تتجه منطقة الشرق الأوسط إلى منحنى خطير وحساس في نفس الوقت لما للأحداث من تسارع، وسط فوضى عارمة في إيران ومفاوضات متقدمة في سوريا وإختفاء الميليشيات الإرهابية في العديد من المناطق منها العراق، وتقدم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن ضد الحوثيين.
غير أن الحدث الأبرز الذي احتل أولويات أجندة أغلب وسائل الإعلام هي التظاهرات في إيران، ولعلها بداية لإضعاف دولة ولاية الفقيه التي خدعت الشعب الإيراني منذ عام 1979، وقد نتج عن هذه الدولة تفريط حاد بالأموال والثروات لصالح المشروع التوسعي لها في منطقة الشرق الأوسط والذي كلف خزائن جمهورية إيران مبالغ طائلة لا تعد ولا تحصى وبمعاونة دول كبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في إداراتها السابقة كأوباما، إلا أن تعاقب الأمور قد جعل الشعب الإيراني يثور على الخميني وزمرته نتيجة الانتهاكات والاستبداد المقمع بحقهم، والذي نتج عنه تجويع الشعب مقابل مشروع توسعي تحت وطأة تصدير الثورة الخمينية.
المواقف الدولية من تلك التظاهرات قد تكون جادة نوعاً ما وخاصة الأمريكية منها، فالإدارة في واشنطن ارتأت أن مرحلة الخريف العربي حققت نتائج طيبة لمصالحها في المنطقة، واستمرار النظام الذي قاد هذا الخريف يتسبب بتعرض المصالح الأمريكية إلى التهديد، وهنا لا أميل إلى الذهاب نحو اتهام أمريكا بتحريك المظاهرات في إيران، ولكن شرارة المظاهرات بدأت داخل طهران وقد استغلت واشنطن ذلك لدعمها وبلورتها بالصورة المناسبة.
استمرار تلك التظاهرات وسط دعم دولي وأممي، يجعل إيران ومنطقة الخليج العربي أمام منحنى خطير جداً، فنتائج هذه التظاهرات إن لم تكن لصالح الشعب الإيراني فإنها ستكون كارثية على المنطقة، فهي أمام مفترق طرق إما استمرار منهج تصدير الثورة الخمينية أو أنها تقف درعاً ضده ومن ثم إيجاد نظام حكم لدولة يكون منهجها يتناسب مع المجتمع الإيراني ويتوافق عليه جميع أطيافه.
المسألة الأهم هي أن دول الخليج العربي كمواقف رسمية لم تعلنها تجاه تلك التظاهرات، لأن مجرد إعلان تلك المواقف سيعطي الذريعة لدى الإدارة الإيرانية باتهام دول الخليج العربي بأنها تتدخل بالشأن المحلي، وهذا الأمر تجنبته دولنا لدرايتها الكاملة بعقلية الإدارة في طهران.
كما أن النقطة الجوهرية في تلك التظاهرات، ويجب على متخذي القرار والمعنيين بالسياسة الخارجية بدول المنطقة أن تغيير نظام الحكم بإيران لا يعني بأن الملفات العالقة بين إيران والخليج العربي سيتم حلها، وستكون إيران الدولة الجارة الحبيبة، فمنهج إيران الفارسي ينظر للخليج العربي على أنه خليج فارسي وأنها لن تتنازل عن هذا الأمر، كما أن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من إيران لن يتم حلها على الفور، وغيرها من الإشكاليات.
ما أود توصيله من ذلك أن التظاهرات في إيران أو كما يطلق عليها ثورة الجياع ستكون لها بصمة في تاريخ الثورات إذا نجحت، والرهان على نجاحها هو انشقاق الجيش الإيراني والحرس الثوري، فروسيا مثلاً لن تتدخل في الشأن الإيراني لدعم خامنئي لأنها لا تريد أن تخسر أكثر من صندوقها السيادي وفي الوقت نفسه لديها بطولة كأس العالم والتي تحتاج إلى المزيد من التركيز لإنجاحها، وكما هو متعارف فإن الصين كدولة عظمى لن تتدخل كذلك لأن سياستها الخارجية هي سياسة الاقتصاد أولاً وأخيراً.
وبالتالي فإن نظام خامنئي يغرد وحيداً للتعامل مع المتظاهرين الحاصلين على دعم إعلامي من قبل وسائل الإعلام الأمريكية والتي هي نفسها تحالفت معه في وقت ما وهي الآن تقوم بالتخلص منه، وأنا أرى أن الحكم على نجاح هذه التظاهرات هو سابق لأوانه، وأن استمرار تلك التظاهرات وزيادة وتيرتها فإن النظام الإيراني لن يسمح بوجودها وسيحاربها بالطريقة التي يفضلها وسيصل الأمر بأن يفرض استبداده عليهم بارتكاب مجازر بشرية حتى يبقى على الساحة، فانشقاق القطاعات العسكرية هي النقطة الفارقة في نجاح أو فشل ثورة الجياع.
{{ article.visit_count }}
غير أن الحدث الأبرز الذي احتل أولويات أجندة أغلب وسائل الإعلام هي التظاهرات في إيران، ولعلها بداية لإضعاف دولة ولاية الفقيه التي خدعت الشعب الإيراني منذ عام 1979، وقد نتج عن هذه الدولة تفريط حاد بالأموال والثروات لصالح المشروع التوسعي لها في منطقة الشرق الأوسط والذي كلف خزائن جمهورية إيران مبالغ طائلة لا تعد ولا تحصى وبمعاونة دول كبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في إداراتها السابقة كأوباما، إلا أن تعاقب الأمور قد جعل الشعب الإيراني يثور على الخميني وزمرته نتيجة الانتهاكات والاستبداد المقمع بحقهم، والذي نتج عنه تجويع الشعب مقابل مشروع توسعي تحت وطأة تصدير الثورة الخمينية.
المواقف الدولية من تلك التظاهرات قد تكون جادة نوعاً ما وخاصة الأمريكية منها، فالإدارة في واشنطن ارتأت أن مرحلة الخريف العربي حققت نتائج طيبة لمصالحها في المنطقة، واستمرار النظام الذي قاد هذا الخريف يتسبب بتعرض المصالح الأمريكية إلى التهديد، وهنا لا أميل إلى الذهاب نحو اتهام أمريكا بتحريك المظاهرات في إيران، ولكن شرارة المظاهرات بدأت داخل طهران وقد استغلت واشنطن ذلك لدعمها وبلورتها بالصورة المناسبة.
استمرار تلك التظاهرات وسط دعم دولي وأممي، يجعل إيران ومنطقة الخليج العربي أمام منحنى خطير جداً، فنتائج هذه التظاهرات إن لم تكن لصالح الشعب الإيراني فإنها ستكون كارثية على المنطقة، فهي أمام مفترق طرق إما استمرار منهج تصدير الثورة الخمينية أو أنها تقف درعاً ضده ومن ثم إيجاد نظام حكم لدولة يكون منهجها يتناسب مع المجتمع الإيراني ويتوافق عليه جميع أطيافه.
المسألة الأهم هي أن دول الخليج العربي كمواقف رسمية لم تعلنها تجاه تلك التظاهرات، لأن مجرد إعلان تلك المواقف سيعطي الذريعة لدى الإدارة الإيرانية باتهام دول الخليج العربي بأنها تتدخل بالشأن المحلي، وهذا الأمر تجنبته دولنا لدرايتها الكاملة بعقلية الإدارة في طهران.
كما أن النقطة الجوهرية في تلك التظاهرات، ويجب على متخذي القرار والمعنيين بالسياسة الخارجية بدول المنطقة أن تغيير نظام الحكم بإيران لا يعني بأن الملفات العالقة بين إيران والخليج العربي سيتم حلها، وستكون إيران الدولة الجارة الحبيبة، فمنهج إيران الفارسي ينظر للخليج العربي على أنه خليج فارسي وأنها لن تتنازل عن هذا الأمر، كما أن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من إيران لن يتم حلها على الفور، وغيرها من الإشكاليات.
ما أود توصيله من ذلك أن التظاهرات في إيران أو كما يطلق عليها ثورة الجياع ستكون لها بصمة في تاريخ الثورات إذا نجحت، والرهان على نجاحها هو انشقاق الجيش الإيراني والحرس الثوري، فروسيا مثلاً لن تتدخل في الشأن الإيراني لدعم خامنئي لأنها لا تريد أن تخسر أكثر من صندوقها السيادي وفي الوقت نفسه لديها بطولة كأس العالم والتي تحتاج إلى المزيد من التركيز لإنجاحها، وكما هو متعارف فإن الصين كدولة عظمى لن تتدخل كذلك لأن سياستها الخارجية هي سياسة الاقتصاد أولاً وأخيراً.
وبالتالي فإن نظام خامنئي يغرد وحيداً للتعامل مع المتظاهرين الحاصلين على دعم إعلامي من قبل وسائل الإعلام الأمريكية والتي هي نفسها تحالفت معه في وقت ما وهي الآن تقوم بالتخلص منه، وأنا أرى أن الحكم على نجاح هذه التظاهرات هو سابق لأوانه، وأن استمرار تلك التظاهرات وزيادة وتيرتها فإن النظام الإيراني لن يسمح بوجودها وسيحاربها بالطريقة التي يفضلها وسيصل الأمر بأن يفرض استبداده عليهم بارتكاب مجازر بشرية حتى يبقى على الساحة، فانشقاق القطاعات العسكرية هي النقطة الفارقة في نجاح أو فشل ثورة الجياع.