إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن القدس عاصمة إسرائيل أثار موجة من الاحتجاجات في العالم ومواجهات مباشرة مع الفلسطينيين. هذا الإعلان أتى بعد ضعف عربي وفلسطيني في مواجهة تهويد القدس منذ اتفاقيات أوسلو حتى اليوم. هذا الإعلان ما هو إلا محاولة ترامبية لترسيخ الإقصاء المدروس للقدس من اتفاقيات أوسلو وعدم طرح القدس للمفاوضات، أي فرض حال من جانب واحد، وليس كما نصت عليه اتفاقية أوسلو. أوسلو أنهكت المدينة المقدسة وسكانها الفلسطينيين في كافة المجالات الحياتية. فإعلان ترامب ما هو إلا تأكيد على فرض الأمر الواقع في القدس الذي سعت له اتفاقية أوسلو وهو بتغيير الوضع القائم في القدس عن طريق فرض حقائق على أرض الواقع وتغيير الوضع الديموغرافي والاقتصادي والسياسي في المدينة لكي لا تتم مناقشة ملف القدس في أي مفاوضات مستقبلية. فإعلان القدس عاصمة إسرائيلية هو مرفوض فلسطينياً ودولياً حتى إنه مخالف لكل القوانين الدولية خصوصاً عندما نتحدث على أن القدس الشرقية هي مدينة محتلة وتحت حماية القانون الدولي الذي لم يحترمه ترامب بنفسه. ستبين المقالة أن إقصاء مدينة القدس من اتفاقيات أوسلو في عام 1993 أدى إلى تسريع عملية تهويدها المستمر دون أي رادع فلسطيني أو عربي، مما مهد الطريق إلى إعلان ترامب عنها كعاصمة إسرائيلية، مستفيداً بذلك من أن القدس تحولت إلى مدينة مجزأة بحدود غير معلنة ازدادت وتيرتها منذ اتفاقيات أوسلو. فلولا التهويد المستمر لشرقي القدس الذي أثرى السياسات الكولونيالية الاستيطانية الإسرائيلية، والغياب القيادي الفلسطيني عن الساحة المقدسية لما استطاع ترامب أن يعلن عنها كعاصمة إسرائيلية رغم معارضة قوية من غالبية دول العالم.
أوسلو عزلت القدس عن محيطها الفلسطيني والآن بتوقيع من ترامب!
منذ اتفاقيات أوسلو في عام 1993 وحتى اليوم تتّبع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسات ممنهجة لضم شرقي القدس إلى سيادتها الكاملة مما يتناقض مع كل المواثيق الدولية المتعارف عليها. حيث تسعى تلك السياسات إلى محاولات ضم القدس الشرقية للسيادة الإسرائيلية بدون سكانها الفلسطينيين، أي بتفريغها من سكانها بوساطة التهجير الصامت. تشير الأبحاث العديدة إلى أن إسرائيل انتهجت منذ اتفاقيات أوسلو سياسات كولونيالية استيطانية لفصل القدس عن الحيز الفلسطيني من الناحية الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، وذلك بواسطة سياسات إقصاء ممنهحة لتهجير صامت للمقدسيين للأحياء المجاورة للقدس، حيث تفاقمت الأزمة مع إعلان الرئيس ترامب أن القدس عاصمة إسرائيل. إقصاء مدينة القدس من اتفاقيات أوسلو سنح لإسرائيل فرصة لعزل القدس الشرقية عن الحيّز الفلسطيني وضمّها لسيادتها الكاملة لكن بدون سكانها المقدسيين، أي بواسطة سياسة تهجير كولونيالي صامت يهدف إلى الحد من عدد المقدسيين في المدينة. القدس العربية التي كانت عاصمة فلسطين الثقافية والاقتصادية والسياسية أصبحت شبه منفصلة عن حيزها الفلسطيني وذلك جراء السياسات الإسرائيلية منذ اتفاقية أوسلو والآن معززة بإعلان ترامب.
وللحديث بقية..
* محاضر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
{{ article.visit_count }}
أوسلو عزلت القدس عن محيطها الفلسطيني والآن بتوقيع من ترامب!
منذ اتفاقيات أوسلو في عام 1993 وحتى اليوم تتّبع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسات ممنهجة لضم شرقي القدس إلى سيادتها الكاملة مما يتناقض مع كل المواثيق الدولية المتعارف عليها. حيث تسعى تلك السياسات إلى محاولات ضم القدس الشرقية للسيادة الإسرائيلية بدون سكانها الفلسطينيين، أي بتفريغها من سكانها بوساطة التهجير الصامت. تشير الأبحاث العديدة إلى أن إسرائيل انتهجت منذ اتفاقيات أوسلو سياسات كولونيالية استيطانية لفصل القدس عن الحيز الفلسطيني من الناحية الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، وذلك بواسطة سياسات إقصاء ممنهحة لتهجير صامت للمقدسيين للأحياء المجاورة للقدس، حيث تفاقمت الأزمة مع إعلان الرئيس ترامب أن القدس عاصمة إسرائيل. إقصاء مدينة القدس من اتفاقيات أوسلو سنح لإسرائيل فرصة لعزل القدس الشرقية عن الحيّز الفلسطيني وضمّها لسيادتها الكاملة لكن بدون سكانها المقدسيين، أي بواسطة سياسة تهجير كولونيالي صامت يهدف إلى الحد من عدد المقدسيين في المدينة. القدس العربية التي كانت عاصمة فلسطين الثقافية والاقتصادية والسياسية أصبحت شبه منفصلة عن حيزها الفلسطيني وذلك جراء السياسات الإسرائيلية منذ اتفاقية أوسلو والآن معززة بإعلان ترامب.
وللحديث بقية..
* محاضر في العلوم السياسية والعلاقات الدولية