ما قاله رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن لوفد موظفي مجلس الشيوخ الأمريكي الذي زار البلاد أخيراً عن العلاقة بين النظام الإيراني والمجموعات الإرهابية وكيف أنه يغذيها ويدعمها ويسهل لها أمورها لم يكن ادعاء لكن من الطبيعي أن ينكره أولئك وينكره النظام الإيراني، فمن غير المعقول أن يؤيد هؤلاء ما قاله اللواء الحسن أو ما يقوله أي مسؤول في البحرين عن قيام النظام الإيراني باستغلال الزيارات الدينية للتدريب على استخدام وتصنيع الأسلحة والعبوات المتفجرة بهدف تنفيذ أعمال إرهابية في البحرين، ومن غير الممكن أن يعترفوا بتلك العلاقة وبالتحريض الذي يمارسه ذلك النظام رغم توفر ما يكفي من أدلة، ورغم تيقنهم من أن الوفد الأمريكي لا يجامل ولا يصدق ما يسمع إن لم يتوفر ما يكفي من أدلة وبراهين.

من الحقائق الثابتة اليوم أن النظام الإيراني يعمل بشكل مستمر على التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة ويستقطب عناصر محددة يعمل على التغرير بها وشحنها بالفكر المتطرف، وأنه يقوم باتخاذ الزيارات الدينية إلى إيران غطاء للكثير من أعمال التحريض والدعم التي تقوم بها جهات تابعة للحرس الثوري الإيراني.

القول بأن تلك العناصر تتخذ من الزيارات الدينية إلى إيران ستاراً للتواصل مع الحرس الثوري صحيح، والقول بأن الحرس الثوري يقوم بتدريب تلك العناصر على تنفيذ الأعمال الإرهابية وعلى تصنيع المتفجرات وتزويدهم بالأسلحة ومساعدتهم في تهريبها صحيح أيضاً. البحرين لا تدعي على إيران ولا على غيرها. البحرين متضررة من هذا الذي يقوم به النظام الإيراني ويتوفر عليه الكثير من الأدلة والبراهين، ولولا ذلك لما اتخذت من إيران موقفاً ولما قالت ما سمعه الوفد الأمريكي ويسمعه كل العالم، ولما صارت تتوجس من تلك الزيارات ومن المتورطين في استغلالها.

الهدف من زيارة وفد موظفي مجلس الشيوخ الأمريكي كان واضحاً، فهذه الزيارة «تأتي في إطار التواصل والعمل على توضيح الصورة الحقيقية للوضع الأمني في البحرين وإبرازه لدى دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة» وهي دوائر لا يمكن أن تعتمد الادعاءات ولكنها تسأل قبل كل شيء عما يتوفر من أدلة وبراهين تؤكد صحة ما يقال لها وإلا ضربت به عرض الحائط لأنها ستعتبره استهزاء بأقوى دولة في العالم.

تلك المجموعات الإرهابية تستهدف البحرين وتتعاون مع نظام يستهدف البحرين، وكلهم يستهدفون المنشآت الحيوية ويعمدون إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد الوطني. يكفي دليلاً على دعم النظام الإيراني للساعين إلى الإضرار بالبحرين قيامه بإيواء عناصر من تلك الجماعات الإرهابية والتي تضم مطلوبين أمنياً وصادر بحقهم أحكام بالإعدام والمؤبد لارتكابهم أعمالاً إرهابية نتج عنها استشهاد عدد من رجال الأمن وإصابة آخرين وتضرر مصالح الناس.

العالم لا يأخذ بالادعاءات ولكن بالحقائق وما يتوفر عليها من أدلة وبراهين، ولأن هذه متوفرة ويتأكد منها العلاقة بين ذينك الطرفين المسيئين لذا فإنه لا يجد صعوبة في الحكم على أن ما يقوم به النظام الإيراني يدخل في باب التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين ويعتبر اعتداء سافراً لا بد من وضع حد له وأن ما تقوم به تلك العناصر يدخل في باب الخيانة والإساءة إلى الوطن. والعالم يأخذ بما يرى من إصلاحات تقوم بها وزارة الداخلية في إطار تنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ويرى كيف أن تلك الإصلاحات تجاوزت ما تضمنته توصيات تلك اللجنة وكيف أن العمل مستمر على تعزيز استراتيجية الشراكة المجتمعية وتعزيز الثقة المتبادلة بين رجال الأمن وكافة فئات المجتمع وأطيافه بما يعود بالنفع على أمن الوطن والمواطن.

العالم اليوم لا يصدق النظام الإيراني الذي يرى تدخلاته في شؤون البحرين ومتأكد من تورطه في دعم الإرهاب والإرهابيين.