على مدى أكثر من ست سنوات ظلت إيران ترصد كل تصريح يصدر عن وزارة الداخلية في البحرين وتنتقد كل إجراء تقوم به لحماية المواطنين والمقيمين وتوظف كل ذلك في عمليات الهجوم الإعلامي عليها، وظلت تعتبر التخريبيين والإرهابيين الذي يسعون إلى إرباك الحياة والاستقرار في هذه البلاد «مناضلين وثوريين» واستمرت في توفير كل ما يحتاجونه من دعم مادي ومعنوي، حتى صار الناس يشككون في قدراتهم العقلية ويعتقدون أن الصح والمنطقي هو أن تقف وزارة الداخلية في البحرين مكتوفة الأيدي وألا تقوم حتى بانتقاد ما يقوم به أولئك المخربون والإرهابيون. لهذا برز السؤال عن السبب وراء عدم سكوت وزارة الداخلية الإيرانية عن المشاركين في الأحداث التي لاتزال مستمرة في مختلف المناطق الإيرانية وعدم اعتبارهم كذلك رغم أن هؤلاء لم يخرجوا إلا للتعبير عن عدم رضاهم عن ممارسات حكام إيران وللمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية في بلادهم. كذلك برز السؤال عن سبب ممارسة حكومة الملالي ما ظلت تعتبر ممارسته في البحرين حراماً وتجاوزاً واعتداء على الشعب فوجهت وزير داخليتها ليحذر من أن الحكومة ستتصدى بقوة «لمن يستخدمون العنف ويثيرون الفوضى»؟
قيام الحكومة الإيرانية بكل هذا وبغيره يجعل العالم كله يتساءل باستغراب عما إذا كان النظام الإيراني يعتقد أن من حقه هو فقط أن يدافع عن نفسه بينما لا يحق للآخرين أن يدافعوا عن أنفسهم؟
ما قامت به البحرين على مدى تلك السنوات ولاتزال تقوم به أمر طبيعي وغير مخالف للقانون، وهو نفسه الذي تقوم به أي حكومة في العالم عندما تتعرض البلاد التي تديرها إلى مثل ما تعرضت له البحرين، والدليل هو أن الحكومة الإيرانية قامت بعمل الشيء نفسه وتعاملت مع ما يجري في إيران بطريقة مماثلة، فهل تستطيع إيران مثلاً أن تقول إنها لم تستخدم مسيلات الدموع ولم «تتعامل» مع المتظاهرين ولم تعتقل أحداً؟
ما رآه الجميع هو أن النظام الإيراني لم يدخر وسيلة ولا تصريحاً إلا استخدمه لمنع المواطنين الإيرانيين الذين ضاقوا ذرعاً بحكم ولاية الفقيه من ممارسة حقهم الطبيعي في التعبير ومطالبة الحكومة الإيرانية بوضع حد للفساد الذي أفقرهم ولمنع نهب ثروات الشعب وتبديدها على دعم الإرهاب والإرهابيين في البلاد العربية.
كل ما قامت به وزارة الداخلية في البحرين في مثل هذه الظروف قامت به وزارة الداخلية في إيران ولكن مع فارقين، الأول أن الحكومة الإيرانية بالغت في التعامل مع المتظاهرين والمحتجين فاعتقلت منهم المئات بل الألوف وتعاملت معهم بطريقة لا يقرها القانون وبوحشية فضحتها كاميرات الشعب الإيراني، أما في داخل المعتقلات وأماكن الاحتجاز فالأكيد أن العاملين فيها تلقوا تعليمات للتعامل مع المعتقلين والمحتجزين بطريقة تنسيهم «حليب أمهاتهم»!
البحرين تعاملت مع من قام بأعمال الفوضى والتخريب والذين هم ليسوا على حق وفق القانون وبالطرق المشروعة، بينما تتعامل إيران مع من خرج مطالباً بتصحيح الأوضاع، وهم على حق، بعيداً عن القانون وبطرق غير مشروعة وغير إنسانية، وهو ما سيتبين بعد قليل حيث ستضطر الحكومة الإيرانية إلى الاعتراف بمقتل عدد كبير من «الذين أغواهم الشيطان فشاركوا في الاحتجاجات»!
الفارق الآخر والذي هو على درجة كبيرة من الأهمية هو أن البحرين كانت تقول الصدق ولم تنكر أن هناك أموراً ينبغي إصلاحها، بل لم تكن تختلف مع من خرج مطالباً بذلك، وكانت تعمل بجد في عملية الإصلاح، بينما تقول إيران وببجاحة لا مثيل لها إن «هدف المظاهرات هو عرقلة طريق تحرير القدس» وإن السبب هو أن «إيران تدعم المقاومة العربية والإسلامية والحقوق المشروعة للشعوب المستضعفة والمظلومة في العالم» وإن هذه «مؤامرة أمريكية صهيونية»!
قيام الحكومة الإيرانية بكل هذا وبغيره يجعل العالم كله يتساءل باستغراب عما إذا كان النظام الإيراني يعتقد أن من حقه هو فقط أن يدافع عن نفسه بينما لا يحق للآخرين أن يدافعوا عن أنفسهم؟
ما قامت به البحرين على مدى تلك السنوات ولاتزال تقوم به أمر طبيعي وغير مخالف للقانون، وهو نفسه الذي تقوم به أي حكومة في العالم عندما تتعرض البلاد التي تديرها إلى مثل ما تعرضت له البحرين، والدليل هو أن الحكومة الإيرانية قامت بعمل الشيء نفسه وتعاملت مع ما يجري في إيران بطريقة مماثلة، فهل تستطيع إيران مثلاً أن تقول إنها لم تستخدم مسيلات الدموع ولم «تتعامل» مع المتظاهرين ولم تعتقل أحداً؟
ما رآه الجميع هو أن النظام الإيراني لم يدخر وسيلة ولا تصريحاً إلا استخدمه لمنع المواطنين الإيرانيين الذين ضاقوا ذرعاً بحكم ولاية الفقيه من ممارسة حقهم الطبيعي في التعبير ومطالبة الحكومة الإيرانية بوضع حد للفساد الذي أفقرهم ولمنع نهب ثروات الشعب وتبديدها على دعم الإرهاب والإرهابيين في البلاد العربية.
كل ما قامت به وزارة الداخلية في البحرين في مثل هذه الظروف قامت به وزارة الداخلية في إيران ولكن مع فارقين، الأول أن الحكومة الإيرانية بالغت في التعامل مع المتظاهرين والمحتجين فاعتقلت منهم المئات بل الألوف وتعاملت معهم بطريقة لا يقرها القانون وبوحشية فضحتها كاميرات الشعب الإيراني، أما في داخل المعتقلات وأماكن الاحتجاز فالأكيد أن العاملين فيها تلقوا تعليمات للتعامل مع المعتقلين والمحتجزين بطريقة تنسيهم «حليب أمهاتهم»!
البحرين تعاملت مع من قام بأعمال الفوضى والتخريب والذين هم ليسوا على حق وفق القانون وبالطرق المشروعة، بينما تتعامل إيران مع من خرج مطالباً بتصحيح الأوضاع، وهم على حق، بعيداً عن القانون وبطرق غير مشروعة وغير إنسانية، وهو ما سيتبين بعد قليل حيث ستضطر الحكومة الإيرانية إلى الاعتراف بمقتل عدد كبير من «الذين أغواهم الشيطان فشاركوا في الاحتجاجات»!
الفارق الآخر والذي هو على درجة كبيرة من الأهمية هو أن البحرين كانت تقول الصدق ولم تنكر أن هناك أموراً ينبغي إصلاحها، بل لم تكن تختلف مع من خرج مطالباً بذلك، وكانت تعمل بجد في عملية الإصلاح، بينما تقول إيران وببجاحة لا مثيل لها إن «هدف المظاهرات هو عرقلة طريق تحرير القدس» وإن السبب هو أن «إيران تدعم المقاومة العربية والإسلامية والحقوق المشروعة للشعوب المستضعفة والمظلومة في العالم» وإن هذه «مؤامرة أمريكية صهيونية»!