حديث حسن روحاني أمام مجلس الشورى الإيراني الأحد الماضي كان محاولة واضحة للتهرب من المسؤولية، فبدل أن يعلن عن موقف واضح تجاه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها قال كلاماً عاماً من مثل «أمريكا وإسرائيل لن تنجحا في مؤامرتهما ضد القدس» و»إيران ستقوم بكل ما في وسعها لدعم الشعب الفلسطيني»، إذ لا قيمة للقول الأول ولا أهمية للقول الثاني إلا لإيران لأن في هذه العبارة تكمن محاولة التهرب من المسؤولية، فما الذي ستقوم به إيران لدعم الشعب الفلسطيني الذي ظلت طوال الأربعين سنة الماضية تردد أنها تدعمه؟
مواجهة إيران بالذات لقرار ترامب فيما يخص القدس لا يكون بمثل هذه العبارات ولكن بترجمة ما ظلت إيران تردده في كل مناسبة وتهدد به إلى واقع، ولكن لأنها تعلم جيدا أنها لا تستطيع ذلك لذا لم يجد روحاني سوى التهرب بتوجيه النقد إلى السعودية والحديث في أمر بعيد عن موضوع القدس، بينما ألمح رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بأن بعض الدول العربية، ويقصد السعودية تحديدا، كانت على علم مسبق بقرار ترامب حول القدس وأنه أجرى اتصالا هاتفيا مع حكامها، والمعنى هو أن الدول العربية باعت القدس وأن إيران هي من سترجعها... «وإن لم تفعل شيئاً حتى اللحظة»!
تهرب روحاني من المسؤولية وضح أكثر عند قوله إن «قوى المقاومة قامت بعمل عظيم وبثّت اليأس في نفوس الاستكبار العالمي والصهيونية»... و»سيأتي اليوم الذي تحرر فيه الشعوب المسلمة القدس الشريف أولى القبلتين»، وتهرب لاريجاني وضح أكثر عند استشهاده بكلام ناقص عن العرب منسوب لكيسنجر قبل عقود وقوله إن «الولايات المتحدة الأمريكية أخذت الأموال من الدول العربية وذبحت كل تطلعاتهم من أجل الكيان الصهيوني».
إيران عندما رأت أنها أمام خياري المواجهة أو الاعتراف بأنها كانت بائعة كلام لم تجد غير الهروب بهكذا كلام يقوله رئيسها ورئيس برلمانها، والأكيد أنها لن تفعل شيئا يثبت أنها كانت صادقة في تصريحاتها عن فلسطين والقدس على مدار أربعين سنة، والأكيد أيضا أنها ستعمد إلى تبرير موقفها السالب وستشغل ماكينة إعلامها لتدخل في رؤوس العامة ما ملخصه أن إيران ستردع الكيان الصهيوني ولكن ليس الآن!
إيران لن تفعل شيئاً لفلسطين وللقدس ولن تتمكن من الرد على خطوة الرئيس الأمريكي المستفزة سوى بمظاهرات تسمح بتنظيمها في بعض المدن الإيرانية وتصريحات لا قيمة لها تغطي بها فشلها.
الولايات المتحدة واثقة من أن إيران لن تفعل شيئا لفلسطين وللقدس، لهذا فإنها مطمئنة من هذا الجانب، ولعلها أطلعت القيادة الإيرانية على عزمها الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارتها إليها. إيران لا تستطيع أن تفعل شيئا يغضب أمريكا وهي لا تقدم على مثل هذا الأمر لأنها تعرف جيدا أن ترامب «ما يغشمر»، لذا ليس لها إلا الهروب بإطلاق التصريحات فاقدة القيمة والتي تحاول بها تغطية ضعفها. إيران ترعى الميليشيات الإرهابية التي تعينها على تحقيق حلمها المتمثل في استعادة الإمبراطورية الفارسية، وهذا ما أكده المشاركون في «حوار المنامة» الذي عقد مؤخراً في البحرين حيث خرجوا بقناعة ملخصها أن «إيران لا تزال الراعي الأكبر للميليشيات الإرهابية حيث نجحت في نشرها بعدة مناطق على مستوى المنطقة لتحقيق مآربها في نشر الفوضى والطائفية والتطرف لضمان مصيرها الوجودي وإضعاف خصومها»، عدا ذلك وبالخصوص فيما يتعلق بموضوع المواجهة مع أمريكا وإسرائيل لا تعدو أن تكون ظاهرة صوتية يطرب لها ملالي السلطة وينخدع بها العامة الذين من المؤسف أنهم يعتقدون أن إيران هي التي ستحرر القدس.
{{ article.visit_count }}
مواجهة إيران بالذات لقرار ترامب فيما يخص القدس لا يكون بمثل هذه العبارات ولكن بترجمة ما ظلت إيران تردده في كل مناسبة وتهدد به إلى واقع، ولكن لأنها تعلم جيدا أنها لا تستطيع ذلك لذا لم يجد روحاني سوى التهرب بتوجيه النقد إلى السعودية والحديث في أمر بعيد عن موضوع القدس، بينما ألمح رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بأن بعض الدول العربية، ويقصد السعودية تحديدا، كانت على علم مسبق بقرار ترامب حول القدس وأنه أجرى اتصالا هاتفيا مع حكامها، والمعنى هو أن الدول العربية باعت القدس وأن إيران هي من سترجعها... «وإن لم تفعل شيئاً حتى اللحظة»!
تهرب روحاني من المسؤولية وضح أكثر عند قوله إن «قوى المقاومة قامت بعمل عظيم وبثّت اليأس في نفوس الاستكبار العالمي والصهيونية»... و»سيأتي اليوم الذي تحرر فيه الشعوب المسلمة القدس الشريف أولى القبلتين»، وتهرب لاريجاني وضح أكثر عند استشهاده بكلام ناقص عن العرب منسوب لكيسنجر قبل عقود وقوله إن «الولايات المتحدة الأمريكية أخذت الأموال من الدول العربية وذبحت كل تطلعاتهم من أجل الكيان الصهيوني».
إيران عندما رأت أنها أمام خياري المواجهة أو الاعتراف بأنها كانت بائعة كلام لم تجد غير الهروب بهكذا كلام يقوله رئيسها ورئيس برلمانها، والأكيد أنها لن تفعل شيئا يثبت أنها كانت صادقة في تصريحاتها عن فلسطين والقدس على مدار أربعين سنة، والأكيد أيضا أنها ستعمد إلى تبرير موقفها السالب وستشغل ماكينة إعلامها لتدخل في رؤوس العامة ما ملخصه أن إيران ستردع الكيان الصهيوني ولكن ليس الآن!
إيران لن تفعل شيئاً لفلسطين وللقدس ولن تتمكن من الرد على خطوة الرئيس الأمريكي المستفزة سوى بمظاهرات تسمح بتنظيمها في بعض المدن الإيرانية وتصريحات لا قيمة لها تغطي بها فشلها.
الولايات المتحدة واثقة من أن إيران لن تفعل شيئا لفلسطين وللقدس، لهذا فإنها مطمئنة من هذا الجانب، ولعلها أطلعت القيادة الإيرانية على عزمها الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارتها إليها. إيران لا تستطيع أن تفعل شيئا يغضب أمريكا وهي لا تقدم على مثل هذا الأمر لأنها تعرف جيدا أن ترامب «ما يغشمر»، لذا ليس لها إلا الهروب بإطلاق التصريحات فاقدة القيمة والتي تحاول بها تغطية ضعفها. إيران ترعى الميليشيات الإرهابية التي تعينها على تحقيق حلمها المتمثل في استعادة الإمبراطورية الفارسية، وهذا ما أكده المشاركون في «حوار المنامة» الذي عقد مؤخراً في البحرين حيث خرجوا بقناعة ملخصها أن «إيران لا تزال الراعي الأكبر للميليشيات الإرهابية حيث نجحت في نشرها بعدة مناطق على مستوى المنطقة لتحقيق مآربها في نشر الفوضى والطائفية والتطرف لضمان مصيرها الوجودي وإضعاف خصومها»، عدا ذلك وبالخصوص فيما يتعلق بموضوع المواجهة مع أمريكا وإسرائيل لا تعدو أن تكون ظاهرة صوتية يطرب لها ملالي السلطة وينخدع بها العامة الذين من المؤسف أنهم يعتقدون أن إيران هي التي ستحرر القدس.