«توحيد الجهود لمواجهة الفكر المتطرف هو أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم وتهدد المجتمعات»، هذا ما أكد عليه السير جون جينكينز، المدير التنفيذي لـ «iiss الشرق الأوسط» في كلمته في حفل افتتاح «حوار المنامة» الذي عقد في البحرين يومي الجمعة والسبت الماضيين برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، فمن دون توحيد الجهود لا يمكن مواجهة هذا الفكر الذي نشأ وترعرع في غفلة من الزمن ولم ينتبه العالم لنتاجه الذي لا يفرق بين دين ومذهب ولا تعني له الإنسانية شيئاً إلا متأخراً.
التجربة أثبتت أن أي دولة مهما عظم شأنها وتراكمت خبراتها لا تستطيع أن تواجه الفكر المتطرف وحدها، ولأن الجميع متضرر من هذا الفكر لذا فإن الطبيعي هو مواجهته جماعياً بتوحيد الجهود وبـ «إنشاء قاعدة أمنية متطورة» كما عبر سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء في كلمته التي افتتح بها المؤتمر وأكد فيها «استمرار مملكة البحرين بالاضطلاع في مسؤولياتها بتقديم الدعم الاستراتيجي واللوجستي للتحالفات الإقليمية والدولية الهادفة لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي ومحاربة الإرهاب والتطرف».
مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب لابد أن يكون جماعيا وإلا فإن الجميع سيذوق طعم هذا البلاء مرات ومرات، فالعدو هنا ليس جسدا فقط ولكنه فكر أيضاً، ومواجهة الفكر تختلف عن مواجهة الجسد القابل للتدمير في وقت قصير بحكم القوة، لهذا لا مفر من المواجهة الجماعية التي لا تتحقق من دون توحيد الجهود، ولا مفر من إعادة تنظيم الحياة والتأسيس لأجيال منيعة يصعب على الفكر المتطرف التسلل إليها، وهو ما يمكن أن يحصل في حالة اعتماد مناهج تعليمية تنتج أجيالاً تنظر إلى الآخر نظرة مختلفة عن النظرة التي ينظر بها الكثيرون إليه اليوم، فالآخر - أياً كان وأياً كان مقدار الاختلاف معه ونوعه - هو في كل الأحوال بشر ومن حقه أن يعيش وأن يهنأ بالعيش وأن يقوم بدوره في هذه الحياة.
التمكن من زرع هذا الفكر النظيف في عقول الأجيال الجديدة يعني التمكن من الانتصار في أي مواجهة مستقبلية مع أصحاب الفكر المتطرف الذين لن يتمكنوا في هذه الحالة من الحصول على أي مساحة ولو صغيرة في عقول الأبناء ليعبثوا فيها، وهذا تحد كبير يواجه كل دول العالم حيث التأسيس لكل هذا مسألة ليست هينة، فالقصة ليست قصة قرار سياسي يتم الاتفاق على إصداره ولكنه قصة قرار يتبعه عمل وجهد شاق ومستمر وإلا ضاع كل شيء.
هذا لا يعني أن العالم لا يستطيع وضع حد للتطرف والإرهاب حالياً، فهناك الكثير من الجهود التي نجحت وبان تأثيرها وهناك الكثير من التعاون الذي يمكن أن يفضي إلى تحقيق نجاحات أخرى، لكن لأن المتطرفين الإرهابيين المخربين لا يبقون ساكنين ويعملون على تطوير قدراتهم وخططهم باستمرار لذا فإن الحاجة إلى توحيد الجهود لمواجهتهم ومواجهة فكرهم المتخلف تظل كبيرة، وتظل الحاجة إلى إنشاء قاعدة أمنية متطورة لحل النزاعات كبيرة أيضا.
المواجهة مع الفكر المتطرف يصعب الانتصار فيها لو انشغلت دول العالم بقضايا أخرى تستحوذ على جهدها ووقتها، لذا فإن الرسالة التي ينبغي التركيز عليها اليوم هي أن ظروف المواجهة مع الفكر المتطرف تحتم التوقف عن إشغال العالم بملفات يمكن تأجيلها إلى وقت آخر، ومنها على سبيل المثال قرار الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، فمثل هذا القرار الذي أثار ردود فعل واسعة يستفيد منه أصحاب الفكر المتطرف استفادة عظمى ويوفر لهم البيئة التي ينمون فيها ويقوون.
{{ article.visit_count }}
التجربة أثبتت أن أي دولة مهما عظم شأنها وتراكمت خبراتها لا تستطيع أن تواجه الفكر المتطرف وحدها، ولأن الجميع متضرر من هذا الفكر لذا فإن الطبيعي هو مواجهته جماعياً بتوحيد الجهود وبـ «إنشاء قاعدة أمنية متطورة» كما عبر سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس الوزراء في كلمته التي افتتح بها المؤتمر وأكد فيها «استمرار مملكة البحرين بالاضطلاع في مسؤولياتها بتقديم الدعم الاستراتيجي واللوجستي للتحالفات الإقليمية والدولية الهادفة لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي ومحاربة الإرهاب والتطرف».
مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب لابد أن يكون جماعيا وإلا فإن الجميع سيذوق طعم هذا البلاء مرات ومرات، فالعدو هنا ليس جسدا فقط ولكنه فكر أيضاً، ومواجهة الفكر تختلف عن مواجهة الجسد القابل للتدمير في وقت قصير بحكم القوة، لهذا لا مفر من المواجهة الجماعية التي لا تتحقق من دون توحيد الجهود، ولا مفر من إعادة تنظيم الحياة والتأسيس لأجيال منيعة يصعب على الفكر المتطرف التسلل إليها، وهو ما يمكن أن يحصل في حالة اعتماد مناهج تعليمية تنتج أجيالاً تنظر إلى الآخر نظرة مختلفة عن النظرة التي ينظر بها الكثيرون إليه اليوم، فالآخر - أياً كان وأياً كان مقدار الاختلاف معه ونوعه - هو في كل الأحوال بشر ومن حقه أن يعيش وأن يهنأ بالعيش وأن يقوم بدوره في هذه الحياة.
التمكن من زرع هذا الفكر النظيف في عقول الأجيال الجديدة يعني التمكن من الانتصار في أي مواجهة مستقبلية مع أصحاب الفكر المتطرف الذين لن يتمكنوا في هذه الحالة من الحصول على أي مساحة ولو صغيرة في عقول الأبناء ليعبثوا فيها، وهذا تحد كبير يواجه كل دول العالم حيث التأسيس لكل هذا مسألة ليست هينة، فالقصة ليست قصة قرار سياسي يتم الاتفاق على إصداره ولكنه قصة قرار يتبعه عمل وجهد شاق ومستمر وإلا ضاع كل شيء.
هذا لا يعني أن العالم لا يستطيع وضع حد للتطرف والإرهاب حالياً، فهناك الكثير من الجهود التي نجحت وبان تأثيرها وهناك الكثير من التعاون الذي يمكن أن يفضي إلى تحقيق نجاحات أخرى، لكن لأن المتطرفين الإرهابيين المخربين لا يبقون ساكنين ويعملون على تطوير قدراتهم وخططهم باستمرار لذا فإن الحاجة إلى توحيد الجهود لمواجهتهم ومواجهة فكرهم المتخلف تظل كبيرة، وتظل الحاجة إلى إنشاء قاعدة أمنية متطورة لحل النزاعات كبيرة أيضا.
المواجهة مع الفكر المتطرف يصعب الانتصار فيها لو انشغلت دول العالم بقضايا أخرى تستحوذ على جهدها ووقتها، لذا فإن الرسالة التي ينبغي التركيز عليها اليوم هي أن ظروف المواجهة مع الفكر المتطرف تحتم التوقف عن إشغال العالم بملفات يمكن تأجيلها إلى وقت آخر، ومنها على سبيل المثال قرار الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، فمثل هذا القرار الذي أثار ردود فعل واسعة يستفيد منه أصحاب الفكر المتطرف استفادة عظمى ويوفر لهم البيئة التي ينمون فيها ويقوون.