من الأمور اللافتة والمثيرة للضحك والسخرية أن النظام الإيراني الذي لا يفوت فرصة لانتقاد ومهاجمة كل بلاد العالم التي تضطر إلى إنزال وحدات مكافحة الشغب للتعامل مع المتظاهرين في بعض المواقف، والذي يوجه فضائياته «السوسة» إلى بث وإعادة بث المشاهد المعبرة عن ذلك على مدار الساعة، هذا النظام «اضطر» منذ الخميس الماضي إلى التعامل مع المتظاهرين الإيرانيين السلميين الذين خرجوا في العديد من المدن الإيرانية ليعبروا عن الحال المزرية التي وصلوا إليها وليصرخوا في وجه الفقر والبطالة.
الفيديوهات التي قام المتظاهرون الإيرانيون بتصويرها، والصور التي قاموا بالتقاطها لشرطة مكافحة الشغب الإيرانية وهم يتعاملون مع المتظاهرين بوحشية، فضحت هذا النظام المناقض لنفسه، فمن ينتقد ما يقوم به شرطة مكافحة الشغب في البلدان الأخرى يفترض ألا يلجأ إلى «النسخة الإيرانية» منها للتعامل مع المتظاهرين السلميين الذين لم يخرجوا إلا ليعبروا عن ضيقهم وعدم رضاهم عن المستوى المعيشي المنخفض جداً والسيئ الذي صاروا فيه منذ اختطاف الملالي لثورتهم قبل نحو أربعين سنة وتوصيل رسالة إلى المسؤولين.
تفسيري لذلك هو أن الفارق بين شرطة مكافحة الشغب في دول العالم وشرطة مكافحة الشغب في إيران هو أن عصا شرطي النظام الإيراني «بريكة» لأنه «مقري عليها» من قبل حكام «الجمهورية الإسلامية» وأن من تصيبه تحل عليه البركة ويأتيه الرزق من حيث لا يحتسب، خصوصاً إن قام شرطي النظام بضربه بذمة وضمير، والأمر نفسه فيما يخص استخدامهم للقنابل المسيلة للدموع والتي يعبر عنها النظام بـ«الغازات السامة» عندما تستخدم من قبل شرطة مكافحة الشغب في بعض الدول وخصوصاً البحرين، حيث يبدو أن من تصله من المتظاهرين يأتيه خير مماثل!
الآن وبعد أن بدأ الشعب الإيراني الذي عانى على مدى أربعة عقود من نظام الملالي والولي الفقيه يعبر عن غضبه وعدم رضاه عن الحال التي صار فيها، الآن فقط «سيحلل» النظام الإيراني التعامل مع المتظاهرين ومع كل من يعتقد أنه يهدد وجوده، والأكيد أن معمميه سيصدرون عشرات الفتاوى التي تؤيد ما تقوم به وحدة مكافحة الشغب والحرس الثوري وكل الميليشيات التي أوجدها النظام ليحمي نفسه ويستمر في اختطاف الشرعية من أهلها، ولا يستبعد أن يكون من بين تلك الفتاوى فتوى تجيز للنظام إعدام بعض المتظاهرين والمحتجين من دون محاكمة.. فالسلطة بالنسبة لهذا النظام «عديل الروح».
على مدى أكثر من ست سنوات ظلت الفضائيات «السوسة» الإيرانية تبث لقطات لبعض رجال شرطة الشغب في بعض البلدان التي يعاديها النظام الإيراني وتقحمها في بعض البرامج إقحاماً، فهل ستبث الآن ولو لقطة واحدة لشرطة شغب النظام الإيراني وهم يتعاملون مع المتظاهرين الإيرانيين السلميين الذين خرجوا للتعبير عن افتقارهم للقمة العيش بوحشية يصعب وصفها؟ هل سيسمح هذا النظام لأي فضائية من فضائياته المنتشرة في كل مكان والتي تصرف عليها الأموال الطائلة لتبث ولو لقطة واحدة للإجرام الذي تمارسه شرطته ضد المواطنين الإيرانيين الذين كل جرمهم هو أنهم يسألون النظام أن «يأمنهم من جوع»؟
ما جرى في المدن الإيرانية في الأيام الأخيرة ليس إلا البداية، فالاحتجاجات ستستمر ولن يقتنع العالم بروايات النظام الإيراني التي ملخص تلك المزاعم أن أمريكا والسعودية تحرض الإيرانيين على خلق الفوضى في بلادهم بغية إضعاف النظام. والأكيد أن تعامل النظام مع المتظاهرين والمحتجين بتلك الكيفية ليس إلا البداية، فبعد قليل ستزداد أعداد المعتقلين والمتضررين من طرق تعامل النظام معهم لأنهم تجرؤوا وعبروا عن عدم رضاهم عن المستوى المعيشي الضئيل الذي صاروا فيه، وعن احتجاجهم على صرف النظام لثرواتهم على الخارج وعلى مغامرات لا يأتيهم منها إلا الأذى والسمعة السيئة لبلادهم.
الفيديوهات التي قام المتظاهرون الإيرانيون بتصويرها، والصور التي قاموا بالتقاطها لشرطة مكافحة الشغب الإيرانية وهم يتعاملون مع المتظاهرين بوحشية، فضحت هذا النظام المناقض لنفسه، فمن ينتقد ما يقوم به شرطة مكافحة الشغب في البلدان الأخرى يفترض ألا يلجأ إلى «النسخة الإيرانية» منها للتعامل مع المتظاهرين السلميين الذين لم يخرجوا إلا ليعبروا عن ضيقهم وعدم رضاهم عن المستوى المعيشي المنخفض جداً والسيئ الذي صاروا فيه منذ اختطاف الملالي لثورتهم قبل نحو أربعين سنة وتوصيل رسالة إلى المسؤولين.
تفسيري لذلك هو أن الفارق بين شرطة مكافحة الشغب في دول العالم وشرطة مكافحة الشغب في إيران هو أن عصا شرطي النظام الإيراني «بريكة» لأنه «مقري عليها» من قبل حكام «الجمهورية الإسلامية» وأن من تصيبه تحل عليه البركة ويأتيه الرزق من حيث لا يحتسب، خصوصاً إن قام شرطي النظام بضربه بذمة وضمير، والأمر نفسه فيما يخص استخدامهم للقنابل المسيلة للدموع والتي يعبر عنها النظام بـ«الغازات السامة» عندما تستخدم من قبل شرطة مكافحة الشغب في بعض الدول وخصوصاً البحرين، حيث يبدو أن من تصله من المتظاهرين يأتيه خير مماثل!
الآن وبعد أن بدأ الشعب الإيراني الذي عانى على مدى أربعة عقود من نظام الملالي والولي الفقيه يعبر عن غضبه وعدم رضاه عن الحال التي صار فيها، الآن فقط «سيحلل» النظام الإيراني التعامل مع المتظاهرين ومع كل من يعتقد أنه يهدد وجوده، والأكيد أن معمميه سيصدرون عشرات الفتاوى التي تؤيد ما تقوم به وحدة مكافحة الشغب والحرس الثوري وكل الميليشيات التي أوجدها النظام ليحمي نفسه ويستمر في اختطاف الشرعية من أهلها، ولا يستبعد أن يكون من بين تلك الفتاوى فتوى تجيز للنظام إعدام بعض المتظاهرين والمحتجين من دون محاكمة.. فالسلطة بالنسبة لهذا النظام «عديل الروح».
على مدى أكثر من ست سنوات ظلت الفضائيات «السوسة» الإيرانية تبث لقطات لبعض رجال شرطة الشغب في بعض البلدان التي يعاديها النظام الإيراني وتقحمها في بعض البرامج إقحاماً، فهل ستبث الآن ولو لقطة واحدة لشرطة شغب النظام الإيراني وهم يتعاملون مع المتظاهرين الإيرانيين السلميين الذين خرجوا للتعبير عن افتقارهم للقمة العيش بوحشية يصعب وصفها؟ هل سيسمح هذا النظام لأي فضائية من فضائياته المنتشرة في كل مكان والتي تصرف عليها الأموال الطائلة لتبث ولو لقطة واحدة للإجرام الذي تمارسه شرطته ضد المواطنين الإيرانيين الذين كل جرمهم هو أنهم يسألون النظام أن «يأمنهم من جوع»؟
ما جرى في المدن الإيرانية في الأيام الأخيرة ليس إلا البداية، فالاحتجاجات ستستمر ولن يقتنع العالم بروايات النظام الإيراني التي ملخص تلك المزاعم أن أمريكا والسعودية تحرض الإيرانيين على خلق الفوضى في بلادهم بغية إضعاف النظام. والأكيد أن تعامل النظام مع المتظاهرين والمحتجين بتلك الكيفية ليس إلا البداية، فبعد قليل ستزداد أعداد المعتقلين والمتضررين من طرق تعامل النظام معهم لأنهم تجرؤوا وعبروا عن عدم رضاهم عن المستوى المعيشي الضئيل الذي صاروا فيه، وعن احتجاجهم على صرف النظام لثرواتهم على الخارج وعلى مغامرات لا يأتيهم منها إلا الأذى والسمعة السيئة لبلادهم.