الحلقة التي عرضتها قناة «الجزيرة» أخيراً وادعت قطر من خلالها أن محاولة انقلابية تم إفشالها في بداية حكم والد أميرها الحالي شاركت فيها الدول الأربع التي قررت في يونيو الماضي اتخاذ قرار بمقاطعة الدوحة والثبات على المقاطعة حتى تعود إلى رشدها وتغير من سياستها المخالفة لسياسة أشقائها، هذه الحلقة ليس لها أي قيمة، حيث من السهل الإتيان بمن شاءت قطر الإتيان به من مواطنيها المودعين في سجونها أو الذين لا يزالون خارجها ليقولوا ما تريد منهم قوله، فليس في هذا شطارة ولا ما يثبت أن محاولة انقلابية قد حدثت وفشلت، فالحلقة اعتمدت على الكلام المرسل وشهادات «مأكولي الطعام» الذين لا حيلة لهم سوى الترحيب وقول ما يراد منهم قوله. الشطارة تكون في توفير الدليل الدامغ والبرهان الذي لا ينفع معه أي نفي وليس في عرض صور لأوراق تحتوي أختاماً وعبارات من السهل أن يوفرها المبتدئون في عالم التزوير.
لم تتضمن تلك الحلقة أي دليل يثبت تورط الدول الأربع في هذا الفعل الذي ليس ديدنها ولا يمكن لعاقل أن يصدقه، كما أن شهادة السفير الأمريكي لا تضيف إلى الموضوع مفيداً فما قاله لا يثبت شيئاً فقد وصف مشهداً «يمكن إخراجه ووضع السيناريو له» ومثال ذلك قوله إنه استدعي فجراً لمقابلة الحاكم الذي قال له إنه «تم اكتشاف» محاولة انقلابية «السفير لم يؤكد حصول المحاولة الانقلابية وحرص على القول بأنه «قيل له» إن شيئاً من ذلك قد حدث»، وهذا يعني أنه تم إقحامه في البرنامج إقحاماً بغرض «تغليظ المرقة» وإظهار الموضوع على أنه حقيقة لا تقبل الشك، فأي شيء أكبر من شهادة سفير الولايات المتحدة؟!
هذا النوع من البرامج يجتذب المشاهدين بسهولة، فمن طبيعة البشر أنهم يرغبون في معرفة المخفي والأعظم ويطلعون على ما يندرج في باب الأسرار، وهو بالتأكيد يجتذب كل من يقف من الدول الأربع موقفاً سالباً، فهؤلاء يصدقون كل ما جاء فيه حتى وهم يعلمون أنه كذب محض، وهم يقفون في هذه الحالة إلى جانب قطر ليس لأنهم يؤمنون بصدقها وبتوجهها وليس لأنهم لا يعرفون دورها التخريبي وعلاقتها بالإرهاب وإنما يفعلون ذلك من باب «عدو عدوي صديقي»، فهم معها ويصدقونها نكاية بمن يقفون منه موقفاً سالباً، وهذا أمر من طبيعة البشر أيضا.
الترويج للحلقة عبر قناة «الجزيرة» وغيرها من وسائل الإعلام القطرية دفع الكثيرين لمشاهدتها، لكن هذا لا يعني نجاحها، فالمشاهد الذي ينجذب بالإثارة لمشاهدة أي برنامج لا يمكن أن يقتنع به لو أنه جاء خالياً من الحقائق، والحقيقة التي ينبغي أن تدركها تلك القناة «السوسة» هي أن أغلب من شاهد تلك الحلقة شعر بأن قطر تستهزئ به، فالحلقة لم تكن في مستوى الترويج لها، والترويج المبالغ فيه إن لم يأتِ بما هو مقنع يعود ضرره على القناة وعلى الدولة التي تحتضنها.
الحقيقة الوحيدة التي أتى بها معدو ومنفذو تلك الحلقة وأكدوها هي أنهم يمتلكون الخبرة في إعداد هذا النوع من البرامج المؤثرة على عقول البسطاء، فالحلقة أكدت أنهم «أساتذة» في هذه «الصناعة» وفي «الكلوتة» وأكدت «أستاذية» قناة «الجزيرة» في الترويج للتزييف. هذه الحقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها وتعبر عن توفر خبرة طويلة لا يستهان بها في هذا المجال، وقد بدأ بالفعل الترويج للجزء الثاني من البرنامج الذي تحاول به – استجابة لتعليمات القيادة القطرية طبعا – جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين الذين يسهل الضحك على ذقونهم. بعد قليل ستبدأ مرحلة تكشف زيف ما احتواه هذا البرنامج وسينقلب السحر على الساحر.
{{ article.visit_count }}
لم تتضمن تلك الحلقة أي دليل يثبت تورط الدول الأربع في هذا الفعل الذي ليس ديدنها ولا يمكن لعاقل أن يصدقه، كما أن شهادة السفير الأمريكي لا تضيف إلى الموضوع مفيداً فما قاله لا يثبت شيئاً فقد وصف مشهداً «يمكن إخراجه ووضع السيناريو له» ومثال ذلك قوله إنه استدعي فجراً لمقابلة الحاكم الذي قال له إنه «تم اكتشاف» محاولة انقلابية «السفير لم يؤكد حصول المحاولة الانقلابية وحرص على القول بأنه «قيل له» إن شيئاً من ذلك قد حدث»، وهذا يعني أنه تم إقحامه في البرنامج إقحاماً بغرض «تغليظ المرقة» وإظهار الموضوع على أنه حقيقة لا تقبل الشك، فأي شيء أكبر من شهادة سفير الولايات المتحدة؟!
هذا النوع من البرامج يجتذب المشاهدين بسهولة، فمن طبيعة البشر أنهم يرغبون في معرفة المخفي والأعظم ويطلعون على ما يندرج في باب الأسرار، وهو بالتأكيد يجتذب كل من يقف من الدول الأربع موقفاً سالباً، فهؤلاء يصدقون كل ما جاء فيه حتى وهم يعلمون أنه كذب محض، وهم يقفون في هذه الحالة إلى جانب قطر ليس لأنهم يؤمنون بصدقها وبتوجهها وليس لأنهم لا يعرفون دورها التخريبي وعلاقتها بالإرهاب وإنما يفعلون ذلك من باب «عدو عدوي صديقي»، فهم معها ويصدقونها نكاية بمن يقفون منه موقفاً سالباً، وهذا أمر من طبيعة البشر أيضا.
الترويج للحلقة عبر قناة «الجزيرة» وغيرها من وسائل الإعلام القطرية دفع الكثيرين لمشاهدتها، لكن هذا لا يعني نجاحها، فالمشاهد الذي ينجذب بالإثارة لمشاهدة أي برنامج لا يمكن أن يقتنع به لو أنه جاء خالياً من الحقائق، والحقيقة التي ينبغي أن تدركها تلك القناة «السوسة» هي أن أغلب من شاهد تلك الحلقة شعر بأن قطر تستهزئ به، فالحلقة لم تكن في مستوى الترويج لها، والترويج المبالغ فيه إن لم يأتِ بما هو مقنع يعود ضرره على القناة وعلى الدولة التي تحتضنها.
الحقيقة الوحيدة التي أتى بها معدو ومنفذو تلك الحلقة وأكدوها هي أنهم يمتلكون الخبرة في إعداد هذا النوع من البرامج المؤثرة على عقول البسطاء، فالحلقة أكدت أنهم «أساتذة» في هذه «الصناعة» وفي «الكلوتة» وأكدت «أستاذية» قناة «الجزيرة» في الترويج للتزييف. هذه الحقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها وتعبر عن توفر خبرة طويلة لا يستهان بها في هذا المجال، وقد بدأ بالفعل الترويج للجزء الثاني من البرنامج الذي تحاول به – استجابة لتعليمات القيادة القطرية طبعا – جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين الذين يسهل الضحك على ذقونهم. بعد قليل ستبدأ مرحلة تكشف زيف ما احتواه هذا البرنامج وسينقلب السحر على الساحر.