قبل أيام عرضت إحدى الفضائيات «السوسة» برنامجاً عن الحريات الصحافية في البحرين استضافت فيه اثنين من الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» فقالا الكثير من الذي يعتقدان وتعتقد تلك الفضائية ومن وراءها أنه يمكن أن يسهم في تحقيق هدفين أساسين هما توصيل فكرة أنه لا يوجد حريات صحفية في هذه البلاد وأنهم هم أهل الصحافة فقط الذين يعرفون قيمتها ويقدرونها دون غيرهم. لكن لأن الجمهور المخاطب ليس بالصورة التي يعتقدون لذا فإنه لا يأخذ بما قيل في ذلك البرنامج إلا على أنه نكتة، وإلا كيف يمكن للصحافة أن يكون هكذا حالها وتتمكن في الوقت نفسه من ممارسة دورها وواجباتها؟
الهدف الثالث من حلقة ذلك البرنامج الذي هو أحد وجوه التدخل الإيراني في البحرين هو القول بأن إيران هي المثال والنموذج وأنها هي البيئة المناسبة للصحافة بسبب ما تحتويه من حريات صحفية لا حدود لها، وهو ما لا يمكن أن يصدقه حتى فاقدو العقل، حيث العالم كله يدرك ما يمكن أن يصاب به من يتجرأ وينتقد الولي الفقيه ولو بشكل غير مباشر، ولو على استحياء. فإيران من الدول الأبرز التي تعاني فيها الصحافة ويخضع فيها الصحافيون لقيود، ولعلها الدولة الوحيدة التي يمكن أن يعاقب فيها الصحفي بالإعدام لو أن المعنيين وجدوا أن في ذلك «مصلحة» للنظام.
كل ما قيل في ذلك البرنامج عن الحريات الصحافية في البحرين يدخل في باب الكلام الفارغ، ويكفي للرد عليه أن بعض من شاركوا فيه كانوا ينتمون للجسم الصحفي البحريني وكانوا يتمتعون بهامش الحريات الذي لم يضق بعدهم وإنما ازداد اتساعاً.
هذا يوصل إلى مسألة الاعتقاد الخاطئ لدى البعض لدور الصحافة وهامش الحريات الصحافية، إذ ليس من الحريات الصحافية ممارسة السب والشتم، وليس من الحريات الصحافية التطاول على القانون والأعراف والعادات والتقاليد، فكل هذا ليس من النقد الذي إن لم يكن الهدف منه التنبيه لوجود خطأ أو نقص والمساهمة في الارتقاء بالمجتمع ونفع الوطن فلا قيمة له ولا يمكن أن يعبر عن الحريات الصحافية.
مشكلة أولئك هي أنهم يعتقدون أن الحريات الصحافية هي التي تتيح لهم الإساءة لكل من يختلف معهم والإساءة للحكومة بوجه خاص والتقليل من إنجازاتها، ومشكلتهم هي أنهم يعتقدون أن كل ما لا يعد تطاولا على الولي الفقيه وإيران أو يمكن أن يشم فيه رائحة إساءة له ولها جائز ويعتبر من الحريات الصحفية.
أن تكون جزءاً من المجتمع الصحافي لسنين طويلة ولا تفعل شيئاً لكسب مزيد من الحريات الصحافية ثم بعد أن تتمرد وتصير خارج هذا الجسم وخارج الوطن فتقول إن الحريات الصحافية في البحرين معدومة فإنك ترد على نفسك بنفسك، حيث السؤال الذي ينبري تلقائيا هو ماذا فعلت عندما كنت في الداخل وجزءاً من الجسم الصحافي؟ ويليه مباشرة السؤال عن الذي فعله من تعتقد أنهم «رايات ورموز» للصحافة وللحريات الصحفية عندما كانوا يتمتعون بمميزات النواب رغم أن عددهم كان كبيرا وكان يمكنهم أن يوسعوا من هامش الحريات الصحافية؟
الكلام سهل يسير، لكن «التحلطم» لا قيمة له، والبحرين لا يضرها كل هذا الذي يقوله أولئك وغيرهم وتقوله إيران المؤذية لجيرانها والتي تعيش كل التناقضات وتعاني فيها الصحافة والصحافيون من هامش الحريات الضيق. كان لزوم «الموضوعية» على الأقل الإشارة إلى الجوانب المضيئة في الصحافة البحرينية والقول إنه ينقصها كذا وكذا وليس الزعم بأن «الصحافة في البحرين لا تنتمي إلى الصحافة وليس لها بها علاقة»!
ما قيل في ذلك البرنامج يوفر مثالاً على معاناة من اعتبروا أنفسهم «معارضة» ويعبر عن حالة التخبط التي يعيشونها.
الهدف الثالث من حلقة ذلك البرنامج الذي هو أحد وجوه التدخل الإيراني في البحرين هو القول بأن إيران هي المثال والنموذج وأنها هي البيئة المناسبة للصحافة بسبب ما تحتويه من حريات صحفية لا حدود لها، وهو ما لا يمكن أن يصدقه حتى فاقدو العقل، حيث العالم كله يدرك ما يمكن أن يصاب به من يتجرأ وينتقد الولي الفقيه ولو بشكل غير مباشر، ولو على استحياء. فإيران من الدول الأبرز التي تعاني فيها الصحافة ويخضع فيها الصحافيون لقيود، ولعلها الدولة الوحيدة التي يمكن أن يعاقب فيها الصحفي بالإعدام لو أن المعنيين وجدوا أن في ذلك «مصلحة» للنظام.
كل ما قيل في ذلك البرنامج عن الحريات الصحافية في البحرين يدخل في باب الكلام الفارغ، ويكفي للرد عليه أن بعض من شاركوا فيه كانوا ينتمون للجسم الصحفي البحريني وكانوا يتمتعون بهامش الحريات الذي لم يضق بعدهم وإنما ازداد اتساعاً.
هذا يوصل إلى مسألة الاعتقاد الخاطئ لدى البعض لدور الصحافة وهامش الحريات الصحافية، إذ ليس من الحريات الصحافية ممارسة السب والشتم، وليس من الحريات الصحافية التطاول على القانون والأعراف والعادات والتقاليد، فكل هذا ليس من النقد الذي إن لم يكن الهدف منه التنبيه لوجود خطأ أو نقص والمساهمة في الارتقاء بالمجتمع ونفع الوطن فلا قيمة له ولا يمكن أن يعبر عن الحريات الصحافية.
مشكلة أولئك هي أنهم يعتقدون أن الحريات الصحافية هي التي تتيح لهم الإساءة لكل من يختلف معهم والإساءة للحكومة بوجه خاص والتقليل من إنجازاتها، ومشكلتهم هي أنهم يعتقدون أن كل ما لا يعد تطاولا على الولي الفقيه وإيران أو يمكن أن يشم فيه رائحة إساءة له ولها جائز ويعتبر من الحريات الصحفية.
أن تكون جزءاً من المجتمع الصحافي لسنين طويلة ولا تفعل شيئاً لكسب مزيد من الحريات الصحافية ثم بعد أن تتمرد وتصير خارج هذا الجسم وخارج الوطن فتقول إن الحريات الصحافية في البحرين معدومة فإنك ترد على نفسك بنفسك، حيث السؤال الذي ينبري تلقائيا هو ماذا فعلت عندما كنت في الداخل وجزءاً من الجسم الصحافي؟ ويليه مباشرة السؤال عن الذي فعله من تعتقد أنهم «رايات ورموز» للصحافة وللحريات الصحفية عندما كانوا يتمتعون بمميزات النواب رغم أن عددهم كان كبيرا وكان يمكنهم أن يوسعوا من هامش الحريات الصحافية؟
الكلام سهل يسير، لكن «التحلطم» لا قيمة له، والبحرين لا يضرها كل هذا الذي يقوله أولئك وغيرهم وتقوله إيران المؤذية لجيرانها والتي تعيش كل التناقضات وتعاني فيها الصحافة والصحافيون من هامش الحريات الضيق. كان لزوم «الموضوعية» على الأقل الإشارة إلى الجوانب المضيئة في الصحافة البحرينية والقول إنه ينقصها كذا وكذا وليس الزعم بأن «الصحافة في البحرين لا تنتمي إلى الصحافة وليس لها بها علاقة»!
ما قيل في ذلك البرنامج يوفر مثالاً على معاناة من اعتبروا أنفسهم «معارضة» ويعبر عن حالة التخبط التي يعيشونها.