«يعد إنشاء فروع جديدة لجامعة آزاد الإسلامية الإيرانية في المدن السورية والعراقية الرئيسة وتوسيع فرعها الرئيس في لبنان وتمددها نحو دول شرق أوسطية مضطربة مثل أفغانستان مثالاً على كيفية استخدام طهران لأدوات القوة الناعمة لتوسيع نطاق نفوذها في المنطقة.. المنظمات التعليمية والثقافية والخيرية الإيرانية في الخارج تكمل أيضاً استراتيجيات القوة الصعبة في البلاد وتوفر أحياناً غطاءً مدنياً لعناصر الحرس الثوري للقيام بأنشطة تخريبية على حساب الاستقرار الإقليمي». الفقرة السابقة مقتطفة من تقرير منشور في أحد المواقع الإلكترونية وهي بمثابة جرس إنذار ينبغي أن ينتبه إليه المسؤولون في الدول العربية بشكل عام وفي دول مجلس التعاون بصفة خاصة، فهذا الكلام يؤكد ما تقوله الدول المتضررة من إيران وأولها البحرين، فالنظام الإيراني يعمل ليل نهار على التغلغل في العديد من الدول وعلى التمدد أملاً في استرداد الإمبراطورية الفارسية والسيطرة على المنطقة، وهو ما يؤكده تحليل لـ»معهد الشرق الأوسط» في واشنطن الذي يضيف أن «هذا التوسع جزء من استراتيجية إيران الناعمة المتطورة التي تعزز الأهداف الأيديولوجية والسياسية لطهران».
اليوم صار صعباً على إيران إنكار أنها «تستخدم المنظمات التعليمية والخيرية والثقافية لتلقين أفكارها الأيديولوجية للشباب الشيعة في المنطقة»، وصار سهلاً القول إنها بهذا تعمل على «تجنيدهم أيضاً ضمن معركتها الإقليمية للسلطة والهيمنة»، كما جاء في التقرير نفسه الذي يشير إلى أن وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر ولايتي والذي يرأس مجلس إدارة هذه الجامعة أكد في يوليو العام الماضي على أهمية افتتاح فروع الجامعة الجديدة كي «تساعد المزيد من الشباب العراقيين واللبنانيين على الحصول على التعليم العالي ولتدريب الجيل التالي من المقاومة»... و»أن يكون لمنظمة الباسيج -أحد فروع الحرس الثوري الإيراني- حضور شامل في الأنشطة الثقافية والأيديولوجية والاجتماعية لجامعة آزاد». هذا الأسلوب الإيراني أصبح مكشوفاً، فإيران تؤسس لجاناً ظاهرها للإغاثة ومساعدة المحتاجين وباطنها أهداف شريرة لا ينتبه الذين يشاركون فيها إلى أنهم يعينون النظام الإيراني على تحقيقها من دون أن يعلموا ومن دون مقابل، واليوم لم يعد أحد يشكك في أن المنظمات الخيرية والثقافية الإيرانية ليست إلا غطاء للحرس الثوري وأن العاملين فيها ليسوا إلا عناصر تقوم بأنشطة تخريبية لزعزعة استقرار البلدان التي تعمل فيها ولتحقيق أهداف الحرس الثوري والمرشد العام.
حسب المتوفر من معلومات فإن جامعة «آزاد» أسسها الخميني في 1982 ويدرس فيها حالياً ما لا يقل عن مليون طالب في أكثر من 300 فرع داخل إيران وخارجها، والأكيد أن إيران سارعت إلى فتح فروع لها في العراق وسوريا بشكل خاص فور أن تدمرت الجامعات والمراكز التعليمية فيهما، وهو ما يفضح إيران ويؤكد أنها تتخذ من المؤسسات التعليمية واللجان الخيرية والثقافية والحقوقية غطاء لتحقيق أهدافها السيئة في هذين البلدين العربيين وفي العديد من دول المنطقة أبرزها أفغانستان التي تعمد إلى إرسال من يتم غسل دماغه من أبنائها إلى البلدان التي تتواجد فيها قوات الحرس الثوري الإيراني و»المستشارين الإيرانيين» حيث يتم دفعهم إلى الصفوف الأمامية مقابل مبالغ زهيدة تدفع إلى ذويهم عند مقتلهم.
السؤال الذي ينبغي أن تتوفر له إجابة واضحة فيما يخص البحرين هو هل يوجد «بحرينيون» يدرسون في هذه الجامعة في إيران أو سوريا أو العراق أو غيرها؟ أو في غيرها من الجامعات الإيرانية؟ وهل يوجد «بحرينيون» يعملون في اللجان والمنظمات الخيرية والتعليمية والحقوقية الإيرانية التي ظاهرها الخير وباطنها كل أنواع الشرور؟
الجواب المنطقي هو نعم لأن عكسه يعني فشل النظام الإيراني في تحقيق أهدافه من دعم أولئك الذين ظل يدعمهم ولايزال أملاً في زعزعة الاستقرار في هذه البلاد.
{{ article.visit_count }}
اليوم صار صعباً على إيران إنكار أنها «تستخدم المنظمات التعليمية والخيرية والثقافية لتلقين أفكارها الأيديولوجية للشباب الشيعة في المنطقة»، وصار سهلاً القول إنها بهذا تعمل على «تجنيدهم أيضاً ضمن معركتها الإقليمية للسلطة والهيمنة»، كما جاء في التقرير نفسه الذي يشير إلى أن وزير الخارجية الإيراني السابق علي أكبر ولايتي والذي يرأس مجلس إدارة هذه الجامعة أكد في يوليو العام الماضي على أهمية افتتاح فروع الجامعة الجديدة كي «تساعد المزيد من الشباب العراقيين واللبنانيين على الحصول على التعليم العالي ولتدريب الجيل التالي من المقاومة»... و»أن يكون لمنظمة الباسيج -أحد فروع الحرس الثوري الإيراني- حضور شامل في الأنشطة الثقافية والأيديولوجية والاجتماعية لجامعة آزاد». هذا الأسلوب الإيراني أصبح مكشوفاً، فإيران تؤسس لجاناً ظاهرها للإغاثة ومساعدة المحتاجين وباطنها أهداف شريرة لا ينتبه الذين يشاركون فيها إلى أنهم يعينون النظام الإيراني على تحقيقها من دون أن يعلموا ومن دون مقابل، واليوم لم يعد أحد يشكك في أن المنظمات الخيرية والثقافية الإيرانية ليست إلا غطاء للحرس الثوري وأن العاملين فيها ليسوا إلا عناصر تقوم بأنشطة تخريبية لزعزعة استقرار البلدان التي تعمل فيها ولتحقيق أهداف الحرس الثوري والمرشد العام.
حسب المتوفر من معلومات فإن جامعة «آزاد» أسسها الخميني في 1982 ويدرس فيها حالياً ما لا يقل عن مليون طالب في أكثر من 300 فرع داخل إيران وخارجها، والأكيد أن إيران سارعت إلى فتح فروع لها في العراق وسوريا بشكل خاص فور أن تدمرت الجامعات والمراكز التعليمية فيهما، وهو ما يفضح إيران ويؤكد أنها تتخذ من المؤسسات التعليمية واللجان الخيرية والثقافية والحقوقية غطاء لتحقيق أهدافها السيئة في هذين البلدين العربيين وفي العديد من دول المنطقة أبرزها أفغانستان التي تعمد إلى إرسال من يتم غسل دماغه من أبنائها إلى البلدان التي تتواجد فيها قوات الحرس الثوري الإيراني و»المستشارين الإيرانيين» حيث يتم دفعهم إلى الصفوف الأمامية مقابل مبالغ زهيدة تدفع إلى ذويهم عند مقتلهم.
السؤال الذي ينبغي أن تتوفر له إجابة واضحة فيما يخص البحرين هو هل يوجد «بحرينيون» يدرسون في هذه الجامعة في إيران أو سوريا أو العراق أو غيرها؟ أو في غيرها من الجامعات الإيرانية؟ وهل يوجد «بحرينيون» يعملون في اللجان والمنظمات الخيرية والتعليمية والحقوقية الإيرانية التي ظاهرها الخير وباطنها كل أنواع الشرور؟
الجواب المنطقي هو نعم لأن عكسه يعني فشل النظام الإيراني في تحقيق أهدافه من دعم أولئك الذين ظل يدعمهم ولايزال أملاً في زعزعة الاستقرار في هذه البلاد.