التصريحات فاقدة القيمة التي تصدر عن أولئك الذين اعتبروا أنفسهم «معارضة» وأنهم في «ثورة» والتي كثرت في الآونة الأخيرة سببها الفراغ الذي صاروا يعيشونه نتيجة وصولهم إلى مرحلة يعرفون جيدا أنهم لا يستطيعون فيها القيام بعمل مفيد، والسبب نفسه يدفع المعنيين بإعداد التقارير الصحافية أو التلفزيونية منهم إلى تفسير الكثير من الأمور تفسيراً ناتجه يوفر لهم الإحساس بأنهم قالوا مفيداً وأنهم صح، رغم تيقنهم أن ما يقولونه بعيد عن الواقع وخيالي ولا يمكن أن يقنع إلا من هو معهم ومن لا عقل له.
ينشر مسؤول تغريدة في حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي فيخلقون منها موضوعاً ويعملون على تأليب العالم ضده، ويعتبرون تفسيرهم لتغريدته هو الصحيح وأنه لولا ذلك لما كتب التغريدة! يصدر تصريح من مسؤول فيفسرونه على هواهم ويؤلفون بناء عليه قصة بعيدة عن الواقع ولا تصلح إلا للأفلام الخيالية. يكتب صحافي مقالاً ينتقد فيه جهة ما فيعتبرون ذلك عدم رضا من الجهة التي يعتقدون أن الصحيفة التي كتب فيها ذلك المقال تتبعها، عن المسؤول عن تلك الجهة، بل يأخذهم الخيال إلى القول بأن هذا دليل على صراع محتدم بين تيارات لها تأثير على القرار والحكم «لم يبقَ إلا اعتبار تعرض مسؤول إلى زكام دليلاً على عدم الرضا عنه أو رسالة إلى جهة ما»!
لا تفسير لهذا غير الفراغ الذي صار أولئك يعيشونه نتيجة عدم قدرتهم على التحرك وشعورهم بالهزيمة، وإلا فإن من واجب الصحافيين والكتاب أن ينتقدوا كل الجهات، والجهات الحكومية منها على وجه الخصوص، بغية توضيح الصورة للمعنيين كي يتخذوا القرارات التي من شأنها إصلاح الخلل إن وجد، فهذا أحد مسؤوليات الصحافة. أيضاً فإن القانون يتيح لكل فرد التعبير عن آرائه عبر مختلف وسائل التواصل والاتصال، ومعروف أن قيام المسؤول بنشر تغريدة في حسابه لا يعني أن الحكومة توافقه على رأيه أو أنه يمثلها، وبالتالي فإن انتقاد ما كتب ونشر يوجه إليه هو وليس إلى الحكومة، وهذا أمر وضحه ديوان الخدمة المدنية أخيراً.
تصور أن كاتباً ما ينتقد جهة رسمية ما بالتقصير في أمر ما، فينشط خيال أولئك ويقولون إن هذا يعني أمراً ما، وأن هذا النقد قد يكون تمهيداً لقرار ما قد يصدر قريباً، وإنه لولا أن جهة ما طلبت من الكاتب أو أمرته أن يكتب ما كتب لما كتب! هذا خيال مريض صار يعاني منه أولئك الذين شعروا بالهزيمة وتأكدوا أنهم تسببوا على الآخرين وعرضوهم للأذى وجرحوا مستقبلهم وأنهم لم يعودوا قادرين على تحقيق أي من الوعود التي وعدوا بها وتعهدوا بتحقيقها. لا تفسير لما يقومون به حالياً غير هذا.
ما قد لا يعرفه أولئك أو لا ينتبهون إليه هو أن الحكومة إن أرادت أن تنتقد أداء مسؤول ما أو توصل ملاحظاتها على أدائه إليه أو محاسبته على تصريح أدلى به أو تغريدة نشرها أو تقصير في عمله فإنها لا تتردد عن استدعائه وإبلاغه بكل ذلك ومحاسبته، فهو مسؤول أمامها وهي قادرة على فعل ذلك، وبالتالي فإنها لا تحتاج إلى أن توصل إليه ما تريد توصيله عبر الطرق التي لا وجود لها إلا في ذلك الخيال المريض.
في السياق نفسه فإن الأكيد هو أنه لا يوجد في البحرين صراعات كالتي يدعون إلا في خيال أولئك الذين أقنعوا أنفسهم بأن ما يقولونه في هذا الخصوص صحيح، فالأمور في البحرين واضحة، وهي ليست كما في بعض الدول التي يعرفونها جيداً، فالجميع هنا يعمل بنفس واحد ويخدم راية واحدة والأمور واضحة.
ينشر مسؤول تغريدة في حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي فيخلقون منها موضوعاً ويعملون على تأليب العالم ضده، ويعتبرون تفسيرهم لتغريدته هو الصحيح وأنه لولا ذلك لما كتب التغريدة! يصدر تصريح من مسؤول فيفسرونه على هواهم ويؤلفون بناء عليه قصة بعيدة عن الواقع ولا تصلح إلا للأفلام الخيالية. يكتب صحافي مقالاً ينتقد فيه جهة ما فيعتبرون ذلك عدم رضا من الجهة التي يعتقدون أن الصحيفة التي كتب فيها ذلك المقال تتبعها، عن المسؤول عن تلك الجهة، بل يأخذهم الخيال إلى القول بأن هذا دليل على صراع محتدم بين تيارات لها تأثير على القرار والحكم «لم يبقَ إلا اعتبار تعرض مسؤول إلى زكام دليلاً على عدم الرضا عنه أو رسالة إلى جهة ما»!
لا تفسير لهذا غير الفراغ الذي صار أولئك يعيشونه نتيجة عدم قدرتهم على التحرك وشعورهم بالهزيمة، وإلا فإن من واجب الصحافيين والكتاب أن ينتقدوا كل الجهات، والجهات الحكومية منها على وجه الخصوص، بغية توضيح الصورة للمعنيين كي يتخذوا القرارات التي من شأنها إصلاح الخلل إن وجد، فهذا أحد مسؤوليات الصحافة. أيضاً فإن القانون يتيح لكل فرد التعبير عن آرائه عبر مختلف وسائل التواصل والاتصال، ومعروف أن قيام المسؤول بنشر تغريدة في حسابه لا يعني أن الحكومة توافقه على رأيه أو أنه يمثلها، وبالتالي فإن انتقاد ما كتب ونشر يوجه إليه هو وليس إلى الحكومة، وهذا أمر وضحه ديوان الخدمة المدنية أخيراً.
تصور أن كاتباً ما ينتقد جهة رسمية ما بالتقصير في أمر ما، فينشط خيال أولئك ويقولون إن هذا يعني أمراً ما، وأن هذا النقد قد يكون تمهيداً لقرار ما قد يصدر قريباً، وإنه لولا أن جهة ما طلبت من الكاتب أو أمرته أن يكتب ما كتب لما كتب! هذا خيال مريض صار يعاني منه أولئك الذين شعروا بالهزيمة وتأكدوا أنهم تسببوا على الآخرين وعرضوهم للأذى وجرحوا مستقبلهم وأنهم لم يعودوا قادرين على تحقيق أي من الوعود التي وعدوا بها وتعهدوا بتحقيقها. لا تفسير لما يقومون به حالياً غير هذا.
ما قد لا يعرفه أولئك أو لا ينتبهون إليه هو أن الحكومة إن أرادت أن تنتقد أداء مسؤول ما أو توصل ملاحظاتها على أدائه إليه أو محاسبته على تصريح أدلى به أو تغريدة نشرها أو تقصير في عمله فإنها لا تتردد عن استدعائه وإبلاغه بكل ذلك ومحاسبته، فهو مسؤول أمامها وهي قادرة على فعل ذلك، وبالتالي فإنها لا تحتاج إلى أن توصل إليه ما تريد توصيله عبر الطرق التي لا وجود لها إلا في ذلك الخيال المريض.
في السياق نفسه فإن الأكيد هو أنه لا يوجد في البحرين صراعات كالتي يدعون إلا في خيال أولئك الذين أقنعوا أنفسهم بأن ما يقولونه في هذا الخصوص صحيح، فالأمور في البحرين واضحة، وهي ليست كما في بعض الدول التي يعرفونها جيداً، فالجميع هنا يعمل بنفس واحد ويخدم راية واحدة والأمور واضحة.