توجهنا وإرادتنا وقرارنا.

ما يتمناه كل مواطن - بعد هذا الذي شهده وعانى منه بسبب التصرفات الحمقاء من قبل البعض والتي عمدت إلى الإضرار بهذا الوطن - هو أن يرى في كل شهر بل في كل أسبوع صورة مماثلة للتي جمعت حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بأهالي جد حفص، فاللقاء مع صاحب الجلالة لا يأتي منه إلا بالخير، ولأن الوطن اليوم بحاجة ماسة إلى هذا الخير لذا فإن على عقلاء وحكماء بقية مناطق البحرين أن يحذوا حذو عقلاء وحكماء جد حفص، وأن يأخذوا بوصفة الشيخ طاهر، ففيها الشفاء.