في مقابلة صحافية أجريت معه أخيراً اختصر القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة قصة إيران وأسباب اعتبارها دولة ضارة ومعادية واتخاذ موقف سالب منها بقوله إنها «جمعت قواها لاستهداف أمن واستقرار المملكة، مدعومة بأجهزة استخباراتها، مستعينة بجماعات إرهابية حليفة للطائفية، تستعين بذلك بالهوية المذهبية وآليات الميليشيا والحروب بالوكالة، بهدف مد نفوذهم إلى المنطقة، ولم تتوقف لحظة عن زعزعة الاستقرار في المنطقة، بل راحت تضاعف من دعمها لمختلف الأنشطة الإرهابية، لتحقيق مطامعها، فكل ما يجري في البحرين جزء من مخطط كبير كشفته أحداث 2011».
هذه هي إيران لمن لا يعرفها ولا يعرف مخططاتها وحقيقتها، ولولا هذا لأكلت من علاقاتها مع دول المنطقة من فوقها ومن تحت أرجلها ولصار لها شأن واحترام ومكانة ولتمكنت من حل الكثير من مشكلاتها الداخلية، لكنها للأسف بدل أن تعمل على الاستفادة من جيرانها وتطور علاقاتها معهم انحرفت وصارت تمارس كل ذلك الذي تحدث عنه المشير، فتحولت من صديق إلى عدو وخسرت ثقة كل دول المنطقة.
العقلية الفارسية عقلية غريبة يصعب فهمها، فالذين سيطروا على مقاليد الحكم في إيران فور انتصار الثورة في عام 1979 وبدل أن يعملوا على كسب جيرانهم ليعززوا من تربعهم على العرش أطلقوا تصريحاتهم الفارغة بعزمهم تصدير الثورة، فكان من الطبيعي أن تعمد كل دول المنطقة إلى اتخاذ موقف سالب منها وتعمل على اتخاذ ما يلزم من خطوات لتحمي نفسها من المجهول الذي يتهددها.
طبعاً بالنسبة للفرس لا يعتبر ما تفعله السلطة الحالية في إيران غريباً، فالمؤرخون يؤكدون أنه في التاريخ الفارسي كان قتل الإخوة بعضهم البعض وقتل الأبوين من العلامات المألوفة لدى كل من يتسلم السلطة وأن ما كانوا يقومون به كان يعبر عن الطبيعة الاستبدادية للسلطة في فارس وعن حقيقة أن نجاح أي متمرد كان دليلاً كافياً على امتلاكه النعمة الإلهية.. وبذلك يكون حكمه شرعياً، فالشاه -أي الملك باللغة الفارسية- وإن لم يكن معبوداً مقدساً إلا أنه يعتبر نفسه ولي الله على الأرض وفوق جميع البشر بما فيهم أبناؤه والأمراء الآخرون.
على مدى التاريخ الفارسي تنبع شرعية الحاكم من الله، من النعمة الإلهية التي يطلق عليها في اللغة الفارسية «الفر»، ولهذا ليس مستغرباً أن يطلق على خامنئي اليوم صفات من هذا القبيل مثل «الولي الفقيه» و»ظل الله» و»قبلة العالم»، فهو امتداد لمن سبقه من «شاهات» في بلاد فارس، ولهذا أيضاً لم يختلف أسلوب الحكام الملالي عن أسلوب حكم أي شاه سبقهم إلى السلطة في فارس، فهذا هو ديدن حكام هذه البلاد منذ الدولة الأرشاقية إلى الدولة البهلوية.
من يقرأ تاريخ فارس يسهل عليه تبين أن من يعتلي العرش بـ»النعمة الإلهية» لا يسقطه إلا من يحصل على فرصة هذه النعمة فيعتبر نفسه ظل الله ويعتبر الشعب حكمه شرعياً ويكون له حق تخليص البلاد والعباد من كل من يتجرأ بالوقوف في وجهه.
لهذا ليس مستغرباً قيام إيران الملالي بجمع قواهم لاستهداف أمن جيرانها وخصوصاً البحرين التي يعتبرونها مختطفة، وليس مستغرباً استعانتهم بجماعات إرهابية حليفة للطائفية وبالميليشيات والحروب والعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة بغية مد نفوذهم ودعم مختلف الأنشطة الإرهابية لتحقيق مطامعهم، كما قال المشير الركن، فما يجري في البحرين لا يمكن أن يكون خارج المخطط الكبير الذي كشفت عنه أحداث 2011 ولا يمكن أن يكون خارج العقلية الفارسية التي لا يهمها من يعيش ومن يموت حيث المهم عندها هو استعادة الإمبراطورية الفارسية وأمجادها الغابرة.
{{ article.visit_count }}
هذه هي إيران لمن لا يعرفها ولا يعرف مخططاتها وحقيقتها، ولولا هذا لأكلت من علاقاتها مع دول المنطقة من فوقها ومن تحت أرجلها ولصار لها شأن واحترام ومكانة ولتمكنت من حل الكثير من مشكلاتها الداخلية، لكنها للأسف بدل أن تعمل على الاستفادة من جيرانها وتطور علاقاتها معهم انحرفت وصارت تمارس كل ذلك الذي تحدث عنه المشير، فتحولت من صديق إلى عدو وخسرت ثقة كل دول المنطقة.
العقلية الفارسية عقلية غريبة يصعب فهمها، فالذين سيطروا على مقاليد الحكم في إيران فور انتصار الثورة في عام 1979 وبدل أن يعملوا على كسب جيرانهم ليعززوا من تربعهم على العرش أطلقوا تصريحاتهم الفارغة بعزمهم تصدير الثورة، فكان من الطبيعي أن تعمد كل دول المنطقة إلى اتخاذ موقف سالب منها وتعمل على اتخاذ ما يلزم من خطوات لتحمي نفسها من المجهول الذي يتهددها.
طبعاً بالنسبة للفرس لا يعتبر ما تفعله السلطة الحالية في إيران غريباً، فالمؤرخون يؤكدون أنه في التاريخ الفارسي كان قتل الإخوة بعضهم البعض وقتل الأبوين من العلامات المألوفة لدى كل من يتسلم السلطة وأن ما كانوا يقومون به كان يعبر عن الطبيعة الاستبدادية للسلطة في فارس وعن حقيقة أن نجاح أي متمرد كان دليلاً كافياً على امتلاكه النعمة الإلهية.. وبذلك يكون حكمه شرعياً، فالشاه -أي الملك باللغة الفارسية- وإن لم يكن معبوداً مقدساً إلا أنه يعتبر نفسه ولي الله على الأرض وفوق جميع البشر بما فيهم أبناؤه والأمراء الآخرون.
على مدى التاريخ الفارسي تنبع شرعية الحاكم من الله، من النعمة الإلهية التي يطلق عليها في اللغة الفارسية «الفر»، ولهذا ليس مستغرباً أن يطلق على خامنئي اليوم صفات من هذا القبيل مثل «الولي الفقيه» و»ظل الله» و»قبلة العالم»، فهو امتداد لمن سبقه من «شاهات» في بلاد فارس، ولهذا أيضاً لم يختلف أسلوب الحكام الملالي عن أسلوب حكم أي شاه سبقهم إلى السلطة في فارس، فهذا هو ديدن حكام هذه البلاد منذ الدولة الأرشاقية إلى الدولة البهلوية.
من يقرأ تاريخ فارس يسهل عليه تبين أن من يعتلي العرش بـ»النعمة الإلهية» لا يسقطه إلا من يحصل على فرصة هذه النعمة فيعتبر نفسه ظل الله ويعتبر الشعب حكمه شرعياً ويكون له حق تخليص البلاد والعباد من كل من يتجرأ بالوقوف في وجهه.
لهذا ليس مستغرباً قيام إيران الملالي بجمع قواهم لاستهداف أمن جيرانها وخصوصاً البحرين التي يعتبرونها مختطفة، وليس مستغرباً استعانتهم بجماعات إرهابية حليفة للطائفية وبالميليشيات والحروب والعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة بغية مد نفوذهم ودعم مختلف الأنشطة الإرهابية لتحقيق مطامعهم، كما قال المشير الركن، فما يجري في البحرين لا يمكن أن يكون خارج المخطط الكبير الذي كشفت عنه أحداث 2011 ولا يمكن أن يكون خارج العقلية الفارسية التي لا يهمها من يعيش ومن يموت حيث المهم عندها هو استعادة الإمبراطورية الفارسية وأمجادها الغابرة.