كل من تابع الكلمة التي ألقاها أمين عام حزب إيران في لبنان مساء الخميس الماضي تعليقاً على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني اعتقد أنه سيعلن الكفاح المسلح ضد أمريكا وإسرائيل وسيدعو إلى النفير العام، وكل من تابع الكلمة ظن أن صاروخاً إيرانياً سيضرب تل أبيب قبل أن ينتهي من إلقائها، والبعض اعتقد أن إيران ستبدأ على الفور مهمة تحرير القدس التي ظلت تتحدث عنها طوال العقود الأربعة الأخيرة، لكن شيئاً من هذا المتوقع لم يحدث، ولم ينتج عن خطاب نصر الله الذي اتسم على غير العادة بالهدوء سوى دعوة إلى الخروج في تظاهرة في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت «تنديداً بالقرار العدواني الأمريكي بحق القدس.. وتضامناً مع شعبنا الفلسطيني» عنوانها «الدفاع عن القدس والتنديد بالعنجهية الأمريكية»، مكتفيا بذلك بالقول بأن «ما قام به ترامب هو تهديد كبير يستطيع الفلسطينيون والعرب والمسلمون أن يحولوه إلى أعظم فرصة»، وهو ما يمكن لأي شخص أن يقوله ويقول كل ما قاله نصر الله في تلك الكلمة الباهتة التي اعتبر فيها التنديد والشجب والاستنكار والاحتجاج وإبلاغ سفراء الولايات المتحدة بعدم الرضى عن القرار أمراً مهماً ولا يستهان به.
التضامن مع الشعب الفلسطيني مطلوب وبقوة لكن حديث هذا الحزب بالذات وحديث إيران في هذا الخصوص ينبغي أن يكون مختلفا، فقرار ترامب بمثابة اختبار لهما وفرصة يؤكدان من خلالها أن ما ظلا يرددانه طويلاً عن تحرير القدس وأن فلسطين هي القضية المركزية لم يكن مجرد كلام، فهذا الميدان يا خامنئي، وهذا الميدان يا نصر الله.
إن حدثاً كهذا لا يناسبه القول بأننا «أمام وعد بلفور ثان» وأن «أمريكا لا تحترم القرارات والمواثيق الدولية» وأن «مصلحتها هي الحاكمة»، ولا يناسبه الاحتجاج بتظاهرة شعبية مهما كان حجمها والقول بأن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية باتت في خطر شديد بعد قرار ترامب. ما يناسب هذا الحدث يعرفه حزب إيران في لبنان جيداً وتعرفه إيران ومن معهما في ما يسمى بـ «محور المقاومة»، لكنهم لن يقدموا عليه لأنهم دون هذا المحك.
اكتفاء نصر الله بالدعوة إلى التنديد والشجب والاستنكار والتغريد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتعبير عن الغضب بالصراخ هو سكوت من نوع مختلف، فالفعل الصاعق الذي قام به ترامب ونتنياهو يدعو نصر الله إلى مواجهته بالكلام، وهو أمر لا يستقيم ولا يناسب الموقف ويتناقض مع كل ما ظلت إيران وحزبها ومحورها يرددونه طوال السنوات الأربعين الماضية.
إن فعلاً كالذي قام به الرئيس الأمريكي لا يناسبه كلام كالذي قاله نصر الله من مثل أنه «يثبت أن الدول العربية والإسلامية الحليفة لأمريكا لا تعني للرئيس الأمريكي شيئاً» وأنه «استهانة واستخفاف بكل حكومات ودول العالم من أجل إسرائيل» و«إننا أمام خرق للمواثيق الدولية وإهانة واعتداء على مشاعر مليار وخمسمئة ألف مسلم إضافة إلى مشاعر المسيحيين»، فما وصفه بـ «عدوان أمريكي سافر على القدس وأهلها، وفلسطين وشعبها وقضيتها وعلى كل الأمة» لا يجابه بالتغريد وبالخروج في مظاهرات منددة وبالشجب والاستنكار.
موقف كهذا لا يناسبه ما وصفه بـ «أضعف الإيمان»، فأمريكا لا تسمعه، وإسرائيل لا تشعر به، والتضامن بالكلام لا قيمة له، وكذا استدعاء السفراء وإبلاغهم احتجاجاً رسمياً، فكل هذا لا يؤدي إلى الضغط على الإدارة الأمريكية ولا يرغمها على العودة عن القرار. التطبيع مع إسرائيل كما قال نصر الله خيانة للقدس، لكن عدم ترجمة الشعارات التي ظل يرفعها وإيران عن فلسطين إلى واقع خيانة أكبر ولا يعين على تحويل قرار ترامب إلى «فرصة أعظم».
التضامن مع الشعب الفلسطيني مطلوب وبقوة لكن حديث هذا الحزب بالذات وحديث إيران في هذا الخصوص ينبغي أن يكون مختلفا، فقرار ترامب بمثابة اختبار لهما وفرصة يؤكدان من خلالها أن ما ظلا يرددانه طويلاً عن تحرير القدس وأن فلسطين هي القضية المركزية لم يكن مجرد كلام، فهذا الميدان يا خامنئي، وهذا الميدان يا نصر الله.
إن حدثاً كهذا لا يناسبه القول بأننا «أمام وعد بلفور ثان» وأن «أمريكا لا تحترم القرارات والمواثيق الدولية» وأن «مصلحتها هي الحاكمة»، ولا يناسبه الاحتجاج بتظاهرة شعبية مهما كان حجمها والقول بأن المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية باتت في خطر شديد بعد قرار ترامب. ما يناسب هذا الحدث يعرفه حزب إيران في لبنان جيداً وتعرفه إيران ومن معهما في ما يسمى بـ «محور المقاومة»، لكنهم لن يقدموا عليه لأنهم دون هذا المحك.
اكتفاء نصر الله بالدعوة إلى التنديد والشجب والاستنكار والتغريد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتعبير عن الغضب بالصراخ هو سكوت من نوع مختلف، فالفعل الصاعق الذي قام به ترامب ونتنياهو يدعو نصر الله إلى مواجهته بالكلام، وهو أمر لا يستقيم ولا يناسب الموقف ويتناقض مع كل ما ظلت إيران وحزبها ومحورها يرددونه طوال السنوات الأربعين الماضية.
إن فعلاً كالذي قام به الرئيس الأمريكي لا يناسبه كلام كالذي قاله نصر الله من مثل أنه «يثبت أن الدول العربية والإسلامية الحليفة لأمريكا لا تعني للرئيس الأمريكي شيئاً» وأنه «استهانة واستخفاف بكل حكومات ودول العالم من أجل إسرائيل» و«إننا أمام خرق للمواثيق الدولية وإهانة واعتداء على مشاعر مليار وخمسمئة ألف مسلم إضافة إلى مشاعر المسيحيين»، فما وصفه بـ «عدوان أمريكي سافر على القدس وأهلها، وفلسطين وشعبها وقضيتها وعلى كل الأمة» لا يجابه بالتغريد وبالخروج في مظاهرات منددة وبالشجب والاستنكار.
موقف كهذا لا يناسبه ما وصفه بـ «أضعف الإيمان»، فأمريكا لا تسمعه، وإسرائيل لا تشعر به، والتضامن بالكلام لا قيمة له، وكذا استدعاء السفراء وإبلاغهم احتجاجاً رسمياً، فكل هذا لا يؤدي إلى الضغط على الإدارة الأمريكية ولا يرغمها على العودة عن القرار. التطبيع مع إسرائيل كما قال نصر الله خيانة للقدس، لكن عدم ترجمة الشعارات التي ظل يرفعها وإيران عن فلسطين إلى واقع خيانة أكبر ولا يعين على تحويل قرار ترامب إلى «فرصة أعظم».